لقد تحدثت سابقا عن أربع علامات فارقة بين المثابر الذي يسعى نحو هدفه , والمتكاسل أو ما يسميه البعض الفاشل الذي يتغافل عن مسؤولياته وواجباته في المجتمع . واليوم سأتحدث عن اربع علامات أخرى تميز بين هاتين الفئتين وطريقة تفكيرهما.
العلامة الخامسة: ان الإنسان الناجح انسان محب , يحب نفسه ويحب من حوله و هو انسان يدرك تماما قيمة هذه الحياة وهو انسان متفاهم مع نفسه ومن حوله, وفي نفس الوقت هو انسان مثابر يحاول طرق كل الأبواب ليحصل على كل ما يريد. اما الانسان الفاشل هو انسان يكره نفسه ومن حوله, وغالبا لايكون لديه القدرة على التفاعل الاجتماعي مع غيره, لأنه انسان متمسك بمشاعر الغل والحقد والكراهية, فهي مشاعر تدفعه عكس الفطرة وعكس قوانين الكون. هو انسان متخاصم مع نفسه ومع الحياة مع من حوله, فهو لا يذوق حلاوة الحب او حلاوة السلام او حتى حلاوة النجاح الذي في رأيي لايوجد ما هو أروع منها. خلاصة هذه العلامة ان الحب هو ثروة الناجحين وبدونه لايتحقق النجاح. فأي مشاعر جميلة هي وقود يساعد على النجاح.
يقول اوج ماندينو: ( ادخر الحب الذي تتلقاه قبل اي شيئ آخر, انه الشيئ الذي سيدوم طويلا بعد ان يذهب مالك وصحتك ).
العلامة السادسة: ان الإنسان الناجح هو انسان يتمتع بالجرأة والشجاعة لتحقيق ما يريد , فالشجاعة هي ماتجعلك تنجز أهدافك وتتغلب على كل المعوقات والتحديات وتتخذ القرارات الاكثر جرأة لتحقيق ما تصبو إليه، اما الانسان الفاشل هو انسان متردد دائما ولا يستطيع أن يأخذ القرار الصحيح, فهو ينتظر سنين حتى يتقلص هدفه امامه ويختفي, حتى عندما يقرر فعل شيئ يكون قد انتهى الوقت وضاعت الفرصة.
خلاصة هذه العلامة انه اذا أردت شيئا اذهب لأخذه ولا تضع الوقت وبادربتحقيق اهدافك, فربما في الوقت الذي تضيعه في طول التفكير قد يبادر غيرك بإنتهاز فرصتك.
العلامة السابعة ان الانسان الناجح يرى جميع الأمور الجيدة والسيئة والتي تحدث له على انها فرص ومنح من الله سبحانه وتعالى, فهو انسان متفائل يقوم بتحويل الصعوبات الى جسر من الأمل يمشي عليه بغية الوصول للهدف المرجو, بل ويبحث عن الظروف التي يريدها, فإن لم يجدها يصنعها هو بنفسه.
يقول تعالى في الحديث القدسي: ( أنا عند ظن عبدي بي, فإن ظن بي خيرا فله, وان ظن بي شرا فله ). اما الانسان الفاشل فإنه يرى الصعوبة في كل شيئ حوله, ودائما يرى الجانب المظلم من أي أمر, فهو متشائم على الدوام, يتوقع حدوث السيئ دائما مهما حدث, بل ويفتش عن اسباب وأعذار تقنعه ان الفشل حتمي ولا مفر منه, فيقول لنفسه دائما: ( هناك معوقات في هذا الأمر ـ الظروف لا تسمح في كل الأحوال …). الإنسان الفاشل في تجاربه يختلق الأعذار حتى تضيع كل الفرص عليه, ويقوم بتسويف الأمور حتى تطير كل آمال النجاح دفعة واحدة.
خلاصة هذه العلامة: ان البعض قد ينظر للقمم على انه من المستحيل الوصول اليها, ولكنه لو نظر بقوة وتمعن الى نفسه سيدرك عاجلا أم آجلا انه من السهل جدا الوصول الى تلك القمم وتبديد كل الصعوبات.
العلامة الثامنة: ان الانسان الناجح يجرب كل جديد وينتهز كل الفرص لتحقيق اهدافه, هو شخص محب للتغيير, فالتغيير لديه يعني التطور والتقدم والاستمرار والنجاح, فهو الذي يتحكم في ظروف حياته ولايسمح لها ان تغيره ابداً. اما الانسان الفاشل هو انسان قابع في مكانه, فهو يفضل الوضع المضمون والآمن ولا يحب المجازفة أو التغيير، فهذا الانسان غالبا ما يعاني من التوتر والتوجس ويخضع كل حياته و أسرته لسيطرة الظروف والمتغيرات لتتحكم وتسيطر عليه. خلاصة هذه العلامة ان التغير سيأتي لا محالة, فعليك أن تستخدمه في الوقت المناسب وتخضعه لتحقيق اهدافك, فأما ان تكون أنت المسيطر على حياتك او أن تنتظر ظروف الحياة لتتحكم هي في حياتك.. بعد ان استعرضت بعض العلامات الفارقة بين الناجحين والفاشلين في الحياة, علينا ان نحاول ان نغير من أنفسنا طالاما حيينا, فالفشل والكسل والتسويف أمر في غاية السهولة, ولكن عواقبه وخيمة للغاية. اما القوة و العزيمة والارادة هي طرق النجاح وتحقيق الأحلام, بل وعلينا ان نقف وقفة مع أنفسنا قليلا لندرك كيف سنقضي بقية اعمارنا, هل سنختار طريق الفشل ام طريق النجاح والارادة ؟!