في زحمة الحياة اصطدمت الأنانية بالبخل ودار بينهما سجال. فالأنانية تجد نفسها الأجدر بعبور الطريق السهل المعبّد. والكلّ لتعبيده من أجلها مجنّد. تعميها الأنا حتى أنها لا تشعر بالامتنان لمن قدّم لها الطيبة لتسعد.
والبخل بكلّ أنواعه عليها يعتب، لسلبها صفات هي في الحقيقة له تنسب.
اشتد بينهما الخلاف. فالأنانية ترى أنها الأَوْلى بالعناية والرعاية وحيازة كلّ ما هو أثمن. والبخل يرى أنه لن يفرّط بمكسب ولا حتى بقول لطيف أو استحسان به الغير يسعد.
مرّ الحبّ بصحبة الودّ في المكان فشهدا ذاك السجال، أتعبهما وجود البخل والأنانية في الحياة، وأبديا استعدادهما لمساعدتهما في تغيير المسار.
لكن. وبعد عدّة محاولات، وصلا إلى قناعة أن الأنانية هي مرتع البخل، وأنهما وجهان لعملة واحدة وخلافهما لا يعني غيرهما. وأن الحبّ والودّ منهما براء.
فالحياة بشكل عام قوامها الأخذ والعطاء، ولن يفسدها وجود أيّ استثناء يجعل الإنسان فيها مختالاً فخوراً يحسب أنه إن بخل زاد!
بقلم: رشا المارديني