شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، محاضرة بعنوان «إعادة تصور التعليم المبكر»، التي نظمها مجلس محمد بن زايد ضمن محاضراته الدورية.
وقدم المحاضرة المستشار التربوي العالمي البروفيسور جير جراوس، الذي ألقى الضوء على أساليب تعزيز الإبداع لدى الأطفال خلال مرحلة التعليم المبكر، وأهمية جعل العملية التربوية والتعليمية متوافقة مع احتياجات الطفل وقدراته وتطلعاته لإثراء تجربته التعليمية وتعزيز مهارات الابتكار والإبداع لديه، إضافة إلى ترسيخ مفهوم «التعليم مدى الحياة» الذي يقوم على أن التعلم رحلة مستمرة على مدى حياة الإنسان ويتجاوز الاختبارات المدرسية وإطار المؤسسات التعليمية. واستعرض المحاضر رؤيته وتجاربه العملية في هذا المجال وطرح عدداً من الأمثلة التطبيقية.
وقال البروفيسور جير جراوس: «جميعاً كأولياء أمور ومسؤولين حريصون كل الحرص على بناء مستقبل أفضل للأطفال، الأمر الذي يتطلب منا أن نعلم أن المستقبل يبدأ منذ السنوات الأولى لنشأة الطفل، وإحدى أفضل الطرق للاستفادة القصوى من هذه السنوات هي اللعب».
مهارات
وتابع: «بينما يمكن أن يبدو اللعب مجرد وسيلة للمتعة، إلا أنه في الواقع أكثر من ذلك بكثير، كونه يوفر طريقة سلسة للتعلم وبناء المهارات الحياتية المهمة، منها تعلم حل المشكلات والتعبير عن الأفكار وبناء الثقة بالنفس، بالإضافة إلى تطوير وتنمية الذكاء».
وأبان أن التعلم عن طريق اللعب هو نهج تعليمي يجمع بين العناصر التعليمية والأنشطة الترفيهية لتحقيق أهداف التعلم بشكل مبتكر وممتع، حيث يتضمن هذا النهج استخدام الألعاب والأنشطة التفاعلية كوسيلة لتحفيز الفهم وتعزيز مهارات الطلاب في المجالات التعليمية، مضيفاً أنه عندما يتم تطبيق التعلم عن طريق اللعب، يتم إدماج الأنشطة الترفيهية في العملية التعليمية بطريقة تتيح للطلاب التعلم بشكل غير مباشر ومباشر في الوقت نفسه.
دور
وأضاف: «لدينا جميعاً دور مهم نلعبه كمعلمين لأبنائنا وأطفال مجتمعنا، لأنه في مرحلة ما في مكان ما في حياتنا، سيكون هناك طفل واحد على الأقل يتطلع إلينا للحصول على إجابات وعلى سؤال معين، وفي تلك اللحظة، نصبح جميعاً معلمين».
ورداً على سؤال حول هل يمكن تلبية جميع احتياجات التعلم من خلال اللعب والتجربة؟، قال: «الإجابة عن هذا السؤال هو نعم ولا، فالأمر يتعلق بالهدف، فالمدرسة تغطي جانباً معيناً من التعليم، واللعب والحياة العملية تعطينا تعليماً بأسلوب آخر أكثر سهولة ومتعة، بجانب ما تزرعه في أنفسنا من ثقة وقدرة على التعامل مع تحديات الحياة اليومية».
وحول الأفكار التي تقدمها تجربته في تأسيس جامعة الأطفال للنظم التعليمية، أكد أن التجربة ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات التي كان لها دور في تغيير آليات التعلم، مشيراً إلى مساهمتها في خلق روابط بين العائلات والتعلم وزيارة تراثنا الثقافي ورفع معدلات الثقة بين الأطفال.
وخلص البروفيسور جير جراوس، إلى تأكيد الارتباط الوثيق بين استمرار شغف الطلبة بالعلم والمعرفة مدى الحياة، وبين ما توفره البيئات التعليمية من مقومات ووسائل للإبداع والابتكار والتعلم من خلال التجربة خصوصاً في مرحلة الطفولة المبكرة.
وعرض خلال المحاضرة مقطع فيديو لمختصين ومسؤولين في مجال التعليم، تحدثوا عن البيئة التعليمية في مدارس دولة الإمارات وأبرز مجالات التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في الدولة، بجانب دور الأنشطة التفاعلية والتعليم التطبيقي والرحلات التعليمية في تنمية قدرات الأطفال ومهارات الابتكار لديهم وبناء شخصياتهم وإعدادهم للمستقبل.
وشارك في مقطع الفيديو كل من الريم الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وطاهر لهدان مدرس العلوم الاجتماعية في مدرسة الصقور الابتدائية، وأمين خرشاش مدير قسم التفسير والمحتوى الإبداعي في متحف اللوفر أبوظبي، ووليام كولينان المدير التنفيذي في مدرسة نورد انجليا الدولية، فيما أدارت الحوار مريم عمران الحلامي، مستشار في دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، والقائم بشؤون التعليم المبكر في الدائرة.
ويمثل التعليم أولوية رئيسة ضمن الرؤية التنموية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فيما تعد مرحلة التعليم المبكر ركيزة أساسية لنجاح العملية التعليمية، لذلك تولي الدولة أهمية خاصة بهذه المرحلة وتعمل على تعزيز الأدوات التعليمية غير التقليدية التي تركز على تنمية قدرات الأطفال ومهارات التفكير والإبداع لديهم، بما يحقق الأهداف المرجوة من منظومة التعليم.