خيانة الأوطان تسري في دمائهم، هي قاعدة من قواعد تنظيم الأشرار، كتبها البنا وأخرجها قطب وصدقتها القطعان المعمية قلوبهم.
قالوا لا وطن للمسلمين، فأرض الله واسعة، وحيث يعيشون تكون بيوتهم، ومتى استدعت الظروف مغادرتهم لها غادروها غير آسفين، فلسفها لهم «سعيد حوى»، في وقت كانت الأمة كلها تتنادى لإنقاذ فلسطين قبل أن تغرق، وتضيع وسط تخاذل شق صف الأشقاء وشد أزر الأعداء.
وتجاهلوا الأصل، قفزوا من فوقه، ونزعوه من الذاكرة قسراً، والأصل أن المسلم يموت دفاعاً عن أرضه وعرضه وماله، لا يهرب، ولا يبيع ذمته، ولا يخون ربه ورسوله، ولا يتخلى عن أهله وبني جلدته، ولا يخرج على ولي أمره، ولا يوالي عدوه، وهم والوا الأعداء المحتلين لبلادهم عندما أسسوا تلك الحركة، كانوا من البداية تحت حمايتهم، ينفقون من أموالهم، ويقتلون بأسلحتهم، ويستقوون بهم على دولهم، ويقبلون أن يكونوا «ألعوبة» في يد الأجنبي متى كانت خزائنه مفتوحة لهم.
وجماعة الإخوان التي ظهرت بيننا ليست منا، بل منهم، فرع من فروع «السرطان الإخواني» المستشري في جسد الأمة، والتي أثبتت الأحداث المتلاحقة من بدايات الثمانينيات وحتى الآن بأنهم مثل ذلك الداء الخبيث، إن ترك نخر الجسد، وإن سكت عنه زادت خلاياه الضارة، ولا دواء له غير البتر، فكل الأدوية استخدمت، وكل وسائل العلاج طبقت، من دمجهم في المجتمع واعتبارهم متساوين مع كل الفئات، إلى توفير سبل العيش الكريم لهم ولأسرهم، حازوا المناصب، وفتحت لهم طرق تحصيل العلم، وتمت معاملتهم باحترام وتقدير، ولم يرضوا بما حصلوا عليه من نعم في وطنهم، فعملوا سراً لمصلحة التنظيم، ساعدوا بعضهم بعضاً، وعادوا الجميع، فقد كذب عليهم البنا وقطب، وقالا لهم بأنهم الفئة الأجدر، وصدقوهم حتى ركبهم الغرور، فخرجوا من الجحور، وبدأت حقيقتهم الصادمة تنكشف للجميع، وكادوا أن يدخلوا بلادهم إلى «المحرقة الإخوانية» في 2011 لولا رعاية الله سبحانه وتعالى، وحكمة ولاة أمورنا.
بقلم: محمد يوسف