شهدت إمارة أم القيوين، منذ تولي صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، مقاليد الحكم فيها في الثاني من يناير 2009، ازدهاراً ملحوظاً لا تخطئه العين.
حيث أولى سموه اهتماماً كبيراً، لإحداث نهضة تنموية شاملة وسريعة في الإمارة، فتقدمت بخطى سريعة نحو المستقبل، وبرؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق محددة حتى تحققت إنجازات نوعية في شتى القطاعات الحيوية.
وسجلت الإمارة تقدماً كبيراً على مختلف الصعد في كافة مجالات النهضة الحديثة، وكانت على موعد مع تحول تاريخي، ومنعطف تنموي، يبني مستقبلها، ويعزز مكتسبات الماضي، حين تولى صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا الحكم فيها، فانطلقت حقبة من التنمية، والبناء، والتطوير، والتحديث، في ربوع الإمارة، تتسق وتتكامل مع خطط الدولة وبرامجها، وتنسجم مع مشاريع التنمية الشاملة والمستدامة في إمارات الدولة الأخرى.
تحول جذري
وشهدت الـ 15 عاماً الماضية تحولاً جذرياً في شتى المجالات، ومشاريع تنموية شاملة، عززت من موقعها الجغرافي، الذي تتميز به في الدولة، إضافة إلى المشاريع الإنسانية المتمثلة في مؤسسة الشيخ سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والانسانية، والعديد من مشاريع البنية التحتية مثل الطرق الواسعة والحديثة، والمدارس، والمستشفيات، والجامعات.
وتمضي أم القيوين بخطى واثقة ومدروسة لتحقيق التميز في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية كافة عبر حزمة من المشروعات الجديدة، التي يتم تشييدها فيها، إضافة إلى مشاريع عديدة تصب في صالح الصيادين.
فحققت أم القيوين خلال الـ 3 أعوام الماضية طفرة عمرانية ونهضة تنموية، رسم خطوطها الاستراتيجية صاحب السمو حاكم أم القيوين، فتقدمت بخطى سريعة نحو المستقبل، وبرؤى استراتيجية واضحة.
مشاريع
وحرص صاحب السمو حاكم أم القيوين على متابعة مشروعات الإمارة، والتي تأتي ضمن خطط تطوير البنى التحتية، من خلال شبكات طرق ذات مواصفات عالية الجودة، ورفد مناطق ومدن الإمارة بالمرافق الخدمية والمواقع السياحية، والحفاظ على تضاريسها البيئية، كما أنجزت دائرة التخطيط العمراني مشاريع طرق حيوية، تخدم عدداً من مناطق الإمارة، وتشكل رابطاً حيوياً.
وتلبي احتياجات أفراد المجتمع، كما شارفت أعمال البناء لمبنى غرفة التجارة والصناعة الجديد على الانتهاء، فنسبة الإنجاز تتجاوز 95 % مع تقديرات بجاهزية المبنى، ومباشرة الغرفة أعمالها في القريب العاجل.
كما تنفذ وزارة الطاقة والبنية التحتية مشروع إنشاء مبنى القيادة العامة لشرطة أم القيوين، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع وتسليمه في الربع الأخير من العام، والذي يقع على مساحة 17 ألفاً و750 متراً مربعاً، وبكلفة 103 ملايين درهم، ويتكون من 6 مبانٍ، تضم قاعات للاجتماعات، ومكاتب وأقساماً إدارية مختلفة، وقاعات تدريب، إضافة إلى المرافق الخدمية، و365 موقفاً للسيارات.
خدمات صحية
وتوفر الإمارة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا خدمات صحية ورعاية طبية متميزة، تغطي حاجة سكان الإمارة، من خلال المستشفيات والمراكز الصحية، التي تقدم خدمات علاجية عالمية ومتطورة بأحدث الأجهزة وأكفأ الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية والفنية، وفي سياق مشاريع الخدمات الصحية وتطويرها أنجزت حكومة أم القيوين بتوجيهات سموه محطة معالجة نفايات البناء والهدم بمنطقة المدفق.
اقتصاد أزرق
وأولى صاحب السمو حاكم أم القيوين اهتماماً بالغاً بالبيئة، من خلال إطلاق مبادرة لتطوير مجموعة من المبادئ التوجيهية لاستراتيجية الاقتصاد الأزرق المستدام، بالشراكة مع وزارة الاقتصاد وجمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة.
حيث ستشمل هذه المبادرة عدداً من القطاعات الرئيسية، التي تعمل على تحفيز القطاع الخاص باتباع الممارسات المستدامة، مثل السياحة، والترفيه والبيئة العمرانية، والأغذية البحرية.
كما وجه سموه بأن تكون أم القيوين مركزاً مستداماً للسياحة البيئية، يساعد في معالجة المناخ وحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي، لاسيما أن أم القيوين أضحت نموذجاً ناشئاً في الاقتصاد الأزرق المستدام داخل الدولة، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكثيراً ما يؤكد صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا أن استراتيجية أم القيوين للاقتصاد الأزرق المستدام 2031 تنسجم مع توجهات الدولة الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة، والاستخدام الأمثل للموارد، كما أن تلك الاستراتيجية توفر العديد من الفرص للشباب، ورواد الأعمال والمستثمرين في قطاعات حيوية واعدة، فهي استراتيجية تنموية تحويلية متكاملة للإمارة، تقوم على استشراف الفرص الاقتصادية الواعدة، بما يواكب الاتجاهات العالمية.
كما أنها تستهدف رفع نسبة حصة الاقتصاد الأزرق في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، بحيث لا تقل عن 40 %، لذلك تعتزم الإمارة التركيز على عدد من القطاعات الاقتصادية البحرية، كالنقل البحري، والسياحة البيئية، والكربون الأزرق، والثروة السمكية المستدامة، والمناطق الصناعية المستدامة والمحايدة مناخياً.
يشكل مشروع «واجهة الخور»، الذي افتتح صاحب السمو حاكم أم القيوين المرحلة الأولى منه، إضافة حيوية ومتميزة ووجهة جاذبة للسياح في إمارة أم القيوين، وفق ما يتناسب مع رؤية ورسالة وأهداف الخطة الاستراتيجية لحكومة أم القيوين، واستراتيجية الاقتصاد الأزرق المستدام لتحقيق التنمية المستدامة في الإمارة، وتوفير بنية تحتية عصرية لبناء مستقبل اقتصادي زاهر لإمارة أم القيوين، فهو يمثل معلماً بارزاً في الإمارة والدولة.
حيث تحوي أعمال المرحلة الثانية من المشروع العديد من المحلات التجارية والمقاهي، والمطاعم الراقية، وممشى بطول 2 كيلو متر، ونادياً للقوارب واليخوت، ومسرحاً مفتوحاً للفعاليات والمناسبات، كما يعد المشروع أحد المقومات الأساسية لجذب المشروعات السياحية والتجارية، خاصة بما تتميز به البيئة البحرية لإمارة أم القيوين من تنوع في الواجهات البحرية في الإمارة.
سياحة
وشهد القطاع السياحي في أم القيوين، وبتوجيهات صاحب السمو حاكم الإمارة، نمواً ملحوظاً، خلال العام الماضي، مقارنة بالعام الذي سبق، بعد تحقيق تجارب سياحية فريدة، وتطوير وجهات جديدة وتفعيل سياحة المهرجانات، بهدف جذب السياح من مختلف دول العالم وتلبية أذواق السائحين من داخل الدولة.
وحققت الإمارة 19 % زيادة في نسبة الإشغال الفندقي بالنصف الأول من العام الماضي، مقارنة بالنصف الأول من العام 2022، وحقق متوسط مدة إقامة نزلاء المنشآت الفندقية زيادة تقدر بــ 9 %، خلال فترة المقارنة نفسها، كما بلغ عدد زوار المحميات الطبيعية أكثر من 110 آلاف زائر، وزار الوجهات الثقافية أكثر من 8000 سائح، خلال النصف الأول من 2023 مقارنة بالنصف الأول من العام 2022.
حياة كريمة
وأولت حكومة أم القيوين أهمية قصوى لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين بالإمارة، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، وتمثل مؤسسة الشيخ سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والانسانية، التي وجه بها سموه، خير دليل على تقديم المساعدات لكثير من أصحاب الدخول المحدودة، إضافة إلى إنشاء المساكن، بهدف تعزيز استقرار الأسر المواطنة، من خلال تطوير قطاع إسكان المواطنين والارتقاء بالخدمات المقدمة إليهم.
حيث بدأت المؤسسة مشاريعها السكنية بحي التسامح (1) بإنشاء 32 مسكناً، وألحقته بحي التسامح (2) بإجمالي 78 مسكناً، و40 مسكناً في منطقة عود الطاير، أي بما مجموعه (150) مسكناً، كما شرعت المؤسسة في التجهيز لإطلاق مشروعين سكنيين آخرين، الأول في منطقة عود الطاير، والآخر في منطقة الراعفة، بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو حاكم أم القيوين، بهدف توفير السكن الكريم، ومن المتوقع أن يتم استلامها من الشركات المنفذة في نهاية العام.
تعليم
وحرص صاحب السمو حاكم أم القيوين على دعم العملية التعليمية في الإمارة، لتحقيق نظام تعليم رفيع المستوى قادر على تخريج جيل مسلح بالعلم والمعرفة، ممتلك لمهارات وأدوات العصر، وفي إطار هذا الاهتمام والدعم وإيماناً من سموه بدور التعليم، تم تأسيس جامعة أم القيوين عام 2012، وبدأت بمسمى الكلية الإماراتية الكندية الجامعية.
وبالحصول على موافقة وزارة التربية والتعليم تم التحويل إلى المسمى الجديد «جامعة أم القيوين»، حيث استطاعت الجامعة أن تكون صرحاً أكاديمياً يدعم مسيرة التعليم العالي في الدولة، ويدرس فيها طلبة مواطنون بنسبة 70 % من العدد الإجمالي للطلبة، بجانب طلاب وافدين.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للجامعة أكثر من 5000 طالب وطالبة، ويضم مقرها الجديد 137 مكتباً للهيئات التدريسية والإدارية، وقاعات دراسية ومختبرات تعليمية مجهزة بأحدث التقنيات الجديدة، ومن مؤسسات التعليم العالي في الإمارة كذلك الكلية البريطانية التطبيقية، التي تعد من أكبر مؤسسات التعليم العالي لرفد سوق العمل بكفاءات وسواعد وطنية احترافية في مختلف التخصصات، لا سيما القطاع الصناعي، الذي يشكل أحد مرتكزات مسيرة التطوير والتنمية في دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً القادمة.
آثار
ويولي صاحب السمو حاكم أم القيوين اهتماماً كبيراً بالتراث والآثار، فدائماً ما يوجه سموه دائرة السياحة والآثار بضرورة التركيز على إبراز الجانب التراثي للإمارة، حيث أعلنت الدائرة خلال العام 2023 عن أحدث مستجدات أعمال التنقيب الأثري بجزيرة السينية في موسمها الثالث.
والتي تشير إلى وجود أقدم مدينة لصيد اللؤلؤ في الخليج العربي في الجزيرة بمساحة 12 هكتاراً، ازدهرت خلال الفترة ما بين أواخر القرن السادس إلى منتصف القرن الثامن الميلادي، وتقع المدينة بالقرب من الدير المسيحي القديم «دير السينية»، الذي تم اكتشافه مؤخراً في العام الماضي، كما أن ذلك الاكتشاف له أهمية كبيرة في تاريخ أم القيوين ودولة الإمارات والخليج العربي، حيث كان صيد اللؤلؤ جزءاً أساسياً ومصدراً للرزق ومكوناً أساسياً من تراث الدولة لأكثر من 7 آلاف عام.
وتعد مقابر العصر الحجري الحديث في الإمارة من أقدم الأدلة المعروفة على صيد اللؤلؤ، وقد كشفت الحفريات خلال موسم التنقيب عن وجود مبانٍ مختلفة التصميم والتخطيط المعماري، حيث إن بعضها يتكون من غرفة واحدة، وبعضها من غرفتين.