المخاوف موجودة في حياتنا لا فرار منها، ولكن بعضهم قد تتحكم فيه فيقع في براثن الفشل والقلق والانهيار التام لحياته، أتذكر في طفولتي كانت الكثير من المخاوف تكاد تقتلني، قبل الامتحانات بفترة طويلة، كان الخوف والقلق من الفشل وعدم تأدية المطلوب، كنت أقلق على أمي حين تمرض، كنت أشعر بالخوف حينما يتعرض والدي لأزماته المادية وكانت صديقاتي يشاركنني الكثير من المخاوف التي لا مبرر لها، الحب والزواج والأطفال والمستقبل، تفصيلات كثيرة حينما أفكر فيها ينتابني الكثير من الاستغراب..
بعض الصديقات تقول لي حينما تخرج من منزلها إلى مشوار صغير تفكر في موضوع الكهرباء والفرن وقد يتضاعف قلقها وقد يصل إلى أضعافه حينما تتخيل أن هناك حريقاً قد يصيب منزلها، وهذا الأمر قد أدى إلى تزايد كآبتها واضطرت إلى العلاج.
لقد أثبتت الدراسات أن نحو 99% من المخاوف التي نشعر بها لم تحدث قط، نحن لا نتحدث فقط عن مخاوف الأطفال من المطر والسقوط والوحدة وربما من الرسوب والتنمر ولكن حتى الكبار لديهم مخاوف قد تتضاعف آثارها مع الوقت وتسبب مصائب وكوارث لهم.
فهناك الكثير من شركات التأمين في أنحاء العالم استفادت من مخاوف الإنسان، واستطاعت أن تربح الملايين مثل شركة لويدز في لندن التي تعد من أشهر شركات التأمين في العالم، والتي ظلت هي وغيرها تستفيد من مخاوف الإنسان على مدى 200 عام.
ولذلك ما لم تحاول أن تغير من طبعك وتجتاز مخاوفك سوف تظل في الخوف والقلق وقد يقتات بعضهم من خوفك، ولذا علينا عدم الإصغاء لأي صوت يشجع على الخوف فكم من الأمور التي نقلق في شأنها ونحملها على أكتافنا أكثر من المعتاد ثم نكتشف أنها تافهة، إنها مثل المثل الشهير الذي يتم ترديده على نطاق واسع ويقول:
«من خاف سلم» فهذه المقولة على أرض الواقع ليست دقيقة، ولا يوجد سلامة في الخوف، لأنه قد يتحول لعادة مرضية تعوّق النجاح والتميز وتكسب الشخص الكثير من التردد وقد تقف أمام أنشطتنا الاجتماعية مع الآخرين، ولذلك لا تجعل من نفسك سلعة ووسيلة يمكن للآخرين أن يقتاتوا من خوفها، بل حاول أن تشجع نفسك على الشجاعة، وطرح الأفكار وثق بنفسك، فلكي تحطم القلق قبل أن يحطمك يجب أن تستعن بالثقة بالله والتوكل عليه، ببساطة الخوف لن تجني منه أي فائدة تذكر في حياتك.. وكما يقول المؤلف مارك توين: «أفعل أكثر شيء تخشاه وتخافه، وسيموت الخوف داخلك».
بقلم: فاطمة المزروعي