“إذا خف العقل إستسلم للخرافة والهلوسه ” هكذا نقول الكلمة المأثورة ، وهو قول منطقى فالعقل السوى يتجه تلقائياً لمعالجة الأمور بالمنطق والعلم والمعرفة والتجارب والخبرات ، وهى العناصر التى تعطيه القوة ، أما إذا أفتقدها فإنه لا يجد ما يتعامل به مع المشكلات والتحديات فيستسلم للخرافات والأباطيل.
وتمتد الخرافة لتصنع قصص ومعتقدات ليحاول البشر التفسير من خلالها ، فتحكى الخرافات قصص الأسلاف وأصل البشر والعالم وماهية الآلهة عند الشعوب والثقافات المختلفة ، ومنها الأنس والجن والقطط السوداء ، رمزية الغربان، الخرزة الزرقاء ، ورقم ١٣ وغيرهم .
وتطورت الخرافة فى الغرب مع التطور التقني وتحولت فى كثير من حضورها إلى فن امتلأت بها شاشات السينما مادة للتسلية وتعبر عن ما بلغته التكنولوجيا من تقدم.
وحكم الفن آخر الإيمانات بالخوارق فى نفس البشر ، لكن النفس البشرية لا تكف عن البحث عن المجهول و الغامض فى الحياة ..
فتأكد الإنسان أن الأرض ليست سوى صخور وطبقات منها ومن الحمم لا يمكن أن تضم فى داخلها الحشرات ، عندئذ كف عن الإيمان بالجن والعفاريت والأرواح و الأشباح.
والتفت البشر بعد ذلك إلى الفضاء فأسهمت الاكتشافات حول الفضاء فى تنشيط خيال الباحثين عن الإشكاليات الكونية فظهرت خرافات الأطباق الطائرة والأصوات التى سجلتها ناسا وبعض الكائنات والفضائيات التى ظهرت فى الكثير من الدول ، ومن أشهر الروايات قراءة والأفلام مشاهدة التى تتسم بالخرافات والخيال العلمي والمضحك أن هناك آخرون يصدقون هذه الخرافات ومهووسون بها وبكل كلمة فيها .
ومن المؤسف أنه أصبح شهرة وحضور مروجى الخرافات متفوقاً على العقلانين وأصحاب العلم حتى أصبحت صفة العقلانين سلبية الدلالة وإنسجمت التناقضات فى عقولنا بين كل التناقضات كالحب والكره ، الخير والشر والعلم والخرافة .
ويسهم قلة التعليم وقلة ثقافة الوعى والإدراك فى إنتشار الخرافة ، حيث لابد أن هناك حاجه أو فضول لدى الإنسان لمعرفة وتفسير ما يحيط به من ظواهر كونيه وما يؤثر فيه .
ووفرت تلك التفسيرات البشرية البدائية الغير علمية للإنسان اعتقاده بالخرافات والتأثر بها والتأثير فيه.
أخيراً فى معتقداتي أن البشر هم اسوء من الجان والشياطين ، والشيطان هو كل من خرج نظيره بالشر ، ولكل إنس شيطان يضلله ويوحى إليه.
بقلم: د. ولاء انور بدوى