هل انعكست المفاهيم ام اتضحت الصورة؟؟
لو عاد بنا الزمن عشر أو عشرين عام مضت وعرضنا إحدى حالتنا المجتمعيه اليوم فكيف سيتقبلها رواد المجتمع في ذلك الزمن ؟؟ فقيادة المرأة للسيارة كمثال أصبحت أمرا”واقعا” بل ومندوب إليه و غدا كل رب أسرة يسارع في تعليم إبنته وزوجته وأخته فنون القيادة في حين كان قبل عشر أعوام ينافح في المجالس ويرفع صوته بالرفض والامتعاض من كل رأي يؤيد قيادة المرأة للسيارة بالسعودية؛فماذا تغير؟ هل اتضحت الصورة أم مفهومه انعكس؟. ونزول الفتاه لسوق العمل بحلته الانفتاحية المتجاوزة لكل الأعراف القديمة؛هل هو اتضاح للصورة المغبشة أم انعكاس لمفهوم قديم وخاطئ. وتكثر الأمثلة والصور التي لايتسع المقام لذكرها و يكفي التلميح إليها.
من وجهة نظري ارى أننا تغلبنا على الفكر العرفي المدعي استناده لقواعد شرعية زورا وربط العرف بالشرع بطريقة غير صحيحة فالشريعة الإسلامية كرمت الرجل والمرأة على حد سواء ومنحت كل جنس حقوقه وواجباته استنادا لقدراته الخلقية الجسمانية و النفسية ومدى تحملها لمواجهة الضغوط المادية و المعنوية والتي لاتستقيم حياة المجتمع الا بنأديتها؛ فالأب و الأم يشتركان بطريقة تكاملية في بناء الأسرة بتأدية أدوار تصب في إناء مصلحة الأسرة والتي هي نواة المجتمع لتنتهي هذه الأدوار بتنمية شخصية مجتمعية مرموقة بين المجتمعات كافة، و ما كا ن يحصل قديما” من سلب حقوق المرأة في تادية دورها وتقليص صلاحياتها الأسرية والمجتمعية لصالح الرجل و الذي تحمل فوق طاقته واتهم بالتقصير في كثير من الأحيان لأن الخلل في اكتمال المنظومة الأسرية اثقل كاهله عندما جيرت لمهامه بعض مهام المرأه التي ادعى من حرموها من موقعها كشريكة للرجل في العملية الحياتية أن الدين كرمها وصانها بعدم بذلها اي جهد مشارك للرجل؛ وهذا من وجهة نظري ادعاء باطل وغير صحيح فتكريم الإسلام للمرأه بتنصيبها واليه على نصف المجتمع والأخذ برأيها وتكريمها وإعطائها الفرصه للتعليم والعمل بما تعلمت والتعامل معها كإنسان ذو كيان و شخصية وليس كمالة عدد ومسد لخانة زائدة ؛ ولقد تجاوز المدعون لأكثر من ذلك عندما اكتفوا بجعلها أداة للترفيه والترويح عن الرجل الموكل اليه كل مهم وكل امر جسيم. والآن اتضح جليا ان هذا المفهوم خاطئ وأصحابه مدلسين ومزورين للحقائق فهاهي المراه تقود السيارة بأناة وحذر و حرفية وتقود الطائرة و تبلغ مقصدها سالمة وتخط بقلمها وتبدع فكريا” ولغويا” وتشارك الرجل في جلب الرزق وتدلي برأيها فيحترم ؛ فهي الان ام و موظفة و مديرة ووزيرة وكل ذلك وفق ضوابط شرعية مرعية . لذا انا أكاد أجزم أن الصورة اتضحت ولم تنعكس المفاهيم؛ فهيا بنا نبني مجتمع سعودي عربي مسلم بشكل صحيح وحضاري متسلحين بديننا الاسلامي متوجهين نحو القمة برؤية حكيم الشباب ومفجر طاقاتهم صاحب الرؤية السديدة سمو ولي العهد الأمين وتحت قيادة والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشرفين و إلى المجد يابلادي بحلة جديدة ورؤية سديدة ومجد جديد.
بقلم: عماد عمر طيب