نأمل أن تحقق القمة العربية ما عجزت عنه القمم السابقة، ونتفاءل، فهذا من حقنا، فلولا الأمل والتفاؤل لما بقي أحد منا وسط كل هذه الإحباطات التي نمر بها، فنحن نحب أن نختلف مع بعضنا البعض، رغم أننا جميعاً نتغنى بالأغاني نفسها التي تعبر عن حبنا لعروبتنا، وحلمنا بوحدتنا.
نكون طماعين وجشعين لو قلنا إننا ننتظر من القادة العرب في قمتهم التي تعقد اليوم في الشقيقة السعودية أن يعلنوا الوحدة العربية، أو كما قال «غوّار» ذات يوم أن تفتح الحدود وتلغى مراكز التفتيش، ونكون غير واقعيين لو تمنينا، مجرد تمنٍّ، أن يتضمن البيان الختامي تشكيل لجنة، فقط لجنة، للنظر في حرية التبادل التجاري بين بلداننا، ونكون غير صادقين مع أنفسنا لو انتظرنا قراراً بإصدار عملة عربية موحدة، فتلك كانت ضمن الأوهام التي صدقناها عندما كنا صغاراً، وكان كل واحد منا يعتقد أن الأمور يمكن أن تكون سهلة، وحدثت تجارب، كان يفترض بها أن تأخذنا إلى الأمام، فإذا بها تعيدنا إلى الخلف، بعد أن فشلت المشاريع الوحدوية، وماتت قبل أن تولد السوق العربية المشتركة عندما أردنا أن نتشبه بأوروبا في السبعينيات، ولم تنجح اتفاقيات «عدم الازدواج الضريبي».
الحال التي نحن عليها اليوم لا تسرُّ عدواً، ومع ذلك لا بد أن نتمسك بالأمل، خاصة إذا كانت مطالبنا الحالية بسيطة وقابلة للتحقق، ليس فيها تعقيدات، بعد مجموعة المبادرات الأخيرة، التي شهدتها ساحتنا العربية، وأولها تخفيف الاحتقان مع الجيران، وترك مساحة واسعة للتفاهمات بدلاً من العداوات، التي أثمرت عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في قمة اليوم، وقد يساعد مكان انعقاد القمة كثيراً، وأيضاً اليوم الذي خصص لها، وهو يوم الجمعة، وفي أرض الحرمين الشريفين.
كل هموم الأمة ستكون حاضرة في القمة، وكل العرب سينتظرون حلولاً للمُلحّ منها، وعلى رأسها أزمة السودان، فالتحرك تجاهها الآن يعني عدم السماح باتساع رقعتها، وهذا بدوره يعني إنقاذ هذا البلد العزيز وشعبه.
بقلم: محمد يوسف