حتى في فعل الخير يحاولون زرع الفتن.
والخير ليس بشيء لا تراه عين حاقدة، ونفس كارهة، وضمير قتلته الغيرة.
إنها أفعال يتردّد صداها بين الناس، أولئك المستهدفون من فعل الخير، من تضرروا نتيجة زلزال ضربهم وهم غافلون، وتعكسها أخبار تحدثنا عنها في نشرات القنوات الفضائية والأرضية، وتصدرها جهات معنية في البلاد التي تعاني ويلات تلك الكارثة المؤلمة.
الخير فعل الكرام، من تربّوا على مدّ يدّ العون إلى كل محتاج، القريب منهم والبعيد، ليخفّف من قسوة ذلك المصاب الجلل.
والكريم لا ينتظر شكراً، ولا يلتفت إلى «مدائح» أحد، فالحسنة لا تأتيه من البشر، والرضى رضى رب البشر.
وأصحاب النوايا الطيّبة إذا بادروا، كانت صورة المنكوبين هي الماثلة أمامهم، وليس ابتسامات المنافقين، هم يتبعون نواياهم، ولا يفكرون في نوايا غيرهم.
إنهم السبّاقون إذا كنتم لا تعلمون، من شيّدوا صروح الخير منذ دهور، وأسّسوا بنية تحتية ترتكز على قوائم راسخة وثابتة، ترونهم أول الآمرين، وأول المتحرّكين، وأول الواصلين، وأول المخفّفين عن المصابين، مخازنهم ممتلئة، وفرقهم جاهزة، وطائراتهم مستعدّة.
هي نخوة عربية إسلامية، هي المحرّك والدافع، وهي القصد والهدف، وهي التربية في أبهى صورها، وأجمل معانيها، وهي التعاضد والتآزر والإخاء في قمة تألقها.
وفي عمل الخير لا يتنافس القوم، بل يتكاتفون، ويكملون بعضهم البعض، حتى يصلوا جميعاً، اليوم وغداً وبعد غدٍ، المهم أن يصلوا، وتصل إمداداتهم إلى مستحقيها، وتتشارك أيدي الخيّرين في تضميد الجراح والتخفيف من المعاناة، ومن يفعل الخير لا ينظر إلى فعل غيره.
والذين يحاولون أن يتلاعبوا في ميدان الخير يضيّعون وقتهم، ويهدرون جهدهم، فهذه «ساحة تلاقي»، وليست ميدان تنافر، وقد اعتدنا في دول الخليج أن نسمع «نشازاً» من بعض «الساقطين»، ولا نخشى تأثيرهم، والفتنة التي يحاولون زرعها، لن تجد آذاناً مصغية، فنحن نتوحّد في فعل الخير، بفضل الله، كما نتوحّد في مواجهة الشر.
بقلم: محمد يوسف