يسعى المشرفون على كرة القدم في الصين من خلال التعاقد مع لاعبين دوليين إلى تقوية الدوري المحلي ومنح الفرصة للاعبين الصينيين للاحتكاك بلاعبين كبار. والهدف الأكبر هو تحضير الكرة الصينية لتصبح قادرة على المنافسة دوليا.
يبدو أن الصين التي اكتسحت العالم بصادراتها ومنتجاتها الصناعية تريد أيضا أن تضع موطئ قدم لها بين كبريات دول العالم في المجال الرياضي أيضا، فبعد نجاحها في تنظيم أولمبياد عام 2008 بدأت الصين في توجيه اهتمامها لكرة القدم. وبالرغم من أن الدوري الصيني الممتاز لم ينطلق في نسخته الجديدة إلا في عام 2004، فإن الأندية الصينية بدأت تتهافت على التعاقد مع نجوم المستديرة وأصبحت تنافس أندية كبيرة في أوروبا في هذا المجال. ويكفي أن نذكر هنا أن الأندية الصينية أنفقت في سوق الانتقالات الشتوية الحالي أكثر من 150 مليون يورو في التعاقد مع لاعبين جدد.
ونجح فريق جيانغسو ساينتي في التعاقد مع الدولي البرازيلي و لاعب تشلسي سابقا راميرس مقابل 32 مليون يورو، مما يظهر قدرة الأندية الصينية على إغواء نجوم عالميين. كما تحدثت صحيفة “بيلد” الألمانية عن تقدم أحد الأندية الصينية بعرض ضخم لضم الدولي الألماني لوكاس بودولسكي، الممارس حاليا في فريق غلاطة سراي التركي. وحسب ذات الصحيفة فإن هذا العرض يتضمن تسعة ملايين يورو كراتب سنوي لبدولسكي.
ويعتبر الدوري الألماني أيضا أحد الأسواق التي تثير اهتمام الأندية الصينية، حيث تعاقد فريق لياونينغ الصيني مع لاعب بريمن آساني لوكيميا ودفع حوالي مليوني يورو مقابل الاستفادة من خدمات المدافع الكونغولي. وتشير التكهنات إلى أن لوكيميا يتقاضى مع الفريق الصيني ثلاثة إلى أربعة أضعاف ما كان يتقاضاه مع بريمن. وعن انتقاله للدوري الصيني يقول الدولي الكونغولي “سأكون كاذبا إذا قلت بأن المال لم يكن له دور في اختياري اللعب في الدوري الصيني”.
وسعى فريق صيني آخر وهو غوانغجو إفرغراند إلى التعاقد مع مهاجم بريمن، النيجيري انطوني أوجاه، غير أن الفريق الألماني رفض ذلك بالرغم من أن العرض، حسب صحيفة “شبورت بيلد” تجاوز عشرة مليون يورو. بالمقابل نجح فريق بكين غوان في التعاقد مع لاعب ليفركوزن السابق ريناتو أوغوستو في صفقة بلغت ثمانية ملايين يورو.
الهدف الأكبر هو كأس العالم
ويهدف المشرفون على الكرة في الصين من خلال التعاقد مع لاعبين دوليين إلى تطوير مستوى كرة القدم في البلاد ومنح فرصة للاعبين المحليين للاحتكاك مع نجوم من مختلف أنحاء العالم. وهو ما سيعود بالنفع على المنتخب الصيني الذي يسعى إلى تبوء مكانة بين المنتخبات العالمية. وأصبحت كرة القدم أحد أهم المشاريع الكبرى بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يطمح إلى أن تحظى بلاده بشرف تنظيم كأس العالم في 2026 أو 2030. لذلك فكل الجهود المبذولة لتطوير الكرة الصينية تصب في هذا الإطار.
و تحولت كرة القدم إلى مادة إجبارية في كل المدارس الصينية، كما أصبحت مراكز التكوين تنتشر في البلاد بشكل غير مسبوق. علاوة على ذلك تم ضخ أموال ضخمة في ميزانية الأندية حتى تستطيع التعاقد مع لاعبين مميزين يكونون قدوة للجيل الصاعد في الصين. كما أن معظم الأندية الصينية أصبحت الآن مملوكة لشركات كبرى بميزانيات ضخمة. كلها إشارات توحي على أن كرة القدم الصينية قادمة بقوة على الصعيد العالمي بعد نجاحها على المستوى الأسيوي.