تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة، جمهورية الصين الشعبية احتفالاتها باليوم الوطني الصيني الـ73، الذي يصادف اليوم، الأول من أكتوبر من كل عام.
وأعدت الإمارات جدولاً حافلاً للاحتفال باليوم الوطني لجمهورية الصين الشعبية، يتضمن تزيين المعالم والمؤسسات والمباني بألوان العلم الصيني، وتوزيع لافتات التهاني وعبارات التهنئة بحيث تعلو اللوحات الرقمية الإرشادية على الطرق الرئيسية، كما تتضمن استقبال المواطنين الصينيين القادمين إلى الدولة بينما تكتسي مراكز التسوق بألوان العلم الصيني في مختلف إمارات الدولة.
وتربط بين البلدين أواصر صداقة قوية وعلاقات متينة ومتميزة أثمرت تعاوناً إستراتيجياً في مختلف المجالات، كما يجمع بين البلدين الصديقين العديد من الأهداف المشتركة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار لشعبيهما.
ويعود تاريخ العلاقات الرسمية بين البلدين إلى العام 1971 عقب تأسيس الاتحاد، وقيام دولة الإمارات، عندما أرسل القائد المؤسس لدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في اليوم التالي لإعلان تأسيس الدولة، برقية إلى رئيس مجلس الدولة الصيني، آنذاك، «تشو آن لاي» لإبلاغه بتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث رد في حينها «شو أن لاي» ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات، وما تلاه من إقامة للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، شملت عدداً من الزيارات أهمها زيارة الرئيس يانج شونج كون كأول رئيس صيني يزور الإمارات عام 1989 وصولاً إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2018 الماضي.
وفي عام 2019 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بصفته ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة – آنذاك، بزيارة الصين.
كما شكلت زيارة سموه إلى بكين في عام 2022 مناسبة مهمة للمضي قدماً في ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
مبادئ
وتقوم العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والصين على مبادئ أساسية مبنية على التسامح والانفتاح على الثقافات المختلفة، وترسيخ الأمن والاستقرار، والتمسك بمبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة والتعاون والتفاهم المشترك.
وتحتضن دولة الإمارات أكبر جالية صينية في المنطقة يتجاوز عددها 300 ألف مواطن صيني، في الوقت الذي شرعت فيه مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي تنفيذ مشروع يستهدف إتاحة تعلم اللغة الصينية في 200 مدرسة حكومية عبر خطة مرحلية تطبق في مختلف إمارات الدولة.
وتعتبر الصين الشريك الأول لدولة الإمارات في التجارة غير النفطية والتي بلغت خلال عام 2021 نحو 61 مليار دولار أمريكي، مسجلة نمواً بنسبة 28.5 % مقارنة بالعام 2020، حيث استحوذت الصين على 12 % من تجارة الإمارات غير النفطية خلال عام 2021، و18.5 % من إجمالي واردات الدولة، و4 % من صادراتها غير النفطية إلى العالم.
وتحتل الصين المرتبة السابعة عالمياً في استقبال صادرات الإمارات غير النفطية، والمرتبة السادسة عالمياً في سلع إعادة التصدير.
وتعد دولة الإمارات أهم الشركاء التجاريين لجمهورية الصين على مستوى الدول العربية، مستحوذةً على 30 % من إجمالي تجارة الصين غير النفطية مع الدول العربية.
كما تأتي دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً في استقبال الصادرات الصينية، وتحتل المرتبة الثانية عربياً ضمن قائمة الدول المصدرة للصين خلال عام 2021.
ولدولة الإمارات استثمارات في أكثر من 650 مشروعاً في الصين تتركز أغلبها في مجالات الطاقة والمصارف والشحن البحري ومناطق التجارة الحرة، كما أن الإمارات هي أول دولة في الشرق الأوسط تحل ضيف شرف ضمن معرض بكين الدولي لتجارة الخدمات 2022.
وتصاعدت العلاقات الثنائية بوتيرة متسارعة في جميع المجالات ووصلت إلى أعلى مستوياتها مع تفعيل الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
ويعمل البلدان على تسريع المفاوضات لإنشاء منطقة التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، بهدف تعزيز النمو التجاري والتكامل الاقتصادي.
وتعتبر الصين حليفاً استراتيجياً وشريكاً أساسياً لدولة الإمارات، وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين أفضل حالاتها نظراً لمجموعة كبيرة من الأسباب، أهمها الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين، والتي أسهمت في تأسيس مرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وشهد شهر أبريل 1985 افتتاح السفارة الصينية في أبوظبي، كما أنشئت القنصلية العامة في دبي خلال شهر نوفمبر عام 1988، فيما افتتحت سفارة الإمارات في بكين يوم 19 مارس 1987، وقنصلية عامة في هونغ كونغ افتتحت في أبريل 2000 وواحدة في شنغهاي افتتحت في يوليو 2009.
واتسمت العلاقات بين دولة الإمارات والصين بالتعاون والتنسيق على المستويين الثنائي والإقليمي والدولي تجاه معظم القضايا من خلال الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين في 17 نوفمبر عام 2012 بمبادرة من سفارة الدولة ببكين ليكون اتفاقية شراكة استراتيجية واضحة البنود ومحددة المعالم تنضوي تحت مظلتها كل تفاصيل العلاقات الثنائية بين البلدين وبذل المزيد من الجهود لتحقيق أفضل النتائج في إطار الزيارات القيادية المتبادلة عالية المستوى والتي تشكل حجر الزاوية لتنسيق المواقف وتكامل الأدوار بين الدول في سعيها إلى تحقيق مصالحها الفعلية.
وظلت الصين تدعو لحل سلمي لقضية جزر الإمارات الثلاث المحتلة من قبل إيران «طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى».. استناداً لقرارات الأمم المتحدة، حيث يؤكد الجانب الصيني على ضرورة تسوية قضية الجزر الثلاث بالطرق السلمية وفقاً لقواعد القانون الدولي.
مذكرات
وترتبط الإمارات والصين بمجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي شملت قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وفي مجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها، كما تعتبر دولة الإمارات محطة مهمة للأعمال والتجارة الصينية.