أعلن معالي محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس لجنة نوابغ العرب أمين عام مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، عن تفاصيل مبادرة «نوابغ العرب»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في يناير الماضي كأكبر حراك علمي في العالم العربي. وتهدف المبادرة التي تقام تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية إلى بناء منظومة مستدامة ومتكاملة لاستكشاف النوابغ في العالم العربي، وتعظيم أثرهم وإسهاماتهم العلمية ومشاريعهم على المجتمعات العربية والتصدي لظاهرة هجرة العقول في العالم العربي من خلال خلق فرص واعدة للنوابغ العرب.
وأكد معالي محمد القرقاوي أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قائد يدرك أهمية التحرك، والتغيير والتطوير، ويراهن على الإنسان العربي لرفع سقف الطموحات على مستوى المنطقة، ما جعلنا نؤمن بأن الإنسان العربي يستطيع تحقيق المستحيل.
وأضاف معاليه: «قدّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للعالم تجربة لمدينة عربية، تعد من أفضل مدن العالم وفق مختلف المؤشرات والتقارير، فدبي تضم 200 جنسية مختلفة، وتعد من المدن الأكثر أماناً عالمياً، وتضم 17 مدينة في مدينة واحدة للعلوم، والمالية، والتقنية، والإعلام، والتصميم وغيرها». ولفت معاليه إلى أن مبادرة «نوابغ العرب» تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الرامية إلى تفعيل حراك علمي وإبداعي في كافة أرجاء المنطقة، حيث وجه سموه بتكريم النوابغ عن كل فئة من فئات المبادرة الست، بجائزة محمد بن راشد للنوابغ العرب، التي تقدّر بقيمة مليون درهم عن كل فئة بهدف دعم مشاريع وأبحاث النوابغ، حيث سيقام حفل سنوي للإعلان عن الفائزين وعن قائمة نوابغ العرب لدعمهم للقيام بدورهم الإيجابي والحضاري على مستوى المنطقة.
وقال معالي محمد القرقاوي: «بقدر ما نشعر بالفخر بكل ما تحقق في بيت الحكمة ومنجزات العرب العلمية.. علمنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أننا بإمكاننا كعرب أن نحقق إنجازات علمية لم تحقق في التاريخ.. لأول مرة على مستوى التاريخ وصل العرب إلى المريخ، لأول مرة صنّع العرب أقماراً صناعية بأيديهم، ولأول مرة ولأطول مرة العرب في مهمة لهم على سطح محطة الفضاء الدولية».
وأشار معاليه إلى الارتباط الوثيق بين العلم والقراءة، لافتاً إلى أهمية مشروع تحدي القراءة العربي، الذي أطلقه ورعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليشكّل نموذجاً مؤثراً وفعالاً لمواجهة الانخفاض الكبير في نسب القراءة على المستوى العالمي، حيث شارك في المبادرة أكثر من 78 مليون طالب بمعدل قراءة بلغ 50 كتاباً سنوياً لكل طالب.
وأضاف معالي محمد القرقاوي أن المشاريع التنموية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لخدمة المنطقة استفاد منها ما يزيد على 91 مليون مستفيد. وعن أهمية مبادرة «نوابغ العرب»، التي تشكّل امتداداً للمشاريع المعرفية الهادفة إلى نشر الوعي العلمي في المنطقة ومجابهة الجهل وآثاره، أشارت دراسة أجرتها شركة KPMG إلى أن الجهل يكلف العالم العربي أكثر من تريليوني دولار أمريكي.
جاء ذلك خلال فعالية عقدت في متحف المستقبل، للإعلان عن تفاصيل المبادرة التي تقام تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وتخللها توقيع شراكات استراتيجية مع شركة «كي بي إم جي» وشركة «لينكد إن» العالمية، وشركة «ميتا»، وشركة «مجرّة». جرى خلال الفعالية الكشف عن فئات المبادرة، التي تشمل العلوم الطبيعية (الفيزياء، الكيمياء، والرياضيات)، والطب، والأدب والفنون، والاقتصاد، والهندسة والتكنولوجيا، والعمارة والتصميم، إضافة إلى الإعلان عن آلية الترشح والاختيار، إذ يمكن للأفراد مِمّن تنطبق عليهم المعايير المطلوبة ترشيح أنفسهم ليكونوا ضمن نوابغ العرب، كما يمكن للمؤسسات في العالم العربي، والجامعات، ومراكز البحث تقديم ملف ترشيح، على أن يتم مراجعة الترشيحات سنوياً، لاختيار مجموعة عن كل فئة من فئات المبادرة لتكوين قائمة نوابغ العرب سنوياً، وسيتم اختيار فائز واحد عن كل فئة ليتم تكريمهم بميدالية محمد بن راشد للنوابغ العرب.
خطوات الترشيح
يمكن للأفراد الترشح من خلال تعبئة وتقديم نموذج الترشُّح عبر المنصة الرقمية لنوابغ العرب وفقاً لمجموعة من الشروط والضوابط التي تتضمن اجتياز مرحلة تقييم المعايير الأساسية، والتحقق من جميع المعلومات والوثائق المذكورة للمُرشَّح، ومن ثم تقييم المُرشَّحين من قبل لجنة متخصصة من الخبراء تحت إشراف شركة كي بي إم جي، وبحسب مجموعة محددة من معايير التقييم. وتشمل معايير التقييم حجم الإنجاز وأثره على العالم العربي، والاعتراف الأكاديمي والعالمي للعمل، ومدى أصالة وثراء الفكرة أو العمل، والفرص والإمكانات المرتبطة بمجال البحث أو الفكرة أو العمل، علاوة على التفوق والموهبة الاستثنائية في مجال الاختصاص.
المؤهلات المطلوبة
ويجب أن يتضمن ملف الترشيح مجموعة من المعايير، مثل العضوية أو الزمالة في المؤسسات الأكاديمية أو البحثية، أو المنظمات المرتبطة بالتخصص، والاعتمادات الأكاديمية، والعلمية، والمهنية المرتبطة بمجال العمل، والجوائز والشهادات التقديرية في مجال العمل، إضافة إلى المشاريع المُنجزة، وخطابات التوصية في المجالين الأكاديمي والمهني.
كما تشمل المؤهلات الأثر الملحوظ في مجال العمل، والمنشورات والنظريات والأفكار المطروحة في المنصات ذات المصداقية والسمعة الطيبة، وسجل الإنجازات الأكاديمية والمهنية. وتسعى مبادرة «نوابغ العرب» إلى الإشراف على النوابغ المتميزين من أصحاب المواهب الاستثنائية من العلماء والمفكرين والمخترعين والمبتكرين المتميزين والمبدعين العرب في شتى المجالات، لرعايتهم في أبحاثهم ومختبراتهم، وتطوير قدراتهم وأفكارهم، وربطهم مع أكبر الشركات العالمية، إضافة إلى التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والعالميين لرعايتهم وتمكينهم لتطوير أفكارهم وتعظيم أثرهم الإيجابي في المنطقة.
كما تعتمد المبادرة خلال السنوات الخمس المقبلة، على إشراك الحكومات والجامعات ومراكز البحث في العالم العربي في دعم النوابغ العرب في مختلف المجالات، وتمكينهم وتقديرهم، والاستثمار في أفكارهم للوصول إلى مستقبل أفضل للعالم العربي والعالم بصورة عامة. تقود دولة الإمارات اليوم أكبر عملية بحث من نوعها على مستوى العالم العربي، لإيجاد وبناء نخبة معرفية وعلمية وفكرية وإبداعية عربية تشكل نواة مجتمع معرفي وإبداعي ومتميز في الوطن العربي وقيمة نوعية مضافة للمجتمع العلمي والإبداعي في العالم.
وتقوم المبادرة على خطة متكاملة لاستكشاف النوابغ والإشراف عليها خلال 5 سنوات متتالية، ويتضمن ذلك نشر قائمة النوابغ العرب سنوياً، وتكريمهم. كما تنص المبادرة على تمكين النوابغ العرب من خلال توفير الدعم المطلوب لهم، للمشاركة في البرامج التنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى مستوى العالم العربي كله، فضلاً عن توفير الموارد المطلوبة، ليتمكنوا من مواصلة العمل على أبحاثهم ومشاريعهم بالشراكة مع كبرى الشركات في جميع أنحاء العالم.
أهداف رئيسة
تستهدف «نوابغ العرب» البحث عن النوابغ من المتفوقين من أصحاب المواهب والعقول والإبداعات العربية المتميزة، والاستثمار في قدراتهم وطاقاتهم ومعارفهم وعلومهم، حيث ستعمل المبادرة على بناء منظومة متكاملة لاستكشاف النوابغ في العالم العربي، وتمكينهم، ودعمهم، وتقديرهم، وتعظيم إسهاماتهم العلمية ومشاريعهم على المجتمعات العربية، بما يصنع جيلاً من العلماء والمفكرين القادرين على قيادة الحراك العربي وتشجيع الأجيال العربية القادمة.
كما تسعى المبادرة إلى بناء شبكة عربية من المفكرين والعلماء وأصحاب المواهب الاستثنائية للعمل كفريق عربي واحد، وتحقيق النهضة العلمية القادرة على تعزيز وتسريع نمو اقتصاد المعرفة في العالم العربي. وتشمل «نوابغ العرب» عدداً من القطاعات الحيوية والاستراتيجية، التي تعد ركيزة أساسية لتحقيق الريادة والتطور في مختلف المجتمعات، بما في ذلك العلوم الطبيعية، مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا البيئية، ومجالاتها الفرعية، والطب، والأدب والفنون، والاقتصاد، والهندسة والتكنولوجيا، والعمارة والتصميم.
جائزة نوابغ العرب
تُمنح جائزة نوابغ العرب للعلوم الطبيعية للأفراد ممّن أسهموا في تحقيق الاكتشافات، وتعزيز المعرفة المرتبطة بمجالات العلوم الطبيعية، أما عن فئة الطب، فتمنح الجائزة لمن أسهم في تحقيق الاكتشافات وتعزيز المعرفة في أي من المجالات ذات الصلة بالطب، في حين تقدم نوابغ العرب جائزة الأدب والفنون لمن أسهم في إنشاء عمل أدبي أو فني يحفز الإثراء الثقافي والاجتماعي والفكري ويحقق أثراً إيجابياً على المجتمع.
وفي المجال الاقتصادي، تُمنح جائزة نوابغ العرب لمن أسهم في تطوير حلول أو استراتيجيات أو سياسات اقتصادية كلية وجزئية أحدثت تأثيراً إيجابياً على المجتمعات، على أن تُمنح جائزة نوابغ العرب للهندسة والتكنولوجيا لمن أسهم في تحقيق التقدم، أو الاختراعات والابتكارات، أو الأبحاث المرتبطة بمجالات الهندسة والتكنولوجيا، أما في مجالات العمارة والتصميم، فتمنح الجائزة للفرد الذي أسهم في تحقيق التقدم وتعزيز المعرفة الفنية حول التصميم والابتكار في مجالات الهندسة المعمارية والمجالات الفرعية للتصميم ومفهومه العام، ما يمهد الطريق لتطوير حلول جديدة مرتبطة بتطبيقات التصميم في المجتمعات، ودور العمارة والتصميم في تحسين جودة الحياة.
هجرة العقول العربية
تواصل دولة الإمارات مسيرتها في التصدي لهجرة العقول في العالم العربي، حيث تعمل على دعم الابتكار والإبداع والاكتشافات العلمية في شتى المجالات، بما يشجع نوابغ المهجر على وضع بصمتهم في الوطن العربي، ونشر أبحاثهم العلمية، والعمل على الابتكارات والاختراعات في مختلف المجالات.
وتأتي «نوابغ العرب» في خطوة أساسية لتحقيق النهضة العلمية في العالم العربي، والتصدي للتداعيات السلبية لهجرة العقول في المنطقة، خاصة وأن العالم العربي يخسر المليارات سنوياً، والعديد من الفرص التنموية بسبب هجرة العلماء، والخبراء، والمفكرين، والأطباء، والمهندسين سنوياً، في حين تُسجل الآلاف من براءات الاختراع في الغرب لمخترعين ومبتكرين عرب.