|  آخر تحديث سبتمبر 14, 2022 , 1:56 ص

الاكتئاب بوابة الأمل


الاكتئاب بوابة الأمل



الاكتئاب حالة شائعة قد تصيب أي شخص منا مسببا شعوراً متواصلاً بالحزن وفقداناً للمتعة ونقصا في التركيز إضافة إلى الأرق و التأثير على المشاعر والتفكير والتصرفات، مسببا الكثير من المشكلات العاطفية والجسدية، وقد تتطور هذه الأعراض في بعض الحالات لتنتهي بالانتحار و فقدان الشخص لحياته.

 

و بحسب منظمة الصحة العالمية ينتحر كلّ عام أكثر من 700000 شخصا وتقابل كلّ حالة انتحار حالات أخرى عديدة من محاولات الانتحار كما يصنّف الانتحار بأنه السبب الرئيسي الرابع للوفاة في صفوف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15و 19 عاماً .
ومن أهم أسبابه ودوافعه التعرض للضغوط النفسية سواء كانت عائلية أو خارجية كبيئة العمل و العلاقات العاطفيه ، ففي دولة الإمارات على وجه الخصوص يوجد كثير من الوافدين الذين يأتون لكسب عيشهم بعد أن يأسوا من الحال في بلدانهم، يعملون لساعات طوال مما يفقدهم سبل التواصل الاجتماعي فيبدؤون الميل للعزلة ويغرقون في سوداوية التفكير ليصل بهم الأمر إلى الاكتئاب .

و بحسب ما تشير إليه إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإنّ دولة الإمارات العربية المتحدة لديها أعلى مستوى إقليمي للاكتئاب بنسبة 5.1% من السكان.
و من ذلك أفسحت الدولة مساحة كبيرة للحد من هذه الظاهرة وقد جاء ذلك في تقرير حول الدراسات الخاصة بالصحة النفسية في دولة الإمارات عن طريق اتّباع سياسة وطنية لتعزيز الصحة النفسية بتحديد خمسة أهداف استراتيجية رئيسة تشمل:
* تعزيز فعالية الجوانب القيادية في مجال الصحة النفسية
* تطوير وتعزيز وتوسيع نطاق خدمات الصحة النفسية الشاملة والمتكاملة والمستجيبة للاحتياجات والموجهة للمجتمع بفئاته وأعماره كافة
* تعزيز التعاون متعدد القطاعات لتنفيذ سياسة تعزيز الصحة النفسية
* تعزيز الوقاية من الاضطرابات النفسية لفئات وأعمار المجتمع كافة،
* تعزيز القدرات وتحسين نظم المعلومات، وجمع واستخدام وتفعيل البيانات، وإجراء البحوث الخاصة بالصحة النفسية بغرض تطوير خدماتها.

ومن بين الإجراءات والخيارات التي تضمنتها استراتيجية السياسة الوطنية للصحة النفسية كذلك توفير خدمات الصحة النفسية للمرضى الخارجيين، وتطوير وحدات الصحة النفسية للمرضى الداخليين في مستشفيات الصحة النفسية، وإنشاء خدمات الصحة النفسية المجتمعية، ومنها خدمات التوعية، وخدمات الرعاية والدعم المنزلية، والرعاية في حالات الطوارئ، وإعادة التأهيل المجتمعي .

وفي نهاية المطاف لا بد لنا من التعاون مع أنفسنا ومع الآخرين للتوصل إلى حلول تبدأ على الصعيد الشخصي من خلال ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي وتغيير الروتين اليومي والابتعاد عن الأفكار السلبية وتنظيم النوم الذي يعد سبباً رئيساً للصحة النفسية.

ولكن في حالة الشعور بتدهور الصحة النفسية فلا بد لنا من استشارة الطبيب المختص واللجوء إلى جلسات العلاج السلوكي المعرفي الذي يُعرف أنّه تدخل نفسي اجتماعي يهدف إلى تحسين الصحة العقلية ويركز على تحدّي وتغيّر التشوهات المعرفية غير المفيدة وتحسين التنظيم العاطفي وتطوير استراتيجيات المواجهة الشخصية التي تستهدف حل المشكلات الحالية.
فلكل منا جانبه المظلم في الحياة وضغوطه النفسية وتراكماتها فلا بد لنا من مصارحة أنفسنا وكيفية التعامل معها،والأهم من ذلك الإيمان المطلق بالخالق عزّ وجل وتمتين الصلاة معه والتمعن بجمالية الحياة والحمد الدائم على صحتنا وإبقاء نواظرنا على مشارف الأمل.

 

 

 

بقلم: راما جوني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com