الشيماء خليف – دبي
أصدر مشروع “كلمة” في مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي الترجمة العربية لكتاب “الشمس”، لمؤلفه ليون غولوب وجاي ميرون باساشوف، ونقله إلى اللغة العربية محمد فتحي خضر.
لا تَخْفى على أحدٍ أهميةُ الشمس للحياة على الأرض، وأنَّ لها تأثيراً كبيراً على بيئتنا؛ إذ نَشهَدُ تأثيراتِ النطاقاتِ القصوى لكميةِ ضوء الشمس على الأرض، من الدفْءِ الذي تشعُّه الشمسُ قُربَ خط الاستواء حين تكونُ في كَبِد السماء، إلى المناطق المعتدلة الحرارة التي يعيش فيها جُلُّ سكَّانِ العالَم. ونشعر كلَّ يومٍ بتأثيرِ حضورِ الشمس وغيابها؛ ونعني بذلك حرفياً الاختلافَ بين النهار والليل.
غيرَ أن التوغُّل إلى ما وراء هذا الإدراكِ الأساسي يتطلَّب فهماً علمياً. فالشمسُ ليستْ في حجمِ القمر ولا تَبعدُ عنَّا نفسَ المسافة التي يَبعدها، بصرفِ النظر عمَّا يَتراءى لنا من الظاهر. وهي لا تدورُ حول الأرض، على الرغم من أنها تَبدو كذلك. ويتطلب فهم ماهية الشمس – ما تتكوَّن منه، وسبب سُطوعها الشديد، وعُمرها، وكَمْ ستَظلُّ باقيةً – الكثيرَ من التفكير والتجريب. ويرمي هذا الكتاب إلى البدْءِ في اكتسابِ بعض هذا الفَهْم، واستكشافِ ما نعرفه عن الشمس وكيف حصَلْنا على هذه المعرفة.
وفي هذا الكتاب، يقدِّم ليون غولوب وجاي ميرون باساشوف سرداً أخَّاذاً وتثقيفياً لعلوم الشمس وتاريخها، مُستنِدَيْن في هذا إلى دراساتٍ أجراها الفلكيُّون للشمس على مدار قرون. وانتقى المؤلِّفان في حرصٍ بعضاً من أهم صور الشمس وأكثرها لَفْتاً للانتباه – بعضُها يَعودُ إلى بداياتِ القرن السابع عشر، وبعضُها نراه يومياً بصورةٍ شبهِ فورية – واستخدَما كلَّ صورةٍ منها باعتبارها نقطةَ تركيزٍ للمُناقَشات التي تَتناولُ الظاهرةَ الشمسية. وتتباينُ الصورُ المُختارة في هذا الكتاب من صورٍ لِمَا يوجد داخلَ الشمس، إلى صورٍ لسطح الشمس، حيث تُرى البُقَعُ الشمسية المألوفة، إلى الإكليل الشمسي والرياح الشمسية غير المرئية (لأَعْيُننا المحدودة)، إلى الغلاف الشمسي، ذلك الحيز من الفضاء الذي تهيمن عليه الطاقة والكتلة المتدفِّقة خروجاً من الشمس.
يتألف الكتاب من مقدمة و8 فصول هي: البُقَع الشمسية، وإلقاء نظرة داخل الشمس، ونبضة شمسية، والطيف وأسراره، والغِلاف اللوني والشُّوَاظ الشمسي، والإكليل الشمسي المرئي، والإكليل الشمسي غير المرئي، وعواصف من الشمس.
ويورد المؤلفان في نهاية الكتاب عدداً من الملاحق حول “الرصد الآمن للشمس” بهدفِ إرشادِ الأشخاص الذين يَودُّون الانخراطَ في رصْدِ الشمس، علاوة على رصْدِ الشمس وقتَ الكسوف، وكذلك من الفضاء. وبالنسبة إلى أولئك المهتمين بمزيدٍ من الاستكشاف، يقدم المؤلفان بعضَ القراءات المقترَحة، بالإضافة إلى قائمة مُختصَرة ببعضِ المقالات الفنية الأكثر تخصُّصاً والمواقع الإلكترونية المعنية بعلوم الشمس، ورصد الكسوف، وغير ذلك من المصادر التي ربما تهمُّ قارئَ هذا الكتاب.
ليون غولوب؛ فيزيائيٌّ فلكي أول في قسم الطاقة العالية بمركز سميثسونيان-هارفرد للفيزياء الفلكية. وهو متخصِّص في الدراساتِ الشمسية ودراساتِ النشاط المغناطيسي النَّجْمي، وشارَكَ في تشييدِ العديد من مُعَدات الصواريخ والأقمار الصناعية لدراسة الشمس.بينما جاي ميرون باساشوف؛ فهو أستاذُ علمِ الفلك ومديرُ مرصدِ هوبكنز في كلية وليامز كوليدج، ويَرْأس أيضاً مجموعةَ العمل المَعْنية بدراسةِ الكسوف الشمسي التابعة للاتحاد الفَلَكي الدولي. وهو مؤلِّف كتاب The Peterson Field Guide to the Stars and Planets،وشارَكَ مع ليون غولوب في تأليف كتابَيْ The Solar CoronaوNearest Star.
والمترجم المصري محمد فتحي خضر، ترجَمَ خلال حياته المهنية وراجَعَ عشرات الكتب والمقالات من الإنجليزية إلى العربية في مجالات متعددة أبرزها الثقافة العلمية والتاريخ والاقتصاد والسياسة، وذلك بالتعاوُن مع كُبرى المؤسسات ودور النشر العربية. وقد فاز بجائزة المركز القومي للترجمة في دورتها الرابعة لعام ٢٠١٦ عن ترجمة كتاب «البدايات: ١٤ مليار عام من تطوُّر الكون». كما وصل كتاب «الكون الأنيق» من ترجمته إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للترجمة في دورتها الحادية عشرة 2017-2018.