حروفُ(COP28) مصطلحٌ لم نفهمه بالفور، ولكنه قد يأتيك يوماً بمفهومه المفهوم في2023 بإضافة أحرفُUAE عليها لتُقرأ جُملةً(COP28-UAE) بما تحمله تلك الجملة من المفاهيم بالأوزان للأذهان.
تلك الأذهان المتسائلة:/ (كيف إكسبو2020 ونحن دخلنا2021 بأوزان الجائحة/كورونا.؟!) .. إلا أنها عادت وفهمت بالتطبيق الميداني2021، وبالتلويح الإعلامي ذاته الذي كان قد رُوّج له بٍإكسبو2020
حروف(COP) إختصارٌ لجملة (Conference of Paris) .. لكنها بإضافة COP28-UAE، تُدهش القارئ بين السطور:/ (كيف دولاً ترشّح نفسها ودولاً تَفرُض نفسَها .. ويتم إختيار الإمارات.؟!)
فإلى خيمةٍ بالإمارات فيها(حصّةوماجد) زوجان عجوزان بالصحراء، ثالثهما(الناقة) بحليبها خارج تلك الخيمة .. وداخلَها(الطقس) القاسي برطوبته او برودته.!
إن سألتَهما(حصّةوماجد):/ “شوالطقس اليوم.؟” .. قد تجيبك(حِصّة) العجوزة الأمّية التي لاتقرأ ولاتكتب، قبل زوجها العجوزالذي يقرأ ويكتب قائلةً “الطقس اليوم يا وَلَدي حار أوبارد” ..
ولكنّك إذا غيّرتَ السؤال إلى:/ “وكيف المناخ اليوم..؟” ..فالعجوزة هنا قد تلتزم الصمت، ولكن العجوز الشيبة(ماجد) هو الذي سيُخرج لك من جيبه بكل فخر قائمة أرقام هواتف أبنائه المهندسون الخمسة، لِتُوجّه لهم سؤاليك:/
- ما هو المناخ أولا..؟
- وما الفرق بين الطقس والمناخ ثانيا..؟
حتى وإن إتصلت على أصغر أبنائه الذي لازال طالب في كلية الهندسة، سيجيب على سؤاليك بعد مقدمة وصفية(أن الطقس والمناخ الفرق بينهما، هو نفس الفرق بين الخاص والعام.!)
ثم يُكمل قائلا:/ “(الطقس) ياعمّي هو حيثما انت الآن في خيمة أمي وأبي بما فيها وحولها من جوّ الحروالرطوبة اوالمطروالصقيع .. وهو الطقس.
ولكنّ(المناخ) فهوأكبر مما يحيط بخيمةصحراوية زماناًمكاناً ولامساحةً، وإنما هو المُحيط بكوكب الأرض كلّها من غلافٍ جوّي منذ عشرات، بل مئات وآلاف السنين .. ولكن إنسان الأرض الذي لم يصغِ لرسالة السماء جيدا، إنتبه بعد المنتصف الثاني من القرن العشرين إلى قضية البيئة والمُشتَعَلة حديثا.
بينما إنسان المؤمن برسالة السماء كان يقرأ وينقُل من تراث الرُّسُلِ والأنبياء، والخلفاء الراشدين أنهم كانوا يُحرّضون الرّعية على إبعاد مصانعهم التقليدية للغذاءوالكساء عن المناطق السكنية بمؤشراتٍ من نصوص الكتب السماوية المقدّسة التي خاطبت هذا الإنسان منذ جيله الحجري بكلمات متقاطعة يبدو انها وصلت على مرحلة فكّ رموزها الآن بكلام من علّمه مالايعلم وبكتاب (البيئة).!
ويواصل .. والحديث لازال لذلك القهقرى الإماراتي الصغير (سنة أولى جامعة/كلية الهندسة) يستمرّ قائلا:/
“المناخ ياعمّي، لايعني البيئة وحسب، إنه أكبر من فهمي لبعضه اليوم، وبعضه الآخر قد أفهمه غدا أوبعدغد، (المناخ)يعني الإحتباس الحراري، ويعني ثقب الأمازون، ويعني الإحترار العالمي .. إنها قضية مناخية جديدة على سكان كوكب الأرض من القطب الشمالي ممن هم تحت الجليد بأصفارٍ على الشمال، الى من هم فوق رمال صحراء الخليج الّلاهِبة بأصفار على اليمين .. وهو يعني كل الكون وكل الغلاف الكربوني والغازي والشمسي.
قطارُ مؤتمر المناخ هذا حيثما وأينما دار حول العالم من ألمانيا وفرنسا والإتحاد الأوروبي دون توقّفٍ وإلى قارتى آسيا وأفريقيا بنصيبهما من الكعكة.
اليوم، إستضافةُ دولةعربية(الإمارات) لهكذا مؤتمر، فرصة حقيقية لإنعاش المناخ العربي العربي من جديد إقتصاديا، سياسيا وتقنيا.
ذلك لان العروبة عصفت بها الرياح بعد أن مرت على موجات الحر والبرد والجفاف والسيول والفيضانات، ناهيك من الرعد والبرق مما يُحرق الحرثَ والنسل فيما بينها.
بينما وعلى الجانب الآخر من الوادي تتصارع سنويا حوالي 200 دولة على كوكب الأرض، لإثبات البراءة لجهة على حساب إدانة جهة.
ولم تكن الدول النفطية العربية فلن تكن هى الجهة المُدَانة، ذلك لأن النفط والغاز بأقلّ إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري في الغلاف الجوي مقابل (الفحم..!)
الفحم هو القاتل الخانق للبيئة، وبلاد من يعيش في خيمته بالصحراء جنب زوجته وناقته لم تكن تستخدم الفحم للصناعات، فلم تكن أرضه يوما طرفا في تدمير البيئة حتى لو أُكتشف فيها الذهب الأسود.!
فإن النفط العربي لم يدمّر البيئة قدرما وفّرت للعرب والعجم طاقة البناء والإنتاج، والطاقات البديلة النظيفة المتجدّدة بمردود نفس النفط، فيا حبّذا تتحوّل حروف (COP28-UAE) بين أبناء عمومتي الناطقين بالضّاد إلى ترنيمةِ “بوركتِ يا الإمارات” ..
- ثم وهل آن للمناخ العربي ان يُعيد المناخ للعرب..؟!
الكاتب الإماراتي أحمد إبراهيم