من الممكن ان نطلق على الأسبوع الماضي كروياً في مصر «أسبوع الانسحاب الأبيض»؛ وذلك بعد أن اعلن رئيس نادي الزمالك وقبيل انتهاء مباراته مع فريق طلائع الجيش انسحابه من بطولة الدوري الممتاز المصري لكرة القدم بسبب اعتراضه على قرارات حكم المباراة، ولم يشأ رئيس النادي الشهير بمشاكساته ومشكلاته أن ينقضي الأسبوع إلا ويعلن عن انسحاب آخر .
ولكن هذه المرة لفريق ناشئي كرة القدم بناديه أمام فريق المستقبل على نهائي بطولة محافظة الجيزة للناشئين؛ وذلك بسبب حضور نحو 10 آلاف من جماهير رابطة الـ«وايت نايتس»، وما بين الانسحابين نجح مرتضى منصور «المحامي»، رئيس نادي الزمالك، بأن يجعل اسمه متصدراً قائمة أعلى الأسماء تداولا في بورصة الكرة المصرية في الأسبوع الماضي.
ويذكر كتاب تاريخ الكرة المصرية عددا من المواقف التي أعلن فيها نادي الزمالك الانسحاب من المسابقات والمباريات الكروية والتي كان أغلبها وأشهرها في مباريات الفريق الأبيض امام غريمه التقليدي النادي الأهلي، وكان فاروق جعفر، المدير الفني الأسبق لفريق الزمالك، هو بطل أشهر واقعتي انسحاب أمام الأهلي اما الأولى فكانت في موسم 1995/1996 ..
وذلك في المباراة التي فاز فيها الأهلي بهدفين دون رد الهدف الأول احرزه اللاعب الغاني احمد فيلكس والهدف الثاني أحرزه اللاعب حسام حسن لتثور ثائرة فاروق جعفر ..
ويقرر الانسحاب من المباراة في الدقيقة الـ86 من عمرها اعتراضا على قرار الحكم قدري عبد العظيم، وبعد سلسلة من المشكلات قرر عبد المنعم عمارة، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، حل مجلس إدارة نادي الزمالك وتعيين مجلس مؤقت بدلا منه.
وبعد نحو ثلاثة مواسم وتحديدا في موسم 1998/ 1999 عاد فاروق جعفر ليمارس هوايته في الانسحاب مجددا امام الأهلي ولكنه ضرب هذه المرة الرقم القياسي في زمن الانسحاب ..
حيث اعترض على طرد حكم المباراة الفرنسي مارك باتا للاعب فريقه أيمن عبد العزيز بعد مرور أربع دقائق فقط من زمن المباراة ليعلن انسحاب فريقه منها خوفاً من تعرضه لهزيمة ثقيلة ليكتفي بعقوبة اتحاد الكرة عليه واعتبار فريقه مهزوما بهدفين دون رد فقط.
ويتفوق الأهلي على الزمالك حتى في تاريخ الانسحاب من البطولات الرياضية حيث يزيد عدد المرات التي انسحب فيها الفريق الأحمر من بطولة الدوري، كما اختلفت ردود الأفعال على انسحاب الفرق الأكثر شعبية في مصر؛ حيث كان غالباً ما يخرج الأهلي منتصرا من معارك انسحابه الشهيرة..
وبدأ تاريخ الأهلي مع الانسحابات مبكرا وتحديدا في موسم 1954/1955 حين انسحب بعد فوزه على فرق الترام بثلاثة أهداف مقابل هدفين، حيث كان يدير المباراة تحكيميا طاقم حكام زملكاوي بقيادة حسين إمام والد ثعلب الملاعب المصرية الكبير حمادة إمام وجد الثعلب الصغير حازم إمام وكان يعاونه في هذه المباراة محمد حسن حلمي «زامورا»، أحد أشهر رؤساء نادي الزمالك فيما بعد..
والذي رفع تقريرا دون الرجوع لحكم المباراة ضد الأهلي لاتحاد الكرة الذي دخل في صراع مع الأهلي انتهى بشطب الفريق الأحمر من سجلات اتحاد الكرة المصري ولكن تسبب توسط عبد الرحمن أمين، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية وقتئذ، في انهاء المشكلة وتراجع اتحاد الكرة عن قرارته.
وفي عام 1966 خسر الأهلي من الزمالك على ملعبه بهدفين دون رد مما أشعل ثورة غضب جماهير الأهلي التي احتلت الملعب واعتبر صبحي نصير حكم المباراة الأهلي مهزوما بهدفين دون رد بعد شغب جماهيره وقرر اتحاد الكرة إيقاف نجوم الفريق الأحمر في هذا الجيل رفعت الفناجيلي وطه إسماعيل ومروان كنفاني..
ولكن الفريق عبدالمحسن كامل مرتجي رئيس النادي اعترض على قرارات اتحاد الكرة وقرر تجميد نشاط الكرة بالأهلي ليجبر عبد الحكيم عامر، رئيس اتحاد الكرة ووزير الدفاع والرجل الثاني في مصر وقتئذ، على الغاء عقوبة الإيقاف على نجوم الأهلي!