|  آخر تحديث يوليو 18, 2021 , 18:13 م

اختيار التخصص الدراسي.. معول بناء أم هدم  لمستقبل أبنائنا


اختيار التخصص الدراسي.. معول بناء أم هدم  لمستقبل أبنائنا



 

 

 

 

لا شك أن  التطورات المتسارعة في مفاهيم ومناهج التعليم، فضلاً على التغيرات الراهنة في معايير متفاوتة للقبول بالكليات والمسارات الدراسية التخصصية المختلفة، تُعدو مرحلة فارقة في مستقبل أبناءنا “فلذات أكبادنا”، وقبل أن أسهب معكم أعزاءي القراء في التطرق لأفضل السبل الداعمة للطلاب على الأختيار الأمثل للتخصص الدراسي المنشود، فإننا لا بد أن نؤكد على أهمية المسار التعليمي التخصصي المقترن بتلاقي الرغبات والميول لدى الطلاب بتحقيق نهضة في مسيرة التعليم في أي دولة، ومن ثم نهوض وتقدم تلك الدولة التي تؤسس على التعليم الخلاق.

 

 

وحينما نستعرض بالخوض في تلك المرحلة الفارقة، فهي لا شك تطرق بهمومها واختيارتها المتباينة، أبواب كل بيت، وتشغل بال كل أسرة، لاسيما بعد انتهاء دراسة، فالمستقبل يتحدد من اختيار التخصص والمساق الدراسي، الذي سيحدد وظيفة المستقبل.

وهنا نشدد على دور الإخصائي في الجامعة أو كل المؤسسات الدراسية، الذي يعمل بدوره في إطار منظومة كلية سواء في مؤسسته التعليمية أو ضمن النظام التعليم للدولة ككل. لنؤكد دوماً على أهمية النصيحة التي يقدمها الإخصائي للطالب، عبر مناقشته أولاً للمهارات والمواهب التي يتمتع ، ثم بعد ذلك لرغباته وأماله المعلقة على وظيفة المستقبل، بألاحرى انتظار منه أجابتين على سؤالين الأول : ما هي مواهبك؟؟ والسؤال الثاني؟؟ ماذا تريد ان تكون؟ فهذا الأمر باختصار هو ركيزة ضامنة لنجاح الطالب أو الطالبة، وإكمال رحلته مع التعليم وبناء مستقبله المشرق.

 

 

ولكن ها هنا نتسأل ما هو دور الأسرة ؟ لا شك أننا سنقف هنا كثيراً وكثيراً!!!  فحقيقة الأمر قد يكون دور الأسرة معول بناء، وبالمقابل ولنتيجة للفهم الخاطئ لتلك المرحلة الدقيقة في حياة الطالب “معول هدم”.

فنحن عادةً، وكما نلتمس في مجتمعنا أو كأسر عربية، نرنو باحلامنا لفرض تخصص ومسار دراسي معين على أبناءنا ( دونما مناقشة أو الرغبة في سماع رغبة الأبن والأبنة )، وهذا للأسف هو الشائع، وما له من تأثير مدمر على مستقبل الطالب أو الطالبة لأجبارهم على مسار دراسي تحت دعاوي رغبة منا كأولياء أمور أن يطلق على الأبنة أو الأبن لقب دكتور أو مهندس (( حتى لو لم تكن رغباته في الالتحاق بذلك المسار الدراسي، أو لنقل أن مواهبه لا تلامس الحد الأدنى لذلك التخصص، وتناسب مجال أخر يرغب فيه، ولكن سطوة الأهل وتدخلهم قد يؤدي لاخفاقات في حياته العملية)) لذا فعلي الأهل الاستماع بأريحية لنصيحة الأخصائي التعليمي وبعد مناقشته للطالب او الطالبة والاستماع لرغباته وميوله.

أخيراً علينا أيضاً ان لا نستني دور كبير لوسائل التواصل المجتمعي ((( السوشيل ميديا ))) لما لها من هيمنة أو فرضها لتوجهات معينة في اختيار مسارات علمية ومهنية مستقبلية، وقد تتضمن تلك الوسائل النصح والإرشاد بشكل بناء، وقد تتضمن بشكل أخر التلاعب برغبات أبناءنا والتأثير عليهم سلباً وإيجاباً.

 

 

 

وختاماً فإن نصيحتي التي أود تقديمها لكل أسرة عربية : أن يتحلى أولياء الأمور بالصبر وعدم التسرع وسعة الآفق، مع أهمية مشاورة الأخصائي التعليمي، وقبل كل شئ فهم رغبات وميول الطالب والبناء عليها واحترامها، فبدونها فإن التعليم ومستقبل ابناءنا سيكون في مهب الريح، والعكس صحيح إذا ما تم احترام رغبات أبناءنا وبناتنا.

 

 

 

 

بقلم: د. ياسمين الخالدي

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com