|  آخر تحديث مايو 13, 2021 , 2:25 ص

حديث الشوق


حديث الشوق



 

 

قبل أيام ليست بالبعيدة عنا كانت أعيننا ترقب بكل لهفة هلال الشهر الفضيل، شددنا الأحزمة، تهيأنا نفسياً وجسدياً لاستقباله، وعلى حين غرة انسابت أيامه من أعمارنا دون أن ندري ، مرت العشرة الأوائل كلمح البصر، انتصف ثم دخلنا في العشر الأواخر، عشنا أيامه كضيف تعودنا على وجوده، تعلمنا منه الكثير، غسلنا أرواحنا بطيب أيامه، لانت قلوبنا من قساوة الحياة، كبحنا جماح نفوسنا ، ما أروع أيامه، تخرّج كل واحد منا وقد نال شهادة في الصبر، في انتظار الجائزة في الدنيا قبل الآخرة، وما جزاء الصبرإلا الرضى من الله علينا، مصداق قوله تعالي : (( وبشّر الصابرين )).

 

 

أهلا بالعيد فرحة الصائمين، ملجأ المحرومين،ابتسامة الأطفال، لمة الأحبة، يوم الجائزة،خذلان الشياطين، مسرح الملائكة.

فبعد كل تعب راحة، وبعد كل صبر فوز، وبعد كل امتحان نتيجة، رجونا الله أن يجعلنا من المقبولين، ومن عتقاء شهرك الفضيل، كي يكون العيد عيدين،فمن فرض إلى سنة، ومن قيام إلى تهجد، عشنا أيامك،ودعناك، حتى تمنينا أن تكون أيامنا كلها رمضان .

 

 

ما أروع هذا الانتقال بين ضفتين مباركتين، رمضان والعيد، كل واحد منهما مكمل للآخر، نودع عزيز ونستقبل ما هو أعز، هي من أجمل أيام حياتنا، في العيد نسجنا أجمل قصص حياتنا، ذكرياته رسمت أجمل لوحة فرح، فيه اختصرنا قصة الطفولة البريئة، فيه تولد الابتسامات، وفيه تعرف معنى التسامح في بلد التسامح، ومعنى المودة في أرض المودة، وبه تتدرب على فن التغافل عن أخطاء الآخرين.

اتقبال العيد يسيك مرارة توديع رمضان، كم تشبه أيام نهاية العام الدراسي حين نودع أصدقائنا ونحن نتأبط شهاداتنا وعلامات الفرح ترتسم على وجوهنا.

 

 

 

هنيئا لمن صام رمضان إيمانا و احتسابا، هنيئا لمن مدّ يدا ليمسح دمعة حزين، هنيئا لمن خفف آلام مريض، أو ابتسم في وجه كئيب، هنيئا لكل من خرج من رمضان كما ولدته أمه،

وصدق من قال : العيد مسك الختام ،اللهم اختم بالصالحات أعمالنا، واجعلنا يا ربّ ممن فهموا الغاية من رمضان، ممن ينشر السلام في العالمين، لنكون جميعا للحب والتسامح والرحمة فاعلين.

 

 

 

 

بقلم: د. آمنة الظنحاني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com