تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بجعل دبي عاصمة للاقتصاد الإبداعي بحلول عام 2025، اعتمدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» تشكيل «لجنة تطوير منطقة القوز الإبداعية» برئاسة سموها، إيذاناً ببدء العمل على الارتقاء بدور هذه المنطقة الحيوية في تعزيز مكانة دبي مركزاً إقليمياً ودولياً للاقتصاد الإبداعي ضمن منظومة متكاملة تسهم في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة للإمارة.
دبي عازمة أن تكون مركز اً عالمياً للاقتصاد الإبداعي | أرشيفية
وتضم اللجنة التنظيمية المشتركة معالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، نائباً للرئيس، وعضوية كل من: داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، وسامي القمزي، المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي (اقتصادية دبي)، وهلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة)، وهالة بدري، المدير العام لهيئة الثقافة والفنون في دبي، وهشام القاسم، الرئيس التنفيذي لمجموعة وصل لإدارة الأصول (وصل للعقارات).
مطر الطاير
داوود الهاجري
ومن المُنتظر أن يتم توسيع عضوية اللجنة لتضم أعضاء آخرين وفق متطلبات الخطة التطويرية، في إطار من المرونة الكاملة لتأكيد قيمة منطقة القوز كمركز إبداعي عالمي حيوي متكامل، يحتضن المُصممين والمبدعين، سواء من الأفراد أو الشركات، ويتيح لهم منظومة شاملة تدعم أعمالهم بدءاً من مرحلة وضع التصورات الأوليّة للمشاريع الإبداعية والثقافية مروراً بمرحلة التصميم والإنتاج، وانتهاءً بالترويج لمنتجاتهم الإبداعية.
رؤية طموحة
وأكدت سمو رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي أن اللجنة لن تدخر جهداً في سبيل تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الطموحة للقطاع الثقافي والإبداعي في دبي، والخروج بأُطر مبتكرة للعمل على رفع جاذبية وتنافسية الإمارة في هذا المجال عبر تمكين المواهب الإبداعية المحلية وجذب الكفاءات والمؤسسات الإبداعية من جميع أنحاء العالم وتسهيل مزاولة أعمالها في دبي، إضافة إلى إثراء المشهد الإبداعي محلياً وإقليمياً ودولياً، وصولاً إلى تحقيق أهداف «استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي» الرامية إلى جعل الإمارة عاصمة الاقتصاد الإبداعي عالمياً.
ونوّهت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بأن العمل الجاد لتنفيذ هذه الاستراتيجية الطموحة – في ضوء ما تملكه دبي من مخزون ثقافي وإبداعي يعزز توجهاتها نحو العالمية – قد بدأ بالفعل مع إطلاق مشروع «منطقة القوز الإبداعية» الهادف إلى تطوير منطقة إبداعية متكاملة تلبي متطلبات المبدعين ورواد الأعمال الثقافية والإبداعية الراغبين في الاستثمار في مجالات الاقتصاد الإبداعي المختلفة، مشيرةً إلى أن «دبي للثقافة» قامت باتخاذ خطوات عديدة مهمة تمهيداً لتنفيذ لهذا المشروع الرائد الذي يدخل في إطار نموذج دبي التطويري الشامل لريادة المستقبل ضمن مختلف القطاعات.
ومن أبرز الخطوات التي قامت بها الهيئة في هذا الشأن بدء دراسة شاملة للإحاطة بجميع مجالات تطوير وإدارة وتشغيل المنطقة الإبداعية في القوز، وإدخال المزيد من أوجه التحديث على المنطقة لتوفير بيئة مثالية للمبدعين وتأمين منظومة بيئية إبداعية شاملة داعمة للابتكار فيها. كما تم عقد سلسلة من النقاشات والاجتماعات مع القطاع الإبداعي بكل شرائحه والاستماع إلى تجاربهم وتحدياتهم، حيث ستكون الخطة التي ستعمل اللجنة على تطويرها ملبيةً لتلك المتطلبات.
وستركز اللجنة على إثراء منطقة القوز الإبداعية بمزيد من الروافد عبر العمل بالتعاون مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، والخبراء والمستشارين، وممثلين عن القطاع الإبداعي، من أجل وضع آليات واستراتيجيات وأطر تشريعية ولوائح وسياسات تضمن تسهيل مزاولة الأعمال في المجال الإبداعي، وتنظيم العمل بين الجهات المعنية لضمان سرعة وسلاسة العمليات في تطوير الأعمال للمبدعين في الإمارة، وتقديم المقترحات والتوصيات اللازمة لتوفير مساحات إبداعية متعددة الاستخدامات لهم ضمن منطقة القوز الإبداعية، وتوفير الحوافز والتسهيلات اللازمة للأفراد والمؤسسات العاملة بقطاع الصناعات الإبداعية لنمو أعمالهم.
كما ستحرص اللجنة على تطوير البنية التحتية في منطقة القوز وتوفير بيئة مثلى للمبدعين يتكامل فيها العمل والإنتاج والعيش والترفيه. فضلاً عن وضع وتنفيذ الخطط اللازمة للترويج للإمارة كوجهة إبداعية لرواد الأعمال المبدعين والأفراد محلياً وعالمياً.
وتشرف سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد من خلال موقعها كرئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي على العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقاً من التراث الأصيل لدولة الإمارات، لتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنةً للإبداع، وملتقى للمواهب. وتعمل «دبي للثقافة» على تطوير الأطر التنظيمية للقطاع الثقافي والإبداعي في دبي، انطلاقاً من أولويات خارطة طريق استراتيجيتها السداسية 2020 – 2025 والممكنات التي تسهم بتفعيلها، والتي تسعى إلى دعم المواهب، وتمكين المشاركة الفاعلة من قبل جميع فئات المجتمع، وخلق منظومة اقتصادية محفزة للصناعات الإبداعية المساهمة في الناتج المحلي للإمارة، وتعزيز مكانتها كوجهة ثقافية عالمية، فضلاً عن مسؤوليتها في صون التراث الثقافي المادي والمعنوي لإمارة دبي.
حزمة مبادرات
من جهته، أعرب معالي مطر محمد الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، عن شكره وتقديره لسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بتسميته نائباً لرئيس لجنة تطوير منطقة القوز الإبداعية، مؤكداً أن مشروع منطقة القوز الإبداعية سيسهم في نشر ثقافة الفن باعتبارها لغة عالمية في التواصل بين الحضارات والشعوب.
وأضاف: «ستدعم الهيئة مشروع منطقة القوز الإبداعية، بحزمة من المبادرات، تشمل تطوير البنية التحتية للتكامل بين مختلف وسائل المواصلات والتنقُّل المرن في منطقة القوز بالتكامل مع محطة مترو الصفا، وإنشاء مسارات مشتركة للمُشاة والدراجات الهوائية و(السكوترات الكهربائية)، وتنفيذ جسر بتصميم إبداعي للمشاة والدراجات الهوائية و(السكوترات) على شارع المنارة، واستحداث مسار للحافلات بين محطة مترو الصفا ومنطقة الجذب السياحي والفني في المنطقة، وإنشاء مراكز تنقل لتسهيل حركة السكان والزوار بأنماط مختلفة من وسائل المواصلات»، مشيراً إلى أن الهيئة ستقوم كذلك بتنفيذ مساحات مفتوحة بتصاميم عصرية لإقامة الفعاليات، وتطوير الجانب الجمالي للمنطقة، من خلال إعطاء هوية إبداعية للمنطقة في حرم الطريق، وضمان انسيابية حركة المركبات والمشاة.
منظومة اقتصادية
وأكد سامي القمزي، مدير عام اقتصادية دبي القيمة الاستراتيجية لمشروع تطوير منطقة القوز الإبداعية في سياقه الاقتصادي وقال: «تواصل إمارة دبي مسيرتها الرامية إلى ترسيخ مكانتها كمقصد ووجهة للاقتصاد الإبداعي، الأمر الذي ينسجم مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله بجعل الإمارة عاصمة للاقتصاد الإبداعي بحلول العام 2025. إن اعتماد القيادة الرشيدة لمشروع منطقة القوز الإبداعية، والذي جاء في أعقاب إطلاق استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، ستشكّل حاضنة لهذا القطاع المهم، ولروّاده من المواهب والمبدعين، بما يحقق تطلعات الإمارة المستقبلية».
وأضاف: «نحن في اقتصادية دبي فخورون أن نكون جزءاً من هذا المشروع المُلهم، ولن ندخر جهداً في توظيف خبراتنا وإمكاناتنا ومواردنا البشرية بالشراكة مع مختلف الجهات المعنية وذات الصلة في القطاعين العام والخاص، للعمل سوياً على إيجاد منظومة اقتصادية إبداعية ذات مخرجات مبتكرة، تدعم بشكل مباشر رفع نسبة إسهام الاقتصاد الإبداعي في الناتج المحلي للإمارة، وبالتالي الحفاظ على استدامة القطاع على المدى البعيد».
مكانة عالمية
وعن دلالات هذا المشروع الطموح، قال داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي: «يأتي مشروع تطوير منطقة القوز الإبداعية تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دعم الثقافة والإبداع، وتعزيزاً لمكانة دبي عالمياً في مجال استقطاب وتبنّي المبدعين في مختلف المجالات، واستشراف المستقبل المشرق للأجيال القادمة من خلال توفير بيئة مثالية لتنمية إبداعاتهم ومواهبهم، وتلبية كافة المتطلبات لضمان تحقيق أبرز الإنجازات في المجالات الإبداعية والثقافية».
وأضاف: «نسعى إلى تحقيق رؤية سموه وتوظيف كل الموارد والعناصر التي تضمن إحداث نقلة نوعية في مجالات الإبداع كافة، والعمل وفق أرقى الاستراتيجيات والخطط لإثراء هذا المشروع الاستثنائي، وذلك بالتعاون مع جميع الشركاء، لتكون منطقة القوز الإبداعية منارةً لكل مبدع ومثقف على مستوى العالم».
مبادرات دبي تعزّز مكانتها وجهة عالمية
حول قيمة المشروع في تأكيد مكانة دبي كمقصد للمبدعين من مختلف انحاء العالم، قال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة): «يشهد قطاع السياحة في دبي تطورات متلاحقة، ويتكامل نموه مع المشاريع والمبادرات التي تطلقها دبي باستمرار، وهو ما يسهم في تعزيز مكانتها كوجهة عالمية فريدة من نوعها في شتى المجالات ويتماشى مع توجيهات ورؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جعل المدينة الأفضل للحياة في العالم. ويأتي الإعلان عن مدينة القوز الإبداعية لتعزيز استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي التي أطلقها سموه بهدف تحويل الإمارة إلى وجهة مفضلة للمبدعين من كل أنحاء العالم وعاصمة للاقتصاد الإبداعي بما يحقق رؤية سموه الاستشرافية لاقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار».
وأضاف المري: «لا شك أن هذه المنطقة الجديدة ستسهم في جذب المبدعين من مختلف دول العالم، وستشهد إطلاق الكثير من المشاريع الإبداعية التي من شأنها استقطاب شريحة واسعة من المستثمرين وكذلك السياح الذين يعشقون الفن والثقافة والتراث لتجربة المزيد من الخيارات المتميزة، وستسهم تلك المشاريع في دعم سياحة الأعمال وهي جانب مهم لزيادة معدلات نمو قطاع السياحة».
مساهم رئيس
وقال هشام القاسم، الرئيس التنفيذي لمجموعة وصل لإدارة الأصول «وصل للعقارات»: «إنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن يتم اختيارنا ضمن أعضاء لجنة تطوير منطقة القوز الإبداعية في دبي، وسنعمل كفريق واحد من أجل تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لجعل دبي عاصمة الاقتصاد الإبداعي».
وأضاف القاسم: «نحن على ثقة كبيرة بهذه المبادرة الفريدة والاستثنائية التي تنبع من رؤية حكيمة، والتي ستكون مساهماً رئيساً في دعم استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الحكومة استعداداً للخمسين عاماً المقبلة، ودورها الإيجابي في تعزيز مكانة الدولة لتكون في صدارة العالم في كافة المجالات عند بلوغها المئوية الأولى من تأسيسها. وستنصب جهودنا خلال الفترة المقبلة على ترجمة محاور المبادرة عن طريق الاستعانة بالخبرات المتنوعة لمختلف أعضاء اللجنة، لتتحول منطقة القوز بحق إلى مركز إبداعي حيوي متكامل، وجعلها مركزاً إقليمياً وعالمياً لاحتضان المصممين والمبدعين».
شراكة نجاح
من جهتها، نوّهت هالة بدري، مدير عام «دبي للثقافة» إلى أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين في إنجاح المشروع، وقالت: «نحرص في «دبي للثقافة» على تعزيز تعاوننا مع شركائنا الاستراتيجيين، وتسخير جهودنا معاً في العمل على المشاريع والمبادرات المبتكرة وتنفيذها ضمن إطار مشترك، الأمر الذي يسهم في توفير أعلى نسب النجاح لتلك المشاريع وتحقيق الرؤية الاستراتيجية للهيئة والإمارة بشكل عام». ولفتت بدري إلى أن علاقة التعاون والشراكة التي تجمع «دبي للثقافة» بشركائها هي مفتاح نجاح المشروع وأساس تنفيذه، مشيرةً إلى ثقتها العالية بالتزام الجميع بالمهام والمسؤوليات المناطة بهم ضمن مشروع تطوير منطقة القوز الإبداعية.