الثورة التكنولوجية تعمل على تغيير حياتنا بسرعة هائلة، مما يغير بشكلكبير الطرق التي نعمل ونتعلم بها، وحتى تلك التي نعيش بها سوياً. الذكاءالاصطناعي يمربنمو هائل وإيجاد تطبيقات جديدة في عدد متزايد منالقطاعات، بما في ذلك الأمن والبيئة والتعليم والصحة والثقافة والتجارة إلىجانب الاستخدام المتزايد التعقيد للبيانات الضخمة.
الحدود الإنسانية للذكاء الاصطناعي بمجرد عبور هذه الحدود، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى شكل جديد من الحضارة الإنسانية. المبدأ التوجيهيللذكاء الاصطناعي ليس أن يصبح مستقلاً أو يحل محل الذكاء البشري. ولكن يجب علينا أن نتأكد من تطويره من خلال نهج إنساني قائم على القيموحقوق الإنسان. نحن نواجه سؤالًا حاسمًا: ما نوع المجتمع الذي نريده غدًا؟تفتح ثورة الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة ومثيرة، لكن الاضطرابالأنثروبولوجي والاجتماعي الذي يجلبه في أعقابه يتطلب دراسة متأنية.
يجب أن نجد معًا أفضل الحلول لضمان أن تكون تنمية الذكاء الاصطناعيفرصة للبشرية، حيث يقع على عاتق جيلنا مسؤولية الانتقال إلى مجتمع أكثرعدلاً وسلامًا وازدهارًا.
تسارعت وتيرة استخدام الذكاء الاصطناعي في الجهود العالمية للتصدي لـ“كوفيد-19″ ، وهذا التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي فيالسباق للحصول على لقاح وتطوير أدوات الاختبار وتطبيقات التعقب يعكسملامح الثورة التكنولوجية الجارية الآن في جميع أنحاء العالم، والتي يتوقعأن تغير شكل العالم مستقبلاً.
تطبيق الذكاء الاصطناعي شكل سمة مهمة، من بين جوانب كثيرة، منتدابير الطوارئ الحكومية، ما يشير إلى حدوث تحول نحو فهم أكثر مرونةلدور الحوكمة في أوقات الأزمات. ففي الوقت الذي بدأت فيه الإماراتوالصين ودول أخرى في جميع أنحاء العالم في فتح أبوابها وتخفيف قيودالإغلاق، سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متنام الأهمية في المعركة الجاريةلمجابهة “كوفيد-19″.
وطالما يتم مراعاة الأبعاد الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكننا أننكون على يقين من أن الاستخدام واسع النطاق لبيانات الذكاء الاصطناعيوالتكنولوجيا سوف يصبح من السمات الحيوية في الاستجابات العالميةلحالات الطوارئ في مجال الرعاية الصحية في المستقبل.
بقلم: د. فاطمة الدربي