التغابي في معرض الحاجة إليه قمة الذكاء …
لكن الحمق و الغباء بحد ذاته آفة لو استحكمت مفاصل الحكمة في الحياة واستعصت فيها ضاع الأمل في بلوغ المراد و فُتحت الأبواب المواربة على مصارعها ليدخل السجال و القيل و القال في أمور قد يكون مؤجل بحثها إعمالآ لمبدأ سلم الأولويات ودرءآ لفتح جبهات مع أو ضد انقسام الساحة إلى ساحات
قد يعلو الصوت أن هناك حالات لا تحتمل التأجيل و البت فيها أمر ضروري هذا والله أكيد لكن للعلاج مراحل آخرها إعمال الكي ….
أن تحكم على عضو فعال في الجسم بالبتر أمر يحتاج للتفكير و التدبير و إجراء كل الحسابات بما فيها من جمع و تقسيم واستعمال الميزان في التقييم أمر حتمي لمواجهة شر مستطير قد يهدد من حيث النتيجة استتباب للأمن وشيك و بث للفوضى من جديد بالغباء المفضوح عند من أتاحت له الظروف أن يتبوأ كرسي المفروض من يشغله أن يكون له من الذكاء نصيب ولو محدود لكنه هو بالوراثة معروف أنه فقط محظوظ و بالحماقة مشهور و عليه لا بد اليوم من وضع النقاط على الحروف و الاعتراف بفشله و السعي لتدارك الأمور ولكن كيف لذلك السبيل ….. !
قيل لعيسى بن مريم: «يا روح الله، إنك تحيي الموتى». قال: «نعم بإذن الله». قيل: «وتبرئ الأكمة». قال: «نعم بإذن الله». قيل: «فما دواء الحمق؟». قال: «هذا الذي أعياني».
فكلّ داء دواء يستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها لأن من ابتلي فيها يتوهم أنه أعقل الناس رغم كونه لا يحسن التفريق بين العدو والصديق و الأمر جد خطير فيارب إليك المشتكى وحدك بقولك للأمر كن فيكون … قادر على التغيير.
بقلم: رشا المارديني