«التطور المتسارع الذي تشهده الإمارات يتطلب أن ترافقه أدوات وخطط ومنصات إعلامية تتماشى معه».. هكذا عبّر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، في معرض حديثه لفريق الإعلام الوطني في أول اجتماعاته أمس، ليعود إلى الواجهة من جديد الحديث عن الأهمية الكبرى للإعلام في عملية التنمية التي تشهدها بلادنا.
المكتسبات النوعية التي حققتها الإمارات وصعدت بها في خمسين عاماً فوق كل مؤشرات التنمية وأرقامها، تمثل في مجملها «قصة تستحق الكتابة»، لترسم للعالم صورة عن ملامح الإنسان الإماراتي الذي استطاع الاشتباك مع تحديات العصر وحولها إلى مكاسب حقيقية.
فلقد آن الأوان لأن نكتب للعالم قصة وطن نهض في أقل من نصف قرن، واستثمر في مواطنيه، ورآهم ثروته الأولى والأغلى، وحقق لهم مستويات عالية من الرفاه والازدهار، وفتح أرضه لشعوب الأرض كافة للعمل والإقامة، في إطار قانوني وثقافي، يحترم تنوع معتقدات وتقاليد البشر، حتى أصبح مركزاً للتسامح والسلام، ومثالاً على تواصل العقول، وصنع المستقبل.
لدينا قصة تستحق أن تروى للأجيال، جيلاً بعد جيل، تحكي لهم كيف دخلنا عصر الفضاء والبحث العلمي.. وكيف كانت رحلتنا في استئناف الحضارة، متسلحين بقيمنا العربية، وتسامحنا، وأخوّتنا الإنسانية، وإصرارنا على التحدي والإنجاز.
إنها دعوة لتحفيز طاقات قطاع الإعلام للاستعداد لمواكبة وُثوب إماراتي جديد نحو المستقبل بقفزات كبرى في الاقتصاد، والتعليم، والبنية التحتية، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، وغيرها من القطاعات.
دعوة إلى «دور أكثر تأثيراً» يحفز الطاقات الكامنة في المجتمع بفلسفة تعبر عن رؤيتنا وانفتاحنا وأصالتنا وإيماننا بذاتنا وقدرتنا على إضافة المزيد من إسهاماتنا في حركة التقدم الإنسانية، وإحداث تحولات إيجابية تخدم الإنسان، وترتقي بالحياة البشرية.
كما أنها دعوة لمواصلة القطاع عمليات التطوير الشامل بما يتلاءم وروح العصر، والعمل ضمن فلسفة جديدة ترسخ حضور الدولة في المشهد الإقليمي والدولي، من خلال مهنية خالصة للوطن وقيادته، وعبر أدوات إضافية جديدة تحافظ على المكتسبات، وتعكس قيمنا الحضارية والإنسانية، وتعزز تفاعلنا مع شعوب العالم.
لقد استطعنا في المرحلة السابقة أن نكون الأفضل مهنية، والأكثر موضوعية ومصداقية، والأقرب إلى وجدان وعقول الجماهير العربية، وقادرون في المرحلة المقبلة على المزيد، مدفوعين بثقتنا في أدواتنا وإمكاناتنا، ويقيننا الراسخ بأن «للإمارات قصة تستحق الكتابة».