أن تتحدث عن الديموقراطية في لبنان بشكله الحالي فلن أوافقك الرأي، أما إن تريد الحديث عن وجود نوع من السياسة التحاصصية فهنا أهنئك على صراحتك وأبتسم في وجهك مقدمًا لك تحية صدق ومحبة أيها السياسي اللبناني، المُنتدب من حزبك لأنك عرفت طريق الوصول إلى من رشح إسمك فوصلت إلى حيث أنت اليوم. حضرت المندوب الحزبي الغير صالح لأيٍ من المهام المتعلقة في محور عملك لأنك غير قادر أصلًا على التلفظ بها، لكي لا يتم الإستغناء عنك في المعركة الإنتخابية القادمة لأنك غير مطيع!!! أيها المستثمر الدائم لكل المشاريع التي لم تقوم بتنفيذها أصلًا أو قمت بجزء منها أو قمت بتلزيمها لأحدٍ وأخذت الكومسيون!!! أيها المشارك في مقابر للقوانين ضمن لجان نيابية تحاصصية حيث تجلس أنت ومجموعة من المندوبين زملاءك في المجلس لتدفنوا مشاريع قوانين فيها ما فيها من حقوق المواطنين، خوفًا من أن تصلهم حقوقهم فتسلبك تسلطك!!! أيها المنادي بالديمقراطية على المنابر والخائف منها في صميم القوانين الإنتخابية!!! أيها الراكض بدون توقف وراء مصلحتك الشخصية قبل مصلحة المواطن الشريف الذي أعطاك صوته لتكون سنده في تحسين أحواله!!! أيها السياسي اللبناني، المندوب الحزبي، المستثمر أينما كان وبأي شيءٍ كان، الدافن للقوانين، الخائف من الديموقراطية، رجل المصالح الشخصية قبل كل شيء، أنت أول من هم بحاجة لتثقيف السياسي. يا من تستخدم السياسة في غير مكانها سأبدأ معك الآن، فمستواك في علمها ومعرفتك في حقل فلسفة بناء الدولة هو أدنى من الصفر بدرجات تسببت من خلالها بتجميد الوطن جمودًا كليًا ليس له مثيل. هنا تأتي أهمية تثقيف السياسي اللبناني ومن حوله حول فلسفة بناء الدولة كحاجة مُلِحة لإعادة القطار بقيادته الحالية إلى السكة ريثما نضجت المرحلة الإنتقالية في لبنان. تعتمد الخطة على نموذج العمل بالتوازي بين الشقَين السياسي والإنمائي، وذلك للإنطلاق أسرع نحو الهدف الأساسي المتمثل ببناء الدولة. هنا نكون قد خرجنا من عالم الفرضيات والتنظير السياسي إلى عالم التغيير الفعلي، فتكون الإنطلاقة في تطوير النُظم السياسية المُتبعة حاليًا في لبنان والتي لا تعرف الديموقراطية وجميعها تصب في خانة النظم التحاصصية، لذلك علينا القيام بدورات تثقيف حقيقي للطبقة السياسية وكل من يريد أن يتعاطى السياسة لكي يستطيع تقديم شيء يُذكر. أما في الشق الإنمائي فالإنطلاقة تكون من أفضل الممكن والموجود حاليًا في لبنان وهنا أعني البلديات، والتي يجب أن تُعطى حقها من المال العام كما يجب أن يدخل رؤساءها دورات تدريبية حول كيفية إستخدام المال العام، بالإضافة إلى تقديم خطة واضحة وصريحة للشفافية المطلوبة في عمل البلديات. إنَّ التكامل الذي سيحدث بين طرح فكرة التثقيف السياسي بدءً من المسؤولين وصولًا إلى داخل أحزابهم وبين مناصريهم، بالإضافة إلى تحرير الإنماء بدءً من البلديات والتدرج لاحقًا عبر إقرار اللامركزية الموسعة التي ستندرج ضمن التثقيف السياسي أصلًا، نكون قد وصلنا إلى نقطة البداية في بناء الدولة العصرية في لبنان.