بقلم: خولة الطنيجي

وها هو شهر الخير أقبل ونحن في أحسن حال وفي حلته الجديدة المتميزة .. بل المتفردة.
نعم ؛ هو شهر إختلف كُلياً عن أشهر قضيناها في سنوات مضت .. جاء برداء مختلف .. جاء بحب ويذكرنا بالعودة إلى الداخل .. هو گذلك لأن الداخل أصبح مهم جداً .. جاء متزامناً مع جائحة الزمتنا البيوت .. ولكن ؛ أي بيت ؟!!!
تأمل هذا السؤال قليلاً !!

هل هو البيت المادي الذي تسكن فيه وتعيش أنت وعائلتك به ؟!
أم البيت الذاتي الذي أصبح من الواجب ترميمه وتعديله وتجهيزه بأحسن حال للإستمرار بالمعيشة به ؟!!!!
نعم ؛ هي ذاتك الحقيقية المعنية بالبيت .. وليس البيت المادي الذي يحتوي على جدار وسقف وباب .. فما هذا إلا بيت هش إن لم يكن قوي من الداخل.

حان الموعد بالتزامن مع هذا الشهر الفضيل وهذه الجائحة التي لربما بسببها نعي ونفهم الدرس جيداً .. ونعود إلى ذواتنا ونصالحها ونقويها .. وأن نصلح الجانب الروحي أكثر وأكثر مع الجانب الصحي والعائلي .. اللذان هم أولى أولويات البشر والإنسانية .. ولن يحدث هذا إن لم تعد إلى ذاتك الحقيقية والفطرة الإنسانية التي فطرها الله لك .
شهر مليئ بالحب والسماح والسلام والروحانيات .. فقط ؛ ما يؤلمنا هو بُعدنا عن بيوت الله العامرة .. فالنجتهد بأن نجعل من بيوتنا عامرة بذكر الله .. فالنصلي الجماعة مع عائلاتنا وحان الموعد لنؤوسسها بأساس قوي ومتين .. بالذكر والصلاة وتلاوة القرآن الكريم.
گيف لا ؟! وهو الشهر الذي نُزل فيه القرآن !!

حان الموعد لتصالح مع أنفسنا وعائلاتنا ومن نحب .. فما يحدث لنا وللعالم أجمع ماهو إلا إنعكاس لأفكارنا ونوايانا وأعمالنا .. فالنغير النية والفكرة والمشاعر .. لعالم متحاب متسامح متكاتف .. يحب الخير ويسعى له .. يمسك بيديه بذور الخير والحب والسلام ويغرسها في كل أرض .. ويرويها بحبه .. لتزدهر تلك الأرض وتنعش من جديد بروائح الزهور النقية ولتثمر أجمل الثمار .. ولتحصل عليها عليك بالإعتناء بتلك الأرض وأن تحرثها جيداً ثم تنثر تلك البذور الطيبة وتسقيها بحبك وحنانك وبعودتك إلى الله حق العودة .. فسبحان من يجعل نسيمها وهوائها وثمارها يفوح في العالم أجمع .. إبدء بنفسك والآن .. ف والله هي فُرصتك الآن وقُدمت لك على طبق من ذهب .. إجتهد وإبذل الخير أينما تواجدت .. ولا تنسى أن ما تزرعه اليوم هو حصادك في الغد .. وأن ما ترسله الآن يعود إليك .. وگما تُدين تُدان.

شهر الخير والحصاد أقبل ولا نريده أن يدبر عنا ونحن لم نفعل شيئا .. والبعض ما زال في غفلته .. اللهم ردنا إليك رداً جميلاً.

شهر الخير والمغفره .. شهر العفو والعافية .. اللهم إنك عفوٌ كريم تُحب العفو .. فإعف عنا.