نظم برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي التابع لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية مؤتمر “دور المرأة نحو خطوات فعالة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”، اليوم السبت، بالتعاون مع مؤسسة هانس زايدل، مكتب جمهورية مصر العربية، بحضور الدكتورة سماح صالح، مدير عام التنمية البيئية بالنيابة عن الوزيرة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتورة مها معاذ، المشرف على برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي، والدكتورة هند حنفي، عضو مجلس القومي للمرأة، وبليرتا اليكو، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمراة، وماجدة كمال، مدير مكتب مؤسسة هانس زايدل، والدكتور أشرف مرعي، الأمين العام للمجلس القومي لشئون الإعاقة.
وقالت الدكتورة مها معاذ؛ إن الحق في التنمية هو إعلان أقرته الأمم المتحدة في عام 1986، وهو عملية ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية، تهدف لتحسين حياة الأفراد في المجتمعات، مشيرة إلى أن قادة العالم شاركوا في قمم تاريخية خرجت بـ17 هدفا لتحويل العالم إلي الأفضل، تأتي في إطار القضاء علي الجوع والفقر، والصحة الجيدة والتعليم الجيد والمساواة بين الجنسين.
وأكدت “معاذ” أن المساواة بين الجنسيين هي واحدة من أهم أهداف التنمية المستدامة، وبالرغم من التقدم الكبير الذي حققته الأمم في هذا القطاع، لم تنل المرأة حقوقها كاملة، لافتة إلى أنه بمجرد توفر التكافؤ أمام السيدات والفتيات في المشاركات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، سيتم تضاعف التقدم لما وهبه الله للمرأة ليجعلها قادرة على المشاركة والإنجاز إذا أتيحت لها الفرصة.
وأشارت “معاذ” إلي أنه لابد من اتباع عدة خطوات للوصول إلي الأهداف المرجوة، والقضاء علي جميع أشكال التميز ضد المرأة، والقضاء علي جميع أشكال العنف في كل جوانب الحياة، بالإضافة إلي ضمان حصولها علي جميع الخدمات الصحية والإنجابية، وكفالة مشاركتها بمساواة مع الرجل في جميع مستويات صنع القرار في الحياة السياسية والاقتصادية العامة.
وقالت الدكتورة هند حنفي، عضو مجلس القومي للمرأة، إن المرأة المصرية ضربت على مدار التاريخ أروع الأمثلة في النضال ولا زالت تكافح، وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص الدولة ودعمها لجميع الجهود الهادفة إلى تمكين المرأة، مؤكدة أن اعتبار عام 2017 عام للمرأة خطوة تاريخية ورسالة تؤكد إيمان القيادة السياسية بدور وقيادة فتيات وسيدات مصر.
وأضافت “حنفي” إن 23% من المشروعات الصغيرة والمتوسطة تديرها المرأة، في حين أن متوسط القروض التي تحصل عليها الإناث أقل بكثير من القروض التي يحصل عليها الرجال، مشيرة إلى أن المرأة المصرية حققت انجاز ملحوظ في سد الفجوة التعليمية ووصلت نسبة الفتيات في الجامعات عام 2013 أكثر من 50%.
وأشارت “حنفي” إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يؤكد على احترام العالم للمرأة لما تقدمه من خدمة للمجتمع، ومصر تبذل جهود لتحقيق المساواة وتمكينها في المجتمع، مؤكدة أن المجلس القومي للمرأة في ظل الاستراتيجية التي اعتمدها الرئيس السيسي خلال عام 2030 والتي تهدف تمكين المرأة السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، قام بالعديد من الأنشطة المختلفة على مدار 3 أعوام الماضية في 27 محافظة.
وقالت بليرتا اليكو، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، إن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة جاء لسد الفجوة بين الجنسين في العالم، والتي تتنوع هذه الفجوات والثغرات بين الاقتصادي والاجتماعي، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تسعى من خلال الفعاليات المختلفة على حث العالم على المشاركة الفعالة في سد هذه الفجوة.
ووجهت ماجدة كمال، مدير مكتب مؤسسة هانس زايدل – مكتب جمهورية مصر العربية بالقاهرة، التحية إلى مكتبة الإسكندرية ومشاركتها وتعاونهما المشترك، مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل في مصر منذ أربعون عامًا في مجال دعم وتمكين المرأة المصرية، وهناك نجاحات ملموسة لقضايا المرأة في مجال التنمية المستدامة.
وأشارت “كمال” إلى أنها تأمل بأن يتم دمج سيدات ذوات الإعاقة في خطط التنمية المستدامة، من خلال منهجية داعمة لدمج كل فئات المجتمع في هذه الخطط والاستراتيجيات.
وأشار الدكتور أشرف مرعي، الأمين العام للمجلس القومي لشئون الإعاقة، إلى أهمية القضية التي يناقشها المؤتمر، مؤكدًا إنه على الرغم من الدور الحيوي الذي تقوم به المرأة في المجتمع إلا أنها عانت من التمييز في جميع المجالات، سواء في توافر فرص العمل أو التقدير المالي في العمل أو التمكين الاجتماعي.
وشدد “مرعي” أن تنمية المجتمع تتأثر بمدى مساهمة كل فئاته والتي تساهم في تسارع أو تباطؤ التنمية، مشيرًا إلى أن ذوي الإعاقة بشكل عام يعانون في المجتمع بداية من حرية الحركة وصولا إلى توافر الفرص، وهو ما يتضاعف لدى السيدات ذوات الإعاقة، حيث تعاني مما يسمى بالتمييز المزدوج الأول كونها مرآة والثاني كونها ذات إعاقة.
وأوضح “مرعي” إن دستور مصر الذي عُدل عام 2014، نص على تخصيص 9 مواد عن تمكين ذوي الإعاقة، وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا، مطالبًا بأن يكون هناك تمثيلاً في الحكومة والمجالس من ذوي الإعاقة ليكونوا الأقدر على عرض مشاكلهم.
جدير بالذكر أن المؤتمر يهدف إلى رفع مستوى وعي الفتيات بأهمية الدور التنموي الذي تلعبه المرأة في دفع عجلة الاقتصاد، وتأثير هذا الدور على آليات التنمية المستدامة دون إغفال أهمية الدور الذي تلعبه المرأة من ذوات الاحتياجات الخاصة في هذا الصدد كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
ويتطرق المؤتمر لعدة محاور من بينها: تعريف التنمية المستدامة، المرأة ودورها في عملية التنمية المستدامة، أهمية إدماج النساء والفتيات في قطاع العلوم والتكنولوجيا والفرص المتاحة لتمويل ودعم المشروعات المستدامة، ومساهمة المرأة في الاستهلاك والانتاج المسئولان.
يشارك في المؤتمر عدد من الخبراء في مختلف المجالات للتحدث عن أهمية التنمية المستدامة، وعدد كبير من طالبات الجامعات المصرية من 16 محافظة مختلفة بهدف التعرف على الفرص والتحديات