|  آخر تحديث مايو 14, 2018 , 21:05 م

165 مليار درهم لتحويل «الرويس» إلى أكبر مجمع بتـروكيماويات في العالم


165 مليار درهم لتحويل «الرويس» إلى أكبر مجمع بتـروكيماويات في العالم



أطلق سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة أمس بقصر الإمارات في أبوظبي النموذج التفاعلي للمخطط الرئيسي لتوسعة مجمع الرويس الصناعي البالغ تكلفتها 165 مليار درهم ليصبح أكبر مجمع في العالم للبتروكيماويات.

وأكد سموه أن دولة الإمارات وبفضل رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، قد رسخت لنفسها مكانة مهمة كمركز عالمي رائد لمختلف مجالات الأعمال في قطاع النفط والغاز وذلك باتباع نهجٍ قائمٍ على الشراكات الاستراتيجية والتعاون الوثيق بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز نمو الاقتصاد الوطني وتنويعه ليشمل الصناعات المتطورة تكنولوجياً والتي تحقق قيمة إضافية تعكس الاستغلال الأمثل للموارد الهيدروكربونية.

وأشاد سموه خلال مشاركة سموه أمس في ملتقى “أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات” بجهود الشركة واستراتيجيتها الجديدة في التكرير والبتروكيماويات ومبادرتها لتعزيز القيمة المحلية المضافة لما لهذه الجهود من دور أساسي في تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات ودفع عجلة النمو في القطاع الخاص، مشدداً سموه على أهمية هذه الخطوات في زيادة تنويع الاقتصاد وخلق نمو مستدام في الدولة وضمان الازدهار وتطوير كفاءات الكوادر العاملة ذات المهارات العالية.

 

 

وأثنى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على تنظيم “أدنوك” لهذا الملتقى الأول من نوعه في المنطقة واستقطابها مجموعة مرموقة من قادة الشركات العالمية في مجالات الطاقة والبتروكيماويات والصناعة والأعمال المصرفية في خطوة تهدف إلى مواكبة تغيرات مشهد الطاقة العالمي واستشراف المستقبل وتأمين وخلق فرص جديدة للنمو والاستثمار.

واستمع سموه خلال حضوره أمس جانباً من ملتقى “أدنوك” للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات، إلى شرحٍ مفصلٍ حول خطط “أدنوك” لتوسعة مجمع الرويس الصناعي والذي يعد المحور الرئيس الذي تقوم عليه استراتيجية الشركة الجديدة في التكرير والبتروكيماويات والذي سيُحدث نقلة نوعية في مدينة الرويس ويُسرع نموها ليصبح أكبر مُجمّع متكامل في موقع واحد على مستوى العالم لعمليات التكرير والصناعات والبتروكيماوية.

والتقى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، خلال الحدث في فندق قصر الإمارات عدداً من قادة شركات النفط والغاز العالمية المشاركين في الملتقى الذي سجل حضور عدد من الوزراء من البلدان الشقيقة والصديقة وأكثر من 40 رئيساً تنفيذياً و800 من كبار مسؤولي وقادة الشركات العالمية في مجالات الطاقة والبتروكيماويات .

وشهد الملتقي استعراض “أدنوك” استراتيجيتها الجديدة في التكرير والبتروكيماويات وخططها الرامية إلى ترسيخ مكانة رائدة لها في هذا المجال.

حضر الحفل معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” ومجموعة شركاتها ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة ومعالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة.

 

 

وبدأت فعاليات ملتقى “أدنوك” للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات بكلمة ألقاها معالي الدكتور سلطان الجابر، كشف فيها عن عزم شركة “أدنوك” استثمار 165 مليار درهم (45 مليار دولار) على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى جانب عدد من الشركاء الاستراتيجيين لتعزز مكانتها كشركة رائدة عالمياً في التكرير والبتروكيماويات، ولتحقق أقصى قيمة وعائد اقتصادي من كل برميل نفط تنتجه بما يعود بالفائدة على دولة الإمارات.

وأكد معالي الدكتور سلطان الجابر أنه للمرة الأولى تستضيف “أدنوك” منصة للحوار الاستراتيجي المفصّل حول خططنا لتطوير وتوسعة أعمالنا في التكرير والبتروكيماويات.

وقال معاليه” قبل اثنين وستين عاماً، تم تحقيق أول اكتشاف نفطي في مناطقنا البحرية لتبدأ حقبة جديدة في دولة الإمارات وأبوظبي، وحملت منصة الحفر التي حققت ذاك الاكتشاف في عام 1958 اسم “إنتربرايز”.. نتيجة تعاونٍ دولي تحقق بفضل رؤية القيادة في دولة الإمارات، وجسدت تلك الخطوة روح التعاون التي لطالما كانت أحد الدوافع الرئيسة لنمو وتقدم دولة الإمارات وتحقيق منافع اقتصادية مشتركة بعيدة المدى.

وأضاف : إنني على يقين بأن روح الشراكة هذه ستكون أيضاً الدافع الرئيس للمرحلة المقبلة من نمو القطاع موضحاً أن الموارد الهيدروكربونية ستظل ضروريةً لدعم نمو الاقتصاد العالمي لعقودٍ قادمة إلا أن أساسيات قطاع الطاقة قد تغيرت وانتهت حقبة «مزاولة الأعمال كالمعتاد».

 

 

وقال معاليه: ندرك في «أدنوك» هذا الواقع الجديد، ونحن مستمرون في التزامنا الراسخ بالتركيز على رفع الكفاءة وتحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط ننتجه، لقد خفضنا التكلفة التشغيلية للإنتاج، ورفعنا هامش الربحية، وعززنا الهيكلة المالية لضمان الإدارة الذكية لرأس المال والأصول.

ونوه معالي الدكتور سلطان الجابر إلى إن الطرح العام الأولي الناجح لأسهم شركة أدنوك للتوزيع العام الماضي يعكس التزامنا بتطبيق الفكر التجاري في كافة الجوانب فيما نعمل على تنفيذ استراتيجيتنا المتكاملة 2030 للنمو الذكي والتي ترتكز على تعزيز العائد الاقتصادي والربحية في الاستكشاف والتطوير والإنتاج وتعزيز القيمة في التكرير والبتروكيماويات وضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز واتباع أسلوب التفكير الاستباقي والمرن في التسويق والتجارة.

وقال معاليه «سيبقى الاستكشاف والتطوير والإنتاج الجوهر الأساسي لأعمالنا وذلك تماشياً مع التزامنا باستمرار دورنا كمزودٍ عالمي موثوق للنفط الخام بتكلفةٍ اقتصادية تنافسية، وفي ذات الوقت، فإننا مدركون لحقيقة أن مجال النمو الأكبر هو في التكرير والمشتقات والبتروكيماويات، حيث سينمو الطلب على البتروكيماويات والبوليمَرات بأكثر من الضعف خلال الـ 20 عاماً القادمة، وسيأتي ما يزيد على ثلثي هذا النمو من أسواق تقع إلى الشرق من أبوظبي».

 

 

وأضاف معاليه: اليوم، نشارككم خطتنا الاستراتيجية لمواكبة الفرص التي يتيحها هذا النمو في الطلب، والدور الذي يمكننا القيام به معاً للاستفادة من هذه الخطة الطموحة، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة، سنبني على الركائز الصلبة لمجمع الرويس الصناعي، وسنعمل على تطويره وتوسيعه.. لتزداد طاقة تكرير الخام بمقدار الضعف وإنتاج البتروكيماويات بمقدار 3 أضعاف، وسنستثمر، بالتعاون مع الشركاء، 45 مليار دولار لبناء أكبر مجمع متكامل في موقع واحد في العالم للتكرير والبتروكيماويات، وسنركز على استثمار المزايا العديدة التي توفرها أبوظبي في مجال التكلفة والجودة، والتي تشمل وفرة الخام المحلي عالي الجودة، مجالات التكامل والبنية التحتية الجاهزة والموقع الجغرافي المركزي في قلب حركة التجارة العالمية وسنبني على الإرث العريق الذي رسخته أبوظبي على مدى أكثر من نصف قرن بصفتها شريكاً موثوقاً يوفر بيئة أعمال مستقرة، وسنقوم بتطوير الشراكات الحالية ونرسي شراكات استراتيجية جديدة وسنركز على التعاون مع الشركاء المستعدين للاستثمار معنا محلياً لننمو سوياً عالمياً، شركاء قادرين على تقديم قيمة إضافية وتعزيز الوصول إلى رأس المال الذكي وضمان حصة في الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة.

وشدد معاليه على أن «أدنوك» تبحث عن شركاء قادرين على توظيف أحدث الابتكارات وعلى التفكير خارج الأطر التقليدية موضحاً أن شركاءنا يدركون أن التكنولوجيا ليست قطاعاً منفرداً بحد ذاته، وإنما هي ممكّن رئيسي تستفيد منه كافة القطاعات.

 

 

وأكد معاليه أن استراتيجية أدنوك للنمو الذكي التي تهدف لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة بأن نكون لاعباً عالمياً رئيساً في مجال التكرير والبتروكيماويات، تركز بشكل أساسي، على خلق منظومة متكاملة للتكرير والبتروكيماويات لتعزيز القيمة في كل خطوة ومرحلة من مراحل الأعمال بدءاً من المواد ووصولاً إلى المستهلك.

وقال معاليه: بالتعاون مع الشركاء، سنقوم بالبناء على أصولنا المتميزة في مجال المصافي والتكرير، وسنعمل على تطويرها وتوسعتها وزيادة طاقتها الإنتاجية إلى ما لا يقل عن 1.5 مليون برميل يومياً، وسنقوم ببناء إحدى أضخم الكسارات في العالم القادرة على التعامل مع مختلف أنواع الخام باستطاعة 1.8 مليون طن، وسنبني وحدة للعطريات قادرة على معالجة ما يزيد على 1.6 مليون طن سنوياً، وهذه الخطوات ستمكننا من إنتاج كميات ضخمة من كافة المواد الأساسية اللازمة للصناعات الكيماوية، وعلاوة على ذلك، سنقوم ببناء مجمع للمشتقات والصناعات التحويلية لتصنيع منتجات نهائية في نفس الموقع لتكتمل بذلك الحلقة الأخيرة في سلسلة القيمة للبتروكيماويات ولنقدم مساهمة كبيرة لجهود تنويع الاقتصاد في دولة الإمارات.

وأضاف معاليه: وفيما نمضي بتنفيذ هذه الخطوات، سيكون هناك العديد من الفرص أمام الشركاء والمستثمرين للمشاركة في مجموعة متنوعة من المشاريع ضمن هذا المجمع الصناعي المتنوع والمتنامي، وستكون نتائج هذه الاستثمارات ملموسة وذات أثر بعيد المدى، وستحقق عائدات مجزية لأدنوك وشركائها، وأيضاً – وهذا عنصر بالغ الأهمية – ستعزز القيمة المحلية المضافة، وستسهم في توفير ما لا يقل عن 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحلول 2025 ونمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنحو 1% سنوياً.

 

كشف ملتقى «أدنوك» عن أن مشهد الطاقة العالمي يشهد الكثير من الاضطرابات وأن الطلب العالمي سيزداد وخاصة على النفط الخام وأن استراتيجية أدنوك تعمل على الاستفادة من كل قطرة نفط وتقديم أكبر عائد لأبوظبي والإمارات والوفاء بالطلب العالمي وضمان استدامة الطاقة وتوريد الغاز الأكثر ربحية وتحقيق المزيد من التكرير واستخدام طرق جديدة لمتابعة النمو ومستوى عال من السلامة وتحقيق الشراكات المحلية والدولية وتعزيز القيمة.

وكشفت «أدنوك» عن أنها طرحت قبل عدة أسابيع عروض لبناء 6 منصات للفحص والتنقيب والإنتاج وأنها تعمل على استخراج غاز مستدام وإنجاز مشاريع كبرى في الغاز ليصبح الرويس أكبر مجمع في العالم للتكرير.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com