لليوم الثاني على التوالي، واصل المصريون المقيمون والزائرون في الدولة توافدهم على مقري السفارة في أبوظبي والقنصلية العامة في دبي، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية 2018 للمصريين في الخارج، متخذين من المشاركة عيداً وطنياً جديداً، معربين عن فرحهم بهذا اليوم في سلوك حضاري ممزوج بالفرح والدموع.
وشهد اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية المصرية في لجنتي السفارة بأبوظبي والقنصلية العامة في دبي توافد آلاف الناخبين الذين حرصوا على اصطحاب أسرهم وأطفالهم، قادمين من مختلف مدن ومناطق أبوظبي والعين والظفرة عبر حافلات محملة بالأعلام المصرية.
ومن المقرر أن تختتم عملية تصويت المصريين في الخارج، وإغلاق صناديق الاقتراع في 139 تمثل السفارات والبعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج، في 124 دولة في العالم، مساء اليوم عند الساعة التاسعة، بحسب التوقيت المحلي لكل دولة، وستكون لوس أنجلوس آخر مكان تنتهي فيه الانتخابات وفق موقعها الجغرافي.
وثمنت السفارة المصرية في أبوظبي الجهود التي قامت بها السلطات الإماراتية للتخفيف من حدة الازدحام الذي شهده مقري الانتخاب في أبوظبي ودبي، فيما عبّر المصريون عن فرحتهم بالوقوف في طوابير الناخبين خارج لجنة السفارة في أبوظبي، حاملين الأعلام المصرية ومرددين الأغاني الوطنية والزغاريد في الشوارع الرئيسة والجانبية للسفارة، بعد أن تكدست السفارة ومحيطها الخارجي عن آخره بآلاف الناخبين من الرجال والنساء ومن كل الأعمار.
وقال سفير مصر لدى الدولة، وائل جاد: «لليوم الثاني، توافدت أعداد غفيرة على مقر اللجنة قبل الموعد الرسمي لفتح اللجنة المقرر في الساعة التاسعة صباحاً، ما يثير الفرح والإعجاب والفخر بالمصريين»، معرباً عن ثقته بأن تتجاوز المشاركة في الاقتراع الرئاسي 2018 معدلات أعلى من كل الانتخابات الماضية.
وأضاف السفير أن اللافت للنظر في هذه الانتخابات الإقبال الكثيف وغير المسبوق من جانب السيدات المصريات من مختلف الأعمار، بعضهن تحملهن عناء السفر من مدن ومناطق بعيدة عن أبوظبي، وإصرارهن على المشاركة الإيجابية مع أطفالهن وأبنائهن في هذه الانتخابات، مشيراً إلى أن هذا التعاطي الكبير من جانب المرأة المصرية ليس بغريب، ويؤكد حرصها على ممارسة حقها الدستوري ومشاركتها الفاعلة في مسيرة التنمية الحضارية التي تشهدها مصر حالياً.
وحرص الناخبون على اصطحاب أسرهم، حاملين الأعلام المصرية في مظهر وطني عبّر عن إصرار الشعب المصري على استكمال طريقه نحو الأمن والاستقرار والبناء والازدهار، مشيراً إلى أن السفارة توفر لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الدخول إلى عملية التصويت فور وصولهم دون الانتظار في طوابير الناخبين. وقال ناجي عبد العظيم، الذي يعمل في منطقة الظفرة، إن الهدف من الانتخابات استقرار مصر، ولأجل ذلك كان حضوري اليوم للانتخاب بحرّية ونزاهة، ونحن تخطينا مراحل عدة، وعلينا الآن إكمال المسيرة، والرد على أعداء مصر في الداخل والخارج، وإخراس الخونة الذين يحاولون النيل من عزيمة مصر والمصريين.
وتحدّث محمد عبد الفتاح، ويعمل في إحدى شركات البترول في الإمارات، قائلاً: «إنني أعمل في الإمارات منذ 12 عاماً، ولم أشاهد انتخابات مثل ما نعيشه اليوم، فهناك إقبال كبير من المصريين، بهدف الوقوف خلف الدولة المصرية، وهذا أقل واجب وأقل ما يمكن تقديمه لبلدنا التي تحارب الإرهاب وتنشد الاستقرار، ونجحت الدولة وقواتنا المسلحة بشكل كبير في فرض الاستقرار والأمن، وعلينا اليوم دور للقيام به، وهو الانتخابات».
وأكد حسن محمد إبراهيم، ويعمل مزارعاً في ليوا، أن الحضور في ثاني أيام الانتخابات أمر ضروري وواجب على كل مصري لاختيار رئيس يكمل المسيرة، وأن هذا هو يوم عرس للديمقراطية، ودخول عصر جديد لمصر تمضي فيه إلى الأمام على طريق النجاح. وقال: «أود أن أبعث رسالة من خلال إدلائي بصوتي الانتخابي مفادها: لا للخونة وأعداء مصر، ونقول لهم عبر الانتخابات إن المصريين يمارسون حقوقهم الدستورية في مناخ حر ونزيه».