حلمت الشابة رزان أحمد الهدهود بأن تصبح طبيبة ولكن المنية وافتها قبل أن تحقق حلمها الذي تحدث والدها عنه “للعربية.نت” وقال كنت دائما أردد أمامها: إنني أحلم أن أراك بالبالطو وتقر عيني بأن تكوني طبيبة وتعالجي الناس وكانت تؤكد لي دائما أنها ستسعى لأن تحقق لي حلمي وحلمها.
وتابع الأب أن رزان البالغة من العمر 17 عاما توفيت السبت الماضي بسبب خطأ طبي، وحول قصة رزان، قال والدها إنها طالبة في الثانوية العامة علمي وإن لديه 4 بنات وهي الثالثة فيهن وكانت متفوقة دراسيا ويثبت ذلك درجاتها وشهادات التفوق التي كانت تحصل عليها حيث إن معدلها في الفصل الدراسي الأول 99.25 % على الرغم من مرضها وتعبها.
ووصف والدها شخصية رزان بأنها محبة للتعليم وللأطفال ولمهنة الطب ولم تكن تعلم أنها ستموت على يد طبيب كما كانت رازان تهوى السفر والتعرف على المدن والبلاد وكانت تطلب مني دائما أن تسافر وأن تتعرف على تقاليد البلاد الأخرى وكانت تحب أن تدون مذكراتها وتشارك صديقاتها على السناب شات.
وعن قصة مرضها أوضح قائلا: إنها لم تكن تشتكي من أمراض كان لديها في البداية التهاب في الأذن وتم علاجه، والقصة بدأت من شكوى آلام في البطن وحالة إعياء في كامل الجسم وأوجاع في الأكتاف والرجلين ولا تستطيع المشي وكانت نتائج التحاليل تقول إن لديها مشكلة في كريات الدم البيضاء فيما قال تشخيص إن لديها أنيميا.
وأوضح الأب أنه أدخل ابنته للمستشفى لتقضي فيها 5 أيام دون أي تحسن وبرفقتها والدتها وأختها حيث أجريت لها الفحوصات اللازمة ولم يتم تحديد هوية المرض فأحيانا يقال لنا إنها زائدة وأحيانا أخرى يقال لنا إنها تعاني من مرض ذئبة حمراء وتم تنويمها بناء على طلب الأطباء لتحديد أسباب آلام البطن وحالة الإعياء في الجسم والاصفرار.
وتابع “وعلى الرغم من وجودها في المستشفى إلا أن حالتها كانت تسوء دائماً وكانت في كل الزيارات تطلب مني ومن إخوانها مغادرة المستشفى وكنت متخوفا من وجود أنيميا منجلية وأكد لي الطبيب أن هذا المرض يكون منذ الولادة ولا يكتسب، ووسط هذه الحيرة في تحديد أسباب المرض وآلام ابنتي كنت أبحث جاهدا في التخفيف عنها بكل الطرق واستمر الوضع وحالتها تسوء كما لوحظ وجود انخفاض في الضغط وكانت تتأذى من الروائح والمعطرات الجو، وتأثر التنفس عندها”.
وأضاف “ولذلك أقرت لها الطبيبة وضع أنبوب في الرئة لتتمكن من التنفس نظرا لوجود إشكالية في التنفس لديها، وكانت تقول لأمها وأختها إنها ترفض وضع الأنبوب وإنه لو أدخل إلى فمها ستموت”.
وأكد أن الطبيب المسؤول عن تنفيذ عملية إدخال الأنبوب كرر العملية على الرغم من رؤيته للدماء وهي تخرج من الأنبوب ثلاث مرات خلال أكثر من ساعة وسط صراخ والدتها أمام الممرضات اللاتي كن يرددن أن الأمر عادي وطبيعي.
وكانت والدتها تردد “ابنتي بتموت” فترد ممرضة وهي تقول “إن شاء الله تموت” بينما كانت رزان تفارق الحياة وانخفض النبض من 39 إلى 40 بعد خروج دماء من رئتها إلى أن فارقت الحياة وهي بين الأطباء والممرضات ولم يتمكن الأطباء من إنقاذها وخرجت ابنتي جثة هامدة بعد 5 أيام من دخولها المستشفى.
وأضاف “أنا ووالدتها أقنعناها بأن تركب الأنبوب وكانت تقول أنا أرفض تركيب الأنبوب وإذا أنت أردت ذلك يا والدي سأوافق، وحملتنا ذنبها ونحن خفنا عليها بعد هبوط الضغط ولذلك طلبنا منها الموافقة”.
وختم قوله “طالبنا بالتحقيق في الحادث وحول الموضوع إلى القضاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون ويعلم الله أننا بذلنا كل جهودنا لتخفيف آلامها ولم نتوقع أبدا أن يكون الأطباء الذين نستنجد بهم لإنقاذها سببا في وفاتها”.
وكان وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، أمس الأربعاء، أمر بإعفاء مدير مستشفى برج الدمام الطبي الحكومي بـالدمام في المنطقة الشرقية، على خلفية تقصيره في العمل، ووقوع خطأ طبي بالمستشفى أدى لـ#وفاة_الفتاة_رزان_الهدهود.
وقال الحساب الرسمي لوزارة الصحة عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إن الوزير أصدر القرار، لما لوحظ من قصور في الخدمات الصحية المقدمة بالمستشفى.
وكان والد الفتاة المتوفاة رزان (17 سنة)، قد اتهم مستشفى برج الدمام الطبي بالتسبب في وفاتها، فجر السبت الماضي.
وأشار المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، أسعد سعود، في وقت سابق، إلى أنه تم تشكيل لجان استشارية فنية متخصصة “محايدة”، من المركز السعودي لسلامة المرضى، بتوجيهات وزير الصحة، لدراسة تفاصيل حالة الفتاة، وإحالة القضية إلى الهيئة الشرعية في حال ثبوت أي خطأ طبي بالتعامل معها.
يذكر أن الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، وجه مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، الدكتور صالح السلوك، برفع تقرير عاجل عن سبب وفاة المواطنة رزان أحمد الهدهود، في مجمع الدمام الطبي، ومعرفة أسباب الوفاة، وطريقة تعامل الكادر الطبي مع حالتها، مؤكداً أهمية العناية الطبية الشاملة لكل مريض في كافة مستشفيات المنطقة، وحذر الأمير سعود بن نايف من أي تجاهل أو قصور لأي حالة طبية ترد للمستشفيات.