أكدت منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، أن القيادة الرشيدة نستلهم منها كل يوم دروساً مهمة في كيفية التواصل مع العالم من حولنا بلغة تتسم بالحكمة وأسلوب واضح يستند إلى المنطق، حيث كان لهذا الخطاب المتوازن عظيم الأثر في ترسيخ احترام العالم وتقديره للدور المحوري الفاعل الذي تضطلع به دولتنا في محيطها الإقليمي ومن ثم على صعيد الساحة الدولية الأشمل.
وقالت إن هذا الأسلوب المُلهم والاهتمام الكبير ببناء وتعزيز جسور التواصل الإيجابية والمؤثرة مع العالم امتداد لإرث الإمارات في توطيد روابطها مع مختلف دول العالم على مبادئ واضحة أساسها التعاون البنَّاء والاحترام المتبادل، مهَّد لتأسيس “شبكة الدبلوماسية الإعلامية والاتصال” بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تفضّل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بإطلاقها في مارس الماضي، لتضم مسؤولي الاتصال في عدد كبير من دوائر ومؤسسات دبي الحكومية وكذلك الجهات شبه الحكومية المسؤولة عن صورة دبي وحمايتها وتعزيزها، من أجل مواصلة العمل على تحقيق تلك الغاية واكتشاف السبل التي يمكن من خلالها توسيع دائرة التعريف بإنجازات دبي ودولة الإمارات وأهدافها الرامية لتحقيق سعادة الناس.
وأكدت منى المرّي أن التوجهات الطموحة لدولة الإمارات والرؤية المستقبلية لقيادتها الرشيدة توجب علينا مضاعفة العمل في مجال الاتصال لمواكبة ودعم الأهداف الكبيرة المأمولة خلال المرحلة المقبلة والتي تسعى فيها الدولة للوصول إلى الرقم “1” في شتى المجالات، لاسيما مع بدء مسارات تنموية جديدة تواكب العصر ومتطلبات المستقبل ومنها على سبيل المثال مشاريع اكتشاف الفضاء والاهتمام بالعلوم المتقدمة والمجالات البحثية وغيرها من المبادرات الرامية لترسيخ ريادة دولتنا كنموذج فريد للمجتمعات سريعة التطور حيث تبقى مهمة إبراز رسالة دولة الإمارات إلى العالم بأسلوب مبدع ومؤثر هدفنا الاستراتيجي الأول”.
ونوّهت بأهمية الاطلاع على تجارب العالم المميزة في مجال الاتصال وقالت إن ذلك يمكننا من التخاطب مع دوله وشعوبه باللغة التي تفهمها، حيث يبقى الانفتاح على تلك التجارب مطلب رئيس لتأكيد نجاح مهمتنا في ضوء التطور بالغ السرعة في أساليب واستراتيجيات وأدوات الاتصال بسبب الثورة التكنولوجية التي شهدها العالم على مدار السنوات العشر الأخيرة والتي ساهمت في تبديل العديد من مفاهيم وآليات عمل الإعلام وعملية الاتصال بشكل عام لتأخذ أبعادا جديدة أوسع انتشارا وأعمق تأثيرا، ما يضاعف من حجم المسؤولية في اتجاه التعرف على مستجدات المجال والعمل على أن نكون دائماً في مقدمة ركب تطوره.
جاء ذلك بمناسبة تنظيم المكتب الإعلامي لحكومة دبي اليوم (الأربعاء) الجلسة الختامية لـ “شبكة دبي للدبلوماسية الإعلامية والاتصال” للعام 2017، حيث جرى استعراض مجمل فعاليات وأنشطة الشبكة خلال العام الماضي منذ انطلاق الشبكة في مارس الماضي على هامش أعمال “منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي”، في حين ناقش الاجتماع الخطوط العريضة لأعمال الشبكة خلال العام 2018 في ضوء الأهداف العامة لها والتعرف على أفكار ومقترحات الأعضاء بهذا الشأن لضمان أعلى مستويات التأثير الإيجابي بما يتماشى مع “رؤية الإمارات 2021″ و”خطة دبي 2021”.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد كلّف “المكتب الإعلامي لحكومة دبي” بتشكيل الشبكة والإشراف على أعمالها بهدف إيجاد منصة يمكن من خلالها تنسيق رسائل دبي إلى العالم بمشاركة القطاعين الحكومي وشبه الحكومي، بما يكفل مزيدا من وضوح الرسالة وقوتها لمساندة أهداف التنمية وتوطيد أركان التعاون مع كافة الشركاء على المستويين الداخلي والعالمي.
وفي مستهل اللقاء، رحبت نورة المنصوري، مدير الاتصال الاستراتيجي في المكتب الإعلامي لحكومة دبي بأعضاء الشبكة موجهة لهم الشكر لما قدموه من جهد وأفكار، مؤكدة أن مجهودات أعضاء الشبكة أسهمت في توسيع دائرة الفائدة وكان لها أثرها في إثراء فكر الجميع وفتح المجال أمام المزيد من الأطروحات التي تصب في اتجاه تحقيق أهداف الشبكة.
ووجهت المنصوري كذلك الشكر لشركاء المكتب الإعلامي الذين ساهموا بتقديم محتوى غني مستقى من تجارب عالمية مميزة، وقالت: “حاولنا على مدار الأشهر الماضية تقديم محتوى مكثف ركزنا فيه على التعرف على أفضل الممارسات العالمية والتجارب المميزة في مجال الاتصال، ولا يفوتنا أن نتوجه بخالص الشكر لشركائنا الذين عملنا معهم لتقديم هذا المحتوى، ونود أن نشكر بصفة خاصة أكاديمية الإمارات للدبلوماسية، التي تعرفنا من خلالها على تجارب مجموعة من الخبراء المشهود لهم في عالم الدبلوماسية والاتصال الدولي”.
وأوضحت نورة المنصوري أن المكتب الإعلامي قدم لأعضاء الشبكة تجارب عالمية متميزة للقطاع الخاص في مجال الاتصال، ومن بينها تجربة إحدى أكبر الشركات العالمية وهي “جنرال إلكتريك” علاوة على تنظيم جلسة تم خلالها استعراض أسلوب ومنهج المؤسسات الإعلامية العالمية في التعاطي مع الأخبار والمعلومات من خلال التعرف على آليات عمل واحدة من أهم المؤسسات الإعلامية في العالم وهي مؤسسة “بلومبرغ” حيث اتسمت أغلب تلك الجلسات بنقاشاتها التفاعلية المفيدة.
وتطرقت مدير الاتصال الاستراتيجي بالمكتب الإعلامي إلى النشاطات الخارجية للشبكة بهدف الوقوف على أفضل الممارسات العالمية في مجال الدبلوماسية الإعلامية والاتصال والاطلاع على أرض الواقع على كيفية إدارة عملياتها، من خلال الرحلة التي نظّمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي لأعضاء الشبكة إلى الولايات المتحدة ضمن “برنامج الدبلوماسية الإعلامية الدولية” بالتعاون مع كلية “واشنطن للبروتوكول” والذي جاء كختام لأنشطة الشبكة للعام الجاري، وكان من أهمها ما تضمنه البرنامج من زيارات لمجموعة من أهم الجهات الحكومية والمؤسسات شبه الحكومية وما شهدته تلك الزيارات من لقاءات ومناقشات لأفكار مهمة.
وأعربت نورة المنصوري عن بالغ شكر وتقدير المكتب الإعلامي لحكومة دبي ليوسف مانع العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة للدعم الكبير الذي أولاه لهذه الزيارة والذي كان في مقدمة أسباب نجاح الزيارة وتنفيذ برنامجها على الوجه الأكمل بمساعدة أعضاء السفارة في واشنطن والذين وجهت لهم أيضا خالص الشكر والتقدير لما قدموه من دعم لهذه الرحلة.
واختتمت المنصوري بالتأكيد على أن المكتب الإعلامي لحكومة دبي سوف يصدر تقريرا ختامياً لمجمل أعمال الشبكة خلال العام 2017 متضمناً كافة المخرجات والدروس المستفادة من ورش العمل وبرامج التدريب ومن ثم توزيعها على كافة أعضاء الشبكة لتعزيز الاستفادة منها وتوثيقها بشكل منهجي ييسر الرجوع إليها في المستقبل.
من جانبهم، أشاد أعضاء شبكة الدبلوماسية الإعلامية والاتصال بالبرامج التي شملها جدول أعمال الشبكة خلال العام 2017، وما تضمنته فعالياتها من نقاشات نافعة ومفيدة تصب في تعزيز قدرات الاتصال التي يمكن من خلالها زيادة مستوى تأثير رسالة دولة الإمارات إلى العالم بما يعكس مستوى الإنجاز على أرضها ويعزز مدى استيعاب التوجهات العريضة للدولة ومواقفها الواضحة في مختلف القضايا التنموية والسياسية والتي تنبع جميعها من النهج الطموح والمتوازن الذي تنتهجه دولتنا في مسيرتها المباركة نحو المستقبل.
وأعرب أعضاء الشبكة عن تقديرهم للمكتب الإعلامي لحكومة دبي وما قام به من جهود على مدار العام الفائت منوهين بقيمة المحتوى المميز الذي تعرفوا عليه على مدار أعمال الشبكة وجاء على يد مجموعة من الرموز المهمة في مجال الاتصال والدبلوماسية الدولية بما يحملون من خبرات طويلة اكتسبوها من خلال عملهم في مواقع مهمة قريبة من صُنّاع القرار حول العالم.
وقدّم مسؤولو الاتصال في عدد من الدوائر الحكومية والمؤسسات شبه الحكومية في دبي أعضاء الشبكة مجموعة من الأفكار والمقترحات المهمة التي وعد المكتب الإعلامي لحكومة دبي بإدراجها موضع البحث والتقييم والعمل على تنفيذ الممكن منها ضمن الخطة المستهدفة للشبكة خلال العام 2018، امتدادا لما تم تحقيقه حتى الآن وللوصول إلى مستويات جديدة من الإجادة وتحديث أساليب وآليات العمل لضمان تحقيق الأهداف المنشودة على الوجه الأمثل.