كشفت مصادر عراقية رسمية أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، تمكّن من فرض كامل نفوذه على قوات الشرطة الاتحادية العراقية التابعة لوزارة الداخلية التي تُعد ثاني قوة عسكرية بعد الجيش العراقي.
ولا تتوقف محاولات إيران للسيطرة على المشهد في العراق مرة بشكل غير مباشر من خلال أحزاب وقوى سياسية محسوبة على طهران، ومرات بشكل مباشر من خلال جناحها العسكري الحرس الثوري الذي بات موجوداً بشكل متزايد في ساحات المعارك بالعراق.
وبحسب مصادر، أصبح قاسم سليماني – قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري – يسيطر على قوات الشرطة الاتحادية في العراق، وهي ثاني أكبر قوة عسكرية في العراق بنحو 60 ألف مقاتل وأسلحة حديثة ثقيلة ومتوسطة. وتشير المصادر إلى أن سليماني تدخّل لإسقاط تهم بالفساد بحق قائد الشرطة الفريق رائد جودت عام 2015 مقابل ولاء تام من قائد الشرطة لفيلق القدس.
وتدخل سليماني لدى وزير الداخلية المستقيل محمد الغبان لإسقاط تهم الفساد عن قائد الشرطة الاتحادية قبيل معركة استعادة الفلوجة من «داعش»، بعدها بسط سليماني نفوذه على جهاز الشرطة الاتحادية وعزلها عن المنظومة العسكرية الحكومية.
ووجّه سليماني هادي العامري، قائد ميليشيا فيلق بدر، بأن يمنح حيدر يوسف أبو ضرغام، المسؤول العسكري في الميليشيا، رتبة اللواء، ويعيّنه قائداً لفرقة المغاوير الخاصة. كان هذا خلال الأيام الأولى لمعركة الكرمة شرق الفلوجة، كما قام سليماني، بحسب المصادر، بزج عشرات من ميليشيات بدر في صفوف الشرطة الاتحادية خلال معركة الفلوجة.
وهي العناصر التي اتهمت بأنها تورطت في جرائم مروعة بحق العراقيين العزل. وانتشرت لافتات تحمل صور قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت وحيدر يوسف أبو ضرغام، ولكن ليس خلال احتفالات العراقيين باستعادة الفلوجة، بل خلال الاحتفالات بالعيد السنوي لتأسيس الحرس الثوري الإيراني.
وفي وقت سابق ابدى عدد كبير من العراقيين غضبهم جراء كشف شريط فديو مسرب يظهر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مع قيادات إيرانية أخرى، وهم داخل منزل في الفلوجة، وأظهرت صور مسربة كذلك تواجده، إضافة إلى العميد محمد باكبور، قائد القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب قائد ميليشيات بدر، هادي العامري، إضافة إلى قائد فرقة المغاوير في الشرطة الاتحادية، حيدر يوسف المطوري المكنى أبو ضرغام في مواقع متقدمة بالفلوجة.