وسط تهافت دبلوماسي غربي على سوريا الجديدة دعت الأمم المتحدة إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، تكون بمثابة عقد اجتماعي جديد لجميع السوريين، ودعا مجلس الأمن سوريا إلى ديمقراطية تحمي الجميع، وحذر من تقويض الأمن الإقليمي.
وحض المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن من دمشق، أمس، على تنظيم انتخابات «حرة وعادلة» مع انتهاء المرحلة الانتقالية في البلاد بعد نحو ثلاثة أشهر، آملاً في الوقت نفسه «بحل سياسي» مع الإدارة الذاتية الكردية.
وقال بيدرسن في حديث لصحافيين في دمشق: «نرى الآن بداية جديدة لسوريا (…) التي ستتبنى دستوراً جديداً يضمن أن يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد لجميع السوريين، وأننا سنشهد انتخابات حرة ونزيهة عندما يحين ذلك الوقت، بعد الفترة الانتقالية».
لافتاً في الوقت نفسه إلى أن هناك «حاجة إلى مساعدة إنسانية فورية» لسوريا، تمهيداً «للتعافي الاقتصادي، ونأمل أن نرى بداية عملية تنهي العقوبات»، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
ورأى بيدرسن أيضاً أنه «لا يزال هناك تحديات في بعض المناطق، وأن أحد أكبر التحديات هو الوضع في شمال شرق البلاد». وأضاف: «أنا سعيد جداً بتجديد الهدنة، ويبدو أنها صامدة، لكننا نأمل بأن نشهد حلاً سياسياً لهذه القضية».
ودعا بيدرسن إسرائيل إلى «وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الجولان السوري المحتل»، مشيراً إلى أن رفع العقوبات المفروضة على سوريا أساسي لمساعدة هذا البلد.
من جهته دعا مجلس الأمن الدولي إلى تنفيذ عملية سياسية «جامعة ويقودها السوريون»، وذلك بعد مرور حوالى عشرة أيام على فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من سوريا، مشدداً أيضاً على وجوب تميكن الشعب السوري من أن «يحدد مستقبله».
وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الخمسة عشر، ومن بينهم خصوصاً روسيا، ناشد المجلس سوريا وجيرانها الامتناع عن أية أعمال، من شأنها أن تقوض الأمن الإقليمي. وقال المجلس في بيانه: إن «هذه العملية السياسية ينبغي أن تلبّي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، وأن تحميهم أجمعين، وأن تمكنهم من أن يحددوا مستقبلهم بطريقة سلمية ومستقلة وديمقراطية».
وإذ شدد أعضاء المجلس في بيانهم على «التزامهم القوي سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها دعوا جميع الدول إلى احترام هذه المبادئ».
وأصدر المجلس بيانه بعدما حذر المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن من أنه رغم الإطاحة بالأسد فإن «الصراع لم ينتهِ بعد» في سوريا، في إشارة إلى المواجهات الدائرة في شمال هذا البلد بين فصائل مدعومة من تركيا ومقاتلين أكراد.
وتحاول دول العالم تحديد مقاربة سياسية للتعامل مع هيئة تحرير الشام، بالدعوة إلى «حكومة شاملة» وتجنب انهيار المؤسسات عقب إقبال دبلوماسي غير مسبوق على دمشق.
وأعلنت الرئاسة التركية، أمس، أن الرئيس رجب طيب أردوغان أكد لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أهمية الحفاظ على وحدة أراضي سوريا واستقلالها.وأوضحت الرئاسة في بيان أن أردوغان رحب، خلال اتصال هاتفي مع ماكرون، بقرار فرنسا إعادة فتح سفارتها في دمشق.
ولفت أردوغان إلى بدء الجهود من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشدداً على ضرورة تعاون المجتمع الدولي، من أجل خلق ظروف مستدامة تمكن السوريين من البقاء ببلدهم، وتنفيذ أعمال إعادة الإعمار وإعادة التأهيل، بحسب الرئاسة التركية.
إلى ذلك أعلن رئيس مجموعة دعم سوريا مقرها الولايات المتحدة أن ما لا يقل عن 100,000 جثة مدفونة في مقبرة جماعية بالقرب من دمشق. وفي مقابلة هاتفية مع وكالة «رويترز» صرَّح معاذ مصطفى، رئيس مجموعة الطوارئ السورية، أن المقبرة تقع في منطقة القطيفة، التي تبعد حوالي 40 كيلو متراً شمال العاصمة السورية. وبحسب مصطفى تعود الجثث لأشخاص قُتلوا على يد حكومة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.