ضمن فعاليات وأنشطة المخيم الصيفي 2022، نظمت المؤسسة الاتحادية للشباب ورشة عمل “كيف تطوّر مشروع تجاري ناجح” بهدف رفع وعي الشباب الإماراتي بأهمية ريادة الأعمال وإمدادهم بالمعرفة والفرص التي تؤهلهم لاقتحام هذا المجال الواعد، وتنويع مصادر الدخل ودعم تطورهم على الصعيدين الشخصي والمهني، فضلاً عن التأسيس لنماذج شبابية يحتذى بها على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.
أدار الورشة سعادة سعيد النظري، المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، في جلسة مفتوحة وملهمة استقطبت أكثر من 300 شاب وشابة في مركز دبي الإبداعي الكائن في بوليفارد أبراج الإمارات- دبي، للاطلاع على تجربة رواد أعمال إماراتيين ناجحين شاركوا خبراتهم في مجال ريادة الأعمال. تضمن المتحدثون؛ الشابة هند بن دميثان القمزي المؤسس والمدير الإبداعي لـ “همزة وصل”، الشاب يوسف العارف المؤسس المشارك لشركة “بادل 26″، الشاب محـمــد حـنيـف القـاســم الشريك الإداري لفندق “ذا مانور من جيه إيه”، الشاب أحـمـد عبـدالحـكـيـم مؤسس شركة “ذا لاب هولدنج”، والشابة فـاطـمـة الخــوري مؤسسة شركة “مسكة”.
وبهذه المناسبة، تطرق سعادة سعيد النظري إلى اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بالنوعية ودور شباب الإمارات في تحقيق نجاحات نوعية تنافس عالمياً، ورواد الأعمال المواطنين لديهم الفرصة للتفوق والتسهيلات والسياسات الداعمة والممكنات للوصول إلى العالمية، كما أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يقدم لنا القدوة المثلى في تحقيق نجاحات تصل إلى العالمية ولها أثر على الملايين من حول العالم. كما تطرق سعادته إلى أن الآباء والأجداد نموذج مشرف وملهم في ريادة الأعمال، اجتهدوا كثيراً وبذلوا كل ما لديهم من وقت وجهد ومثابرة لتطوير مشاريع بنوا من خلالها قطاعات مختلفة قامت عليها نهضتنا المعاصرة.
وأضاف سعادته: تحتل ريادة الأعمال موقعاً متقدماً على سلم أولويات التوجهات الاقتصادية لدولة الإمارات، وركيزة من ركائز خطة اقتصاد الخمسين، كما أن تحفيز ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ونشر ثقافة ريادة الأعمال لدى الأجيال المقبلة هي من بين أهم محاورها، لذلك يقع على عاتق المؤسسات الشبابية تشجيع الشباب على إطلاق أعمالهم ومشاريعهم إنطلاقاً من كون الشركات الناشئة من أهم ركائز الاقتصاد الوطني والعالمي، وعليه تعمل المؤسسة الاتحادية للشباب على تطوير قدرات الشباب الإماراتيين للارتقاء بإمكانياتهم وخبراتهم ومهاراتهم التي تقودهم لتحقيق هذه الرؤية.
وقال النظري أن دولة الإمارات تستعد لتكون الموطن الأول لريادة الأعمال، ولهذا تتخذ الدولة كافة الإجراءات المناسبة لتحقيق ذلك، كإطلاق عدد من الحزم التحفيزية للشباب الإماراتي تضم مسرعات أعمال وتسهيلات مادية وصناديق ريادية، يُتطلع بأن تساهم في زيادة أعداد رواد الأعمال الإماراتيين وبالتالي مساهمة شركاتهم الناشئة في إجمالي الناتج المحلي للدولة في المستقبل.
وأوضح:”مع تحقيق دولة الإمارات للمرتبة الأولى في المؤشر العالمي لريادة الأعمال، والذي تم الإعلان عنه خلال إكسبو 2020 دبي في فبراير الماضي، كان من المهم التركيز على قطاع الأعمال بشكل أكبر بين الشباب الإماراتيين، ولهذا نحن سعداء بتنظيم ورشة العمل ومناقشة سبل تطوير الشباب لمشاريع ناجحة”.
وقال سعادة سعيد النظري في حديثه: تقدّر قيمة المشاريع المشاركة في ورشة العمل بأكثر من 360 مليون درهم، وشباب الإمارات يخوضون تجربة ريادة الأعمال باقتدار، مؤكداً أن قصص النجاح التي شاركها المتحدثون من رواد الأعمال المشاركين تضيف لمعرفة الجيل الشاب حول إدارة مشروع ناجح مستقبلاً، وتجنبهم عدداً من التحديات والعقبات عبر إيجاد حلول مبتكرة، واختتم النظري حديثه قائلاً: أن من أساسيات النجاح، أن تُحاط بالناجحين.
سلطت ورشة العمل “كيف تطوّر مشروع تجاري ناجح” على 7 دروس مستفادة من عدد من المشاريع الوطنية، حيث ركزت هند بن دميثان القمزي مؤسِّسة استوديو والمدير الإبداعي لـ “همزة وصل” ، وهو استوديو لإدارة الفن والتصميم ، الذي يجمع العقول والمهارات الإبداعية في آن واحد، ويتعاون مع الدوائر الحكومية، والمؤسسات الخاصة، والمبدعين عموماً، على الفرص والتجارب، قائلةً: التجربة تولد الفرص، وأمام كل مصمم ومصممة فرصة لخوض تجربة ريادة الأعمال، والتعاقد مع المؤسسات من حول العالم.
وتطرق أحـمـد عبـدالحـكـيـم مؤسس شركة “ذا لاب هولدنج” وصاحب مطعم “3 فلس” الذي تأسس عام 2016 على أهمية عمل رواد الأعمال أثناء إداراتهم لمشاريعهم على حل المشكلات الموجودة وإضافة قيمة ملموسة للعملاء من أجل نيل ثقتهم وإشادتهم ومن ثم تعزيز سمعة المشروع على المدى الطويل، وضرورة خلق فريق عمل متنوع الكفاءات والخبرات يساعد في تحقيق النجاح والتميز والابتكار ويمكنه من رؤية آفاق أكبر وأبعد، وقال: دبي هي الوجهة المثلى لممارسة الأعمال، وأضاف: التنافس في السوق يزيد من جودة الخدمات.
كما قال محـمــد حـنيـف القـاســم الشريك الإداري لفندق ذا مانور، وعضو المجلس الاستشاري العالمي لمنظمة HFTP العالمية: قطاع الضيافة مليء بالفرص، وهناك تجارب عالمية، والآن أمامنا فرصة للريادة بتجربتنا الإماراتية، ونصح الشباب بضرورة الاستمرارية حتى في حالة حدوث إخفاق وعدم التخلي عن المشروع بسبب بعض المشكلات التي قد تٌحل مع مرور الوقت.
فيما شددت فـاطمة الخوري رائدة الأعمال الإماراتية، ومؤسسة شركة مسكة والتي انطلقت عام 2013 على مسألة توفر السيولة دعماً للأمان المالي، وبناء قاعدة متينة من العملاء الدائمين والتميز في تقديم الخدمات من أجل توسيع تلك القاعدة لتشمل مختلف فئات المجتمع وضم شرائح أخرى من العملاء المحتملين من خلال توظيف الخدمات أو المنتجات لتلبية احتياجاتهم، ما سيعزز استدامة المشاريع، وتابعت: اختيار المكان من أهم الأولويات لانطلاقة الأعمال، لقد بدأنا بفكرة، وامتدت أعمالنا لعدة مواقع في الدولة.
وقال يوسف العارف رائد الأعمال الإماراتي ومؤسس بادل 26 خلال مشاركته تجربة إطلاق حملة المشروع، الذي شهد استجابة هائلة من المساهمين بعد إطلاق الحملة على منصة دبي نكست: التركيز على الجودة كان أساساً للريادة بتطوير مرافق محلية للبادل تنس، لكن بمعايير عالمية قادرة على استضافة البطولات، خاصة وأن هذه الرياضة تعد من أسرع الرياضات نمواً في العالم مؤخراً وصار لها في الدولة عدد من ملاعب التدريب، ومشروعنا يهدف ليس فقط إلى تقديم هذه الرياضة ومرافقها بل أيضا تسهيل وصول المجتمع إليها وبالتالي تشجيعهم على اتخاذ أسلوب حياة صحي ونشيط، صحيح أن المشاريع الريادية لها جانب من الربح المادي إلا أن المشروع الناجح في نظري يهتم أيضاً بالريادة المجتمعية، وأضاف: ولله الحمد في وقت قياسي حقق المشروع أرباح تجاوزت المليون درهم إماراتي.