|  آخر تحديث أغسطس 1, 2022 , 1:51 ص

كيف نستفيد من تجارب الآخرين


كيف نستفيد من تجارب الآخرين



 

تولد وبفطرتك السليمة تستطيع أن تميز بين متضادات المشاعر و الأفعال، كالحب و الكراهية و الخير و الشر، إلا أنك بطبيعة تكوينك تحتاج إلي سلوكيات مكتسبة لتخرجك إلى العالم بصورة الإنسان القويم الفعال و المنتج في المجتمع، و الذي يؤدي دوره فيه على الوجه الأكمل.

تفاعلك مع أفراد محيطك و اكتسابك الخبرة و الفائدة من تجاربهم، تُكَوِّن شخصيتك و طبيعة حياتك التي أنت عليها الآن، و التي بدورها تشكل طبيعة حياة المجتمع بشكل عام، فما أنت إلا جزء من كل.

كيف أستفيد من تجارب الآخرين؟

و على أي الأصعدة يمكن أن يكون مستوى الاستفادة؟

و كيف أتحقق من فعالية استفادتي؟

أسئلة قد تدور في ذهنك و أنت في طريقك لتطوير ذاتك، و إليك بعض النصائح التي يمكن من خلال تطبيقها أن تصل إلى ما تسعى إليه :

 

كن صياداً:

 

اصطد كل مفيد من التجارب و طبقها على جميع الأصعدة النفسية و الجسدية و التربوية و المعرفية و وسع مجالات استفادتك إلى أن يصل فيك الطموح لتطوير البنى التحتية، فعلى سبيل المثال يمكننا الاستفادة من تجربة أيسلندا، الدولة التي تستمد طاقتها الكهربائية بنسبة 100% من الطاقة المتجددة حسب ما ذكر مدير كلية آيسلاندا للطاقة بجامعة ريكيافيك و الذي قال أيضاً أن 9 من واقع 10 منازل أصبحت تستمد مصادرها للتدفئة من الطاقة الحرارية الأرضية المباشرة و التي استفيد منها كذلك بإذابة الجليد عن أرصفة الشوارع و تسخين حمامات السباحة و إمداد المزارع السمكية بالطاقة، إضافة لإنتاج مواد التجميل من أشهر منتجعات الطاقة الحرارية في آيسلندا، فهل تتخيل حجم الاستفادة من تطبيق مثل هذه التجربة؟

 

 

اختر ثرواتك : 

 

إنه ثروة…عبارة قالها لي والدي عندما جلسنا مع أحد أصدقائه و كنت أحسبه يقصد بها أن صديقه من أصحاب الغنى و الثراء، إلا أن فهمت مع الزمن أن الثروة الحقيقية هي الثروات العلمية و المعرفية و الخبرات الحياتية للشخص الذي أجالسه و أستفيد من خبراته و تجاربه. فاختر ثرواتك بعناية.

 

 

لا تكن ثروة مهدورة:

قد تكون أنت بما تملك من طرق تفكير سليمة و معرفة و ثقافة و خبرات ثروة لمن حولك، فلا تهدر نفسك في أوقات فارغة و مع ناس فارغة و ضاعف ثرواتك دائماً.

 

 

حول عينيك لماسح ضوئي:

 

قم بعمليات المسح الشامل لتصرفات كل من يحيط بك و استفد منها إما باتباعها إن كانت ناجحة و إما بتجنبها إن كانت فاشلة.

طفلك الصغير استفد من إصراره على بناء البرج بمكعباته الصغيرة و إعادة المحاولة مراراً و تكراراً إلى أن يصل إلى هدفه بتقوية عزيمتك على تحقيق أهدافك و عدم التراجع عن إكمال مهامك.

 

راقب يوماً خلية نحل و خذ منها درساً في الإدارة و التنظيم و حمل المسؤوليات و توزيع المهام و السرعة في اتخاذ القرارات و الجودة في الإنتاج. كل ما حولنا دروس، فقط علينا الملاحظة و التفكير.

 

 

كن مسجلاً صوتياً:

 

اسمع و سجل تجارب من حولك و استفد منها، سائق التاكسي اسمع له و هو يروي لك أنه بالأصل مهندس مدني و لكنه هنا بعمل إضافي و تعلم منه معنى الكفاح و الصبر على طلب الرزق.

اسمع لقصة صديقك الذي كان وزنه قبل سنة ضعفي وزنه الآن و استفد من تجاربه و عاداته الصحية التي اتبعها من أجل هذه النتيجة.

اسمع لأستاذك الضحوك كيف تجاوز مشاكله النفسية و اكتئابه بعد فقدان أفراد أسرته و كيف رمم ذاته حتى لقب ( بالضحوك)

 

 

 

كن أنت :

 

لا تصلح كل التجارب للتجربة فطبيعتك و بيئتك و مستواك المعرفي و العمري و الثقافي و المالي و الاجتماعي يحدد تجاربك و مدى نجاحها، فلا تقارن نفسك بأحد فتحبط، و قس مستوى نجاح تجاربك بمدى ما حققته لك على الصعيد الشخصي من نجاح و تقدم ، فنجاحك و كفاحك ببناء بيت لا يعد نجاحاً باهراً لتاجر عقارات مثلا، في حين أن عائلتك تراه أكبر تجاربك الناجحة و أعظم إنجازاتك فلا تستهين بما فعلت و افتخر بما وصلت إليه.

 

و قد أحسن من قال أن التجارب تنمي المواهب، و تمحو المعايب، و تزيد البصير بصراً، و الحليم حلماً، و تجعل العاقل حكيماً، و الحكيم فيلسوفاً، و قد تشجع الجبان، و تسخي البخيل، و من زادته عمى على عماه و سوءا على سوئه فهو من الحمقى المختومين.

 

 

 

بقلم: ياسمين احمد حلوبي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com