دانت دولة الإمارات، التصريحات الصادرة عن الناطقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الهندي، معربة عن استنكارها ورفضها للإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام. وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، عن رفض دولة الإمارات الثابت لجميع الممارسات والتصرفات المنافية للقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية. ودعت الوزارة إلى ضرورة احترام الرموز الدينية وعدم المساس بها، والتصدي لخطاب الكراهية والعنف، وتعزيز المسؤولية الدولية المشتركة لنشر قيم التسامح والتعايش الإنساني، ومنع أي ممارسات من شأنها تأجيج المشاعر الدينية لأتباع الديانات المختلفة.
إلى ذلك، أدانت هيئة كبار العلماء، أعلى هيئة دينية سعودية، بشدة تصريحات عن الناطقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا الهندي. ودعت الهيئة، في بيان صحافي، أمس، المسلمين إلى التعريف بالرسول محمد وما احتوت عليه رسالته الخالدة، وسيرته العطرة، من خير وبر ورحمة للناس أجمعين، مشيرة إلى أن القيام بذلك هو أبلغ رد على من يحاول أن يسيء إلى جنابه.
وفي وقت سابق، شجبت المملكة العربية السعودية والكويت وقطر ومنظمة التعاون الإسلامي تصريحات المسؤولة في الحزب الحاكم بالهند، إذ استنكرت وزارة الخارجية السعودية، تصريحات الناطقة باسم حزب بهاراتيا جاناتا، من إساءة للنبي محمد، مؤكدة رفضها الدائم للمساس برموز الدين الإسلامي، والمساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة. واستدعت دولة الكويت، السفير الهندي، مطالبة باعتذار علني على التصريحات، والتي سيشكّل الاستمرار فيها دون إجراء رادع أو عقاب إلى زيادة أوجه التطرف والكراهية وتقويض لعناصر الاعتدال.
كما استدعت الخارجية القطرية، سفير الهند، ديباك ميتال، في اليوم الثاني من زيارة نائب الرئيس الهندي ورجال أعمال هنود. وتسلم السفير، مذكرة احتجاج رسمية جاء فيها أنّ دولة قطر تطالب الحكومة الهندية بأن تسارع إلى إدانة هذه التصريحات فوراً، والاعتذار عنها علناً لكافة المسلمين في العالم، وأنّ تبني خطاب الإسلاموفوبيا وعدم مساءلة من يطلقون مثل هذه التصريحات المعادية للإسلام ومرورها من دون عقاب، يشكّل خطراً جسيماً على حماية حقوق الإنسان قد يقود إلى حلقة من العنف والكراهية. وندّدت منظمة التعاون الإسلامي التصريحات، قائلة إنها تأتي في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند، وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين بها والتضييق عليهم.
وقال الأزهر الشريف، إنّ الإساءة إلى رسول الإسلام جهل فاضح بعلم مقارنة الأديان وتاريخ الأنبياء والرسل. وأضاف أن مثل هذا التصرف هو الإرهاب الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، مشدّداً على ضرورة تصدي المجتمع الدولي وبكل حزم وبأس وقوة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين.