يرى العلماء أن خلف كل نوبة غضب شيئاً واحداً بسيطاً يكمن في أن الطفل لم يحصل على ما يريد. فبالنسبة للأطفال بين 1 وسنتين تنبع نوبات الغضب عندهم من محاولة التواصل مع الغير لحاجة يطلبونها مثل المزيد من الحليب، تغيير حفاضات، الحصول على لعبة، ولكن عدم وجود المهارات اللغوية للتعبير عن ذلك تدفعهم للصراخ”.
أمّا الأطفال الأكبر سنّاً (3-4 سنوات وما فوق) فنوبات الغضب تعبير عن السلطة وإثبات الرأي والاستقلاليّة. وكي لا نقابل نوبات الغضب عند الأطفال بنوبات مماثلة، نضع بين يديك نصائح تساعدك على حل لغز غضب طفلك والتعامل السليم مع الموقف:
إنّ الاستمرار في الصراخ والغضب هي ممارسة ينتهجها طفلك حتى يجذب إليه الأنظار، لذلك فالكف عن مراقبته وتجاهل صراخه قد يوقف هذا السلوك.
من خلال تجاهل نوبة غضب طفلك فإنّك تعطيه رسالة معناها أن سلوكه لا يؤثر فيك، وأنه سوف يتوقف على الأرجح”. بعد ذلك قومي بالتركيز على سبب نوبة غضب، وإذا استمر سلوكه المتعمد انسحبي بهدوء من أمامه. ومن الخطأ الذي يقع فيه البعض تحدي الطفل ومحاولة إقناعه بالصواب أثناء انفعاله، فهو بالضبط كمن يحاول تعليم الغريق السباحة أثناء غرقه. لذلك اتركيه حتى يهدأ، ثمّ قومي بالتحدث معه.
ينصح الخبراء بتجنب إرسال الطفل عند حدوث نوبة الغضب إلى الحمام أو “زاوية المشاغبين”، لأن هذه المناطق قد تجعله يشعر بالحرج، عدم الراحة وفقدان الأمان. بدلاً من ذلك، غيّري مكان وجوده إلى غرفة أخرى وأفهميه بأنّك لن تتحدثي معه لوقت قصير ومحدد حتى يعرف ما الذي اقترفه من خطأ.
إنّ هذه الأداة مفيدة كي يتمكن طفلك من فهم القواعد التي ينبغي اتباعها، دون أن ينظر إليها على أنها عقاب بل فرصة لتعليمه كيفية التعامل مع مشاعر الإحباط والغضب. فمرة واحدة يعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر، سوف يكون قادراً بعد ذلك على البدء في تعديل سلوكه.
أمّا الدخول في مباراة الصراخ المتبادل أو معركة كسر الإرادات والقمع، فهي طرق سيئة تزرع في الطفل عدم القدرة على استعادة السيطرة على الذات والتصرّفات العدوانيّة اتجاه الأهل.