عمان – أكد سمو الأمير فيصل بن الحسين، مؤسس ورئيس مجلس إدارة هيئة أجيال السلام، أنه “رغم معاناه المنطقة من الآثار اللاحقة عن أعمال العنف المروعة في سورية، إلا أن متطوعي أجيال السلام في الأردن ولبنان يسعون لاستخدام قوة وطاقة ألعاب رياضة الفرق والإبداع في الفن وتمثيل الأدوار لدعم اللاجئين وشباب المجتمع المستضيف، ليتفاعل وينمي علاقات جديدة”.
وقال سموه خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام أعمال برنامج تدريب هيئة أجيال السلام و”سامسونج المتقدم الخامس” الذي جمع 39 متطوعاً للهيئة، إن هذه الأنشطة تساعد اللاجئين للتغلب على الصدمات النفسية والعزلة والخوف، فضلاً عن كونها تبني التلاحم الاجتماعي، داعياً اللاجئين والمجتمعات المضيفة للعمل معا لتعزيز الصمود والحد من مخاطر العنف.
وتابع سموه: “وبالإضافة إلى إدارة الآثار اللاحقة عن العنف والنزوح، يجب علينا أيضا أن نعمل ضد التيار لمعالجة أسباب العنف، هذا الصراع هو بين المعتدلين والمتطرفين، وبين احترام التنوع والتعصب المتحيز، وبين الحوار والعنف”. وأضاف “إن الرغبة في تحقيق السلام هي شيء مزروع في نفسي وفي دمي، وأيضا في نفس أخي جلالة الملك عبدالله الثاني، كما كانت مزروعة في نفس والدي المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه”.
وردا على سؤال حول إمكانية تنفيذ أنشطة لأجيال السلام في سورية، قال سموه إنه “في حال توفرت البيئة المناسبة والمستقرة أمنياً لبرامج الهيئة، سنكون سعداء في العمل في سورية ، لكن لسوء الحظ الجميع يعلم عن الأوضاع هناك، والعنف لا يتراجع للأسف، الأمر الذي يفرض علينا بأن لا نخاطر بالعمل هناك حالياً في ظل العنف المتزايد”.
وتحدث سموه عن ظاهرة العنف بين الشباب وتحدي التطرف، مشيرا الى انه “لا يوجد حل بسيط لهما، وان الطريق طويل لمحاربة التطرف والمتطرفين في كافة أنحاء العالم”، مبيناً أن أجيال السلام رسالتها وضع حد نهائي للعنف وبناء مجتمعات خالية من الأزمات والصراعات والعمل على تمكين وتوجيه ودعم المتطوعين لكي يكونوا صنّاع التغيير لصناعة مستقبل أفضل لمجتمعاتهم.
وأشار إلى أن أجيال السلام تستخدم الرياضة كمدخل لإشراك الشباب، وتوفر الألعاب الرياضية المبنية بعناية ميسرة أداة نحو التعليم المتكامل والتغيير السلوكي، مبينا أن هيئة أجيال السلام هي المؤسسة الوحيدة التي تعمل في السلام عن طريق الرياضة المعترف بها رسمياً من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.
وكان اختتم امس في العاصمة عمان برنامج تدريب هيئة أجيال السلام و”سامسونج المتقدم الخامس”، الذي عقد في الفترة من عشرين إلى الخامس والعشرين من الشهر الحالي، وجمع ٣٩ متطوعاً للهيئة من ذوي الخبرة من 10 دول.
وأكمل المتطوعون برامجهم مؤخرا في غانا، والأردن، وقيرغيزستان، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، ومقدونيا، ونيجيريا، وتونس، وأوغندا، استناداً لبرنامج تدريب مكثف ومتقدم طوره الرواد الميسرون لهيئة أجيال السلام، والمطورون ذاتياً من خبرة المتطوعين ومعرفتهم ومهارتهم في نظرية تحول الصراع والتيسير وتصميم البرامج والمراقبة والتقييم والسرد.
كما قدم التدريب أيضا فرصة ثمينة لـ”التعلم الأفقي” عبر بلدان مختلفة، حيث يتم تقاسم المعرفة وقصص النجاح والتحديات والدروس المستفادة وأفضل الممارسات، لضمان توفر أكبر الأثر والاستدامة لمتطوعي الدورة القادمة من البرنامج.
من جهته، قال رئيس تسويق الشركات والتجزئة لشركة “سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي” فادي عوني أبو شمط، إن هناك حاجة مستمرة لتمكين الشباب من بناء الجسور وتعزيز السلام في المجتمعات المتأثرة بالصراع والعنف، فمن أجل تحقيق استدامة تجارية قوية، نحن نعلم بأنه يجب علينا أن نقوم بدورنا.