|  آخر تحديث أغسطس 20, 2020 , 23:50 م

ثمرة فؤادي


ثمرة فؤادي



 

تحت قبة سماءً شاسعةً مرصعةً بالنجومِ المتفرقة ، منها ما هو قريبٍ وآخر منها بعيد يكاد أن يتراءى للعينِ ، وعلى حين غرة ضاقت النفس وشحب الوجه وكأنما نذير شُئِمٍ كان قد غاب قوسين أو أدنَ من ذلك قد دنَ منا ليفجع مضاجعنا بنبأ رحيل ثمرة فؤادي إلى مثواه الأخير.

 

 

فكيف لا حينما “يولد الإنسان عارياً ، ويموت عارياً ، وما الأثواب التي يرتديها إلا زيفٌ يحاول به أن يغطي حقيقته ”
ومن المسلمات التي تدغدغ الفؤاد حقيقة موت التقِ حياةٌ لا نفاد لها ، قد مات قومٌ وهم في الناسِ أحياءُ .
“إنَّا لله وإنا إليه راجعون” قد فاضت روحك الطاهرة إلى بارِئِها ، وعلى الأكتافِ حملناك مسرعين إلى دارِ مستقر ومقاما ، عِشْ ما شئتَ فأنتَ ميْت ، وأَحْببْ من شئتَ فأنتَ مفارقُه .
قد قال أحدهم : كان نبأ وفاته مفاجئة صادمة، بينما واقع الحال من المحالِ أن يفاجئ الموتُ الإنسان الحكيم ، لأنه مستعدٌ دائماً للرحيل.

 

فلنصبر ونحتسب ما إذا سقطت أوراق الورد بفقدِ فلذات أكبادنا أو فقد قريبٍ أو عزيزاً ، وأظلمت علينا الكواكب وهدأت الأمواج ، فذلك أمر الله تعالى لا مفر منه ، ولو كانت من فرصةٍ أخيرة للميتِ لقال : لا أملَ بعد الآن ، إن أمري قد انتهَ ، فسلامٌ على أهلي وأصدقائي ، فهكذا ينبغِ أن نفترق أيها الجسد ، بعد أن عشنا معاً سنوات سعيدة ، مولايَ أسلمتُك روحي وأوصيك أن تتلطف بها .
نستودعكَ الله الذي لا تضيع ودائعه بنيّ، فيا صبر قلبٍ على فراقٍ لا رجعت بعده ، نتظاهر أمام الأقوامِ ونخفِ حزناً لو هبط بجبلً لدكه دكاً بأمرِ ربِ ، وأن أعمق الأحزانِ حزنٌ بلا دموع وما تخفيه القلوب كان أعظم.

 

وقد قال ( جبران ) : ليس حزنُ النفسِ إلاّ،ظلّ وهَمٍ لا يدُومْ – وغيومُ النفسِ تبدو ، من ثناياها النجومْ.
جفت الكلمات والجمل بنيّ ، وتلعثم اللسان بالكْلمِ فلا أعلم ماذا عساي أن أقول ولمن أبثُ حزنِ وهمِ ، ولكنني أأمن بأن الألم امتحانٌ لفضائل النفس ، وصَقْلٌ لِمَوَاهِبِها ، نمَ قرير العينِ بنيّ فإنا إن شاء الله تعالى بكم لاحقون.

 

 

بقلم: سعيد آل علي 

كاتب وباحث اعلامي


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com