ما زالت تداعيات الحادث الإرهابي الذي وقع بالعاصمة الفرنسية باريس، تنعكس على الشارع المغربي، حيث رفعت السلطات المغربية حالة الاستنفار للدرجة القصوى، وكثفت من الحملات الأمنية الاستباقية للبؤر المتطرفة، بالإضافة فرض كردونات أمنية مكثفة على مداخل ومخارج المدن الكبرى، علاوة على تأمين الأحياء السياحية والدبلوماسية والمباني السياسية والأحياء التي تقطن بها الأقليات الدينية في المدن الكبرى، كما امتدت حالة الاستنفار إلى مختلف الأصعدة الثقافية والدينية والسياسية والدبلوماسية.
من جانبه قال الخبير الأمني والضابط بجهاز الأمن الوطني المغربي، الصديق القسطالي الدامون، إن وزارة الداخلية المغربية قد أعلنت رفع حالة التأهب الأمني عقب الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، وكثفت من الضربات الاستباقية لبؤر التطرف الفكري بمختلف ولايات المملكة، وأوقفت عنصر بمدينة الناضور -شمال المغرب- يشتبه في انتمائه لتنظيم داعش المتطرف.
وفي مساء الثلاثاء الماضي وبعد اتصالات مكثفة بين السلطات الأمنية المغربية والسلطات الأمنية البريطانية والإسبانية، أعلنت وزارة الداخلية المغربية حالة الاستنفار القصوى، وفرضت كردونات أمنية على مداخل ومخارج المدن الكبرى، وعلى الأحياء السياحية وأحياء سكن الأقليات الدينية والسفارات والمدن الحكومية الحيوية.
كما وسعت السلطات الأمنية من دائرة الاشتباه الأمني، مع تكثيف الكمائن المرورية والبحثية على الطرق الرئيسية بين المدن «الطرق السريعة»، وتكثيف الرقابة على الموانئ البرية والبحرية والمطارات الجوية في جميع المدن.
وأضاف رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، عبد الرحيم المنار أسليمي، أن السلطات الإسبانية أخطرت السلطات الأمنية المغربية، صباح الأربعاء، عن احتمال عودة 140 مقاتلاً إسبانياً التحقوا بصفوف تنظيم داعش إلى أراضيها، وأطلعت أجهزة الاستخبارات الإسبانية نظيراتها الأوروبية والمغربية على هوية المقاتلين، الذين انضموا إلى «داعش»، وينوون العودة إلى مدريد للقيام بعمليات إرهابية على شاكلة اعتداءات باريس الأخيرة.
طمأنت السفارة الفرنسية في الرباط، جميع رعاياها من الجالية الفرنسية المقيمة في المغرب، وأكدت في رسالة نشرها موقع السفارة الفرنسية بالرباط صباح الاثنين، أنه قد تم الكشف عن الإجراءات التي تم اتخاذها على صعيد التراب الفرنسي لضمان الأمن وحماية المواطنين.وفي مساء الثلاثاء نشر السفير الفرنسي، جون فرانسوا جيرو، رسالة على موقع السفارة، وجهها إلى الرعايا الفرنسيين في المغرب مؤكدا لهم أنهم في مأمن، قائلا «كما هو الحال دائما في الشدائد، المغرب إلى جانبنا».