في ردّ على التفجيرات الإرهابية التي استهدفت أراضيها قبيل أيام قلائل، دكّت فرنسا معاقل تنظيم داعش في سوريا بما دمّر مراكز تدريب وقيادة، فيما أبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تصميمه على إقناع النواب بجدوى توسيع نطاق ضربات بلاده ضد التنظيم في سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس، أنّ القوات الفرنسية نفذت الليلة قبل الماضية هجمات جوية للمرة الثانية استهدفت تنظيم «داعش» في سوريا.
وقالت الوزارة في بيان لها إن 10 طائرات أقلعت من قواعد في المنطقة، وأسقطت 16 قنبلة على مركز قيادة وساحة تدريب تابعين لتنظيم داعش.
وقصف الطيران الفرنسي مجدّداً ليل الاثنين – الثلاثاء معقل المتطرّفين في الرقة شمالي سوريا، ودمّر مركز تدريب ومركز قيادة.
ومن المقرّر أن تبحر حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» غداً في اتجاه الشرق الأوسط ويرتقب أن يضاعف ذلك بمعدل ثلاث مرات قدرات التحرك العسكرية للجيش الفرنسي.
في السياق، أكّد القائد العسكري الفرنسي الأميرال انطوان بوسان أمس، أنّ بلاده ستواصل بعزم غاراتها ضد تنظيم داعش، مشيراً إلى أنّ «تكثيف الضربات ضد المتطرّفين أتى ثمرة تحضيرات استمرت أسابيع». وقال بوسان: «داعش» هو عدونا، وهو عدو محدد بشكل واضح، مضيفاً: «هذه المكافحة التي بدأت منذ عام، سنستكملها بعزم، اليوم نكثف ملاحقتنا، ضربنا في الأيام الماضية لكن عملنا، انخرطنا به منذ أشهر طويلة».
وأوضح بوسان أنّ الأهداف التي قصفت أمس هي أهداف تمّ العمل عليها أسابيع، بعد مقاطعة معلومات أتاحت الاقتراح على الرئيس فرانسوا أولاند إصدار أوامر بإقلاع مقاتلات «رافال» و«ميراج 2000» المتمركزة في الشرق الأوسط.
ولفت وبسان إلى وجود موارد أخرى لتوفير الدعم بشكل دوري، كطائرات التزود بالوقود في الجو، وطائرات «اواكس» وطائرات تجسّس أخرى، مردفاً: «ستنشر حاملة الطائرات في شرق المتوسط، لكن تكفينا بضعة أيام لنقلها من البحر المتوسط إلى الخليج العربي، هذا الأمر مرتبط بالوضع العملاني والطريقة التي نريد أن نعمل من خلالها».
وردّاً على سؤال عن تعاون دول الخليج، أكّد الضابط الفرنسي، أنّ «الإمارات والسعودية وقطر كانت من أولى الدول المشاركة في الائتلاف»، مضيفاً: «اليوم دول الخليج منشغلة بالوضع في اليمن، وقواتها تركّز بشكل أكبر على العمليات، هي لا تزال في الائتلاف ولم تفقد اهتمامها، لاسيما لجهة توفير الموارد الجوية للائتلاف بشكل دوري»، مشيراً إلى أنّه وحال تطور الوضع الميداني لاسيما في اليمن، يمكن لهذه الدول تقديم جهد إضافي في الائتلاف ضد «داعش».
من جهته، أبدى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تصميمه على إقناع النواب بجدوى توسيع نطاق ضربات بلاده ضد تنظيم داعش في سوريا.
وقال كاميرون للنواب البريطانيين في وستمنستر: أعتقد حازماً بضرورة التحرك ضد «داعش» في سوريا، بلادنا تواجه تهديداً مباشراً ومتزايدا، ويتعين علينا مواجهته، ليس في العراق فقط بل في سوريا أيضاً، مردفاً: «لا يمكننا، ويتعين علينا أن لا ننتظر تحمّل آخرين المسؤولية وأن يتعرّضوا للمخاطر من أجل حماية بلادنا».
وذكر كاميرون بأن معقل «داعش» في الرقة موجود في سوريا، معتبراً أنّ «الحجج المؤيدة لخطوة تقوم بها بريطانيا في سوريا باتت أقوى بعد اعتداءات باريس»، مشيراً إلى أنّه سيقدّم في الأيام المقبلة استراتيجية شاملة لقتال تنظيم داعش، يفترض أن تتضمن أعمالاً في سوريا.