“الوهم نصف الداء ، والاطمئنان نصف الدواء ، والصبر أول خطوات الشفاء”
لقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون الدنيا دار عمل وابتلاء ، والآخرة دار مقام وجزاء.
حيث قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور”.
استوقفتنِ الكثير من قصص الابتلاءات التي قد تمر في حياةِ كل إنسان مؤمن بالقضاءِ والقدرِ خيره وشره، فأيقنت أن صور الابتلاء تختلف أو كما قال الرسول الكريم :” ما يصيب المسلم من وصبِ أو نصب ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
فقد يبتلى أحدهم في ماله، في بيته وأولاده وقد يكون في عدم الإنجاب، وصحة الأجساد وراحة البال، وعسر العيش وحياة ضنكا… الخ
لنتأمل أحبتي في الله: فذلك رجل كان وقد أبتلاه الله بمرضٍ حال بينه وبين الإنجاب إلى أجلٍ غير مسمى ، أما من الناحية العلمية لذلك المرض أشبه بالمستحيل في فرصة الإنجاب إن لم يكن المستحيل بعينه إلا إذا قضى الله أمراً كان مفعولا .
لا ريب إن الأحلام الوردية التي كانا الزوجين يحلمان بها قد بدأت تتلاشَ وتتبدد شيئاً فشيئاً بعدما أيقنا أنه لا مجال للخلفةِ أو الإنجاب على الإطلاق ، مضت الأيام والسنين وتكالبت الهموم والأحزان عليهما حتى لاح في الأفقِِ دنو انتهاء استمرار زواجهما حتى وإن كانا على وفاقٍ ووئامِ وودِ.
فلكم أن تتخيلوا أحبتي في الله الضغوط النفسية التي لا يعلمها إلا الله تعالى وأولئك الذين ابتلاهم الله سبحانه وتعالى ، فكم من محرومِِ تمنى على الله الأبناء ولم يرزق ، ولا تقنطوا من رحمة الله، ولن يؤخر الله أمراً إلا كان فيه من الخير الكثير للإنسان ،نأتي إلى ثلةٍ قليلة من الأزواج الغير مكترثين لشؤون أسرهم بتوفير الحياة الكريمة السعيدة لهم ، ظناً منه أن زوجه بمثابة سلعة كان وقد أقتناها لدرجة الاستعباد والنرجسية المفرطة ، فهل يا ترى لزوجةٍ أن تقبل بهكذا زوج وتصبر على إبتلائه بالعقم وجبروته وسوء عشرته ، ناهيك إدمانه على نوع من أنواع المسكرات تلك التي توضع في الفمِ وتحت اللسان وتسمى (النسوار) وهي مادة خضراء في منتهى الخطورة، عبارة عن تبغ رديء ممزوج بالجبس ومواد أخرى لا تحضرني الآن ، حيث يظل مستخدمها يبصق أينما كان حتى في زاوية غرفة نومه وأماكن جلوسه واستجمامه ، فأكاد أجزم يقيناً وربما شاطرتموني الرأي بأن النظافة الشخصية تكاد تكون معدومة لمستخدمي كل أنواع المسكرات بما فيها النسوار والتدخين والبانجو وما إلى ذلك.
لعلي أهمسُ في أذنك أيها الزوج : إن كنت وقد ظلمت نفسك يوماً ، فلا تحملك نفسك على ظلم من لا ذنب لها ، جاءت لتحيا حياة كريمة وإياك ، ولم يشاء الله تعالى لتلك الحياة أن تستمر طويلاً ، فكان لزاماً عليك أن ترحل ، فإمساكاً بمعروف أو تسريح بإحسان ، وكفَ الله المؤمنين شر القتال.
بقلم: سعيد يوسف آل علي
كاتب وباحث إعلامي