تسلّمت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي سفيرة الأمم المتحدة للسلام، جائزة «جيليو دي اورو»، تقديراً لجهود سموها في مجال العمل الإنساني، وذلك خلال حفل كبير أقيم في مدينة فلورنسا الإيطالية.
وفي كلمة ألقتها خلال حفل التكريم وأمام حشد من الحضور من مختلف أنحاء العالم، أكدت سمو الأميرة هيا بنت الحسين أن دولة الإمارات العربية المتحدة تضطلع بدور ذي تأثير إيجابي بالغ في مجال العمل الإنساني والخيري والتطوعي على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيرة إلى ما تقدمه قيادتها الرشيدة وشعبها المعطاء من إسهامات في هذا المجال، وبما يتفق مع القيم والعادات العربية والإسلامية النبيلة.
وقالت سموها: «تأتي دولة الإمارات دائماً في طليعة الجهود الإنسانية العالمية؛ لتصبح المانح الأول بين دول العالم للمساعدات الخارجية، وبلغ إنفاق الدولة على الأعمال الإنسانية نحو خمسة مليارات درهم توزعت على ما يزيد على 100 بلد».
ونوّهت سمو الأميرة هيا بنت الحسين بالاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمجالات العمل الإنساني على اختلاف صورها، وقالت إنه قائد صاحب رؤية ملهمة امتدت إسهاماته ومبادراته الرامية إلى عون الناس في مختلف أنحاء العالم لتغطي العديد من مجالات الغوث والمساعدة لتشمل تعليم الأطفال، والرعاية الطبية، وتوفير المياه الصالحة للشرب والغذاء والملبس للمحتاجين.
وتطرقت سموها إلى الدور الذي تسهم به دبي في دعم جهود العمل الإنساني العالمي، وكونها قاعدة محورية تدعم جهود الإغاثة عالمياً، انطلاقاً من «المدينة العالمية للخدمات الإنسانية» بوصفها أكبر قاعدة للخدمات اللوجستية في مجال الإغاثة الإنسانية وأكثرها فعالية على مستوى العالم إذ يندرج في عضويتها 9 منظمات تابعة للأمم المتحدة و44 منظمة إنسانية دولية.
وأشارت سموها إلى مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد العالمية» بوصفها أكبر مؤسسة إنسانية تنموية في المنطقة تجمع تحت مظلتها 28 جهة تعمل في مجالات مكافحة الفقر والمرض، ونشر المعرفة والثقافة والتمكين المجتمعي والابتكار، وتنفّذ مجتمعة أكثر من 1400 برنامج إنساني وتنموي في 116 دولة حول العالم.
وأكدت سمو الأميرة هيا بنت الحسين في السياق ذاته أن الأعمال الإنسانية التي تسهم بها سموها كسفيرة للسلام ضمن مظلة منظمة الأمم المتحدة منحتها مساحة أكبر للتركيز على العمل الإنساني في شتى أرجاء العالم، والعمل على رفع الوعي بالأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة ومن بينها محاربة الفقر، ووقف انتشار الأمراض.
وخلال حديثها عن واقع الجهود الإنسانية على المستوى العالمي، أكدت سموها بأنه قد تم إحراز تقدم ملحوظ في مكافحة الفقر والجوع والمرض في مناطق مختلفة من العالم، إلا أنه يجب بذل مزيد من الجهد حتى يتمكن المجتمع العالمي من تحقيق أهدافه المنشودة في مساعدة الفقراء والمحتاجين حول العالم، مشيرةً إلى وجود طعام كافٍ لمساعدة كل هؤلاء إلا إنه لا يتم توزيعه على النحو المناسب.
ووجهت سموها الشكر إلى كافة العاملين في مجال المساعدات الإنسانية في شتى أرجاء العالم، وفي مختلف المنظمات مثل أطباء بلا حدود، وبرنامج الغذاء العالمي، وكذلك هيئتي الهلال والصليب الأحمر، منوهةً إلى الدور البطولي الذي يقومون به من أجل تقديم العون لكل من يحتاج المساعدة في ظل ظروف قاسية وتحديات كثيرة تواجههم عند تنفيذ عملهم.
كانت سمو الأميرة هيا بنت الحسين، قد ألقت كلمة أمام القمة العالمية لرؤساء البلديات، في فلورنسا تحت شعار «الوحدة في التنوع»، عرضت بعض الأفكار التي صاغتها دبي وطورتها على مدى عقود وكيف طوعت التنوع الذي تتميز به وتجعله جزءاً من نسيجها، ودعت إلى التدبر في رحلة تطور دبي من مرفأ صغير على ضفاف الخليج في بدايات القرن التاسع عشر إلى مركز عالمي يبني ويرسخ جسور التواصل بين الناس بمجتمع يضم أبناء نحو 200 جالية أجنبية.