ثمنت مجموعات العمل و التجارة مبادرات التحفيز للقطاع التجاري والاقتصادي، التي أطلقتها حكومة دبي وأسهمت بشكل مباشر في دعم الأعمال والتجارة في هذه الظروف الطارئة، مؤكدين أن دبي تقف دائماً إلى جانب رجال الأعمال والمستثمرين في كل الأوقات وتمثل داعم رئيسي لهم في مواجهة التحديات المختلفة التي يشهدها الاقتصاد العالمي.

جاء ذلك خلال اجتماع المجلس الاستشاري الأول لجمارك دبي في العام الجاري عبر تقنية الاتصال المرئي وترأسه سعادة أحمد محبوب مصبح المدير العام لدائرة جمارك دبي رئيس المجلس الاستشاري بحضور فريق القيادة في الدائرة وعدد كبير من رؤساء وممثلي مجموعات العمل والتجارة.

وأكد مصبح حرص جمارك دبي على مشاركة كافة ممثلي مجموعات العمل والتجارة في هذا الاجتماع الحيوي الذي يناقش التحديات التي يواجهها القطاع التجاري العالمي والفرص الذهبية التي أوجدتها دولة الإمارات ودبي حيث جاءت استجابة دبي لتداعيات الظروف الراهنة سريعاً عبر حزم تحفيزية قوية مطالباً كافة التجار للاستفادة من هذه الفرص لتنمية أعمالهم وازدهار تجارتهم مشدداً على ضرورة عدم استغلال احتياجات الناس والسوق برفع أسعار بعض المستلزمات الطبية الوقائية.

وأكد أن النجاحات التي يشهدها القطاع التجاري والنمو اللافت الذي سجلته جمارك دبي في المعاملات الجمركية للربع الأول والتي سجلت 4 ملايين معاملة و انجاز الإجراءات بانسيابية كالمعتاد خلال هذه الفترة لم يكن ليتحقق لولا الاستثمار القوي في الأنظمة المبتكرة و التقنيات الذكية، حيث أصبحت خدمات جمارك دبي الذكية والمبتكرة محل إشادة منظمة الجمارك العالمية..مشيراً إلى أن جمارك دبي استثمرت بكثافة في البُنى التحتية التكنولوجية على مدى 15 سنة ماضية ما مكنها من الاستمرار في تقديم خدماتها بشكل اعتيادي من دون أي تأثير على انسيابية تدفق حركة التجارة وعلميات التخليص الجمركي.

ولفت إلى إن الدائرة تعمل على دراسة وتقييم اجراءاتها وعملياتها لتكون مستعدة بشكل أمثل لمستقبل ما بعد كورونا وضمان تقدم دولة الإمارات على باقي دول العالم وترسيخ ريادتها الجمركية كما أنها تدرس إمكانية استمرار آلية العمل عن بعد من المنزل لعدد من الإدارات المختلفة في الدائرة خلال المرحلة القادمة والتي تؤدي عملها حالياً بكل جودة وكفاءة وانتاجية.

وكانت جمارك دبي قد أصدرت إعلاناً جمركياً لتنفيذ مبادرات تحفيز النشاط الاقتصادي التي أعلنتها دبي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وأطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وتضمنت مبادرة لرد ما قيمته 20 بالمائة من التعرفة الجمركية البالغة 5 بالمائة والمدفوعة للبضائع المستوردة التي يتم بيعها محلياً وذلك على الواردات من جميع البضائع التي تُباع في السوق المحلية لدبي ودولة الإمارات.

وتنفيذاً لهذه المبادرات تقرر بموجب الإعلان الجمركي الصادر عن جمارك دبي أن ترد نسبة واحد بالمائة من رسوم التعرفة الجمركية للبضائع التي يتم بيعها في السوق المحلي للدولة والخاضعة لرسوم التعرفة الجمركية بنسبة 5 بالمائة المسجلة بيانها الجمركي بوضع الاستيراد خلال الفترة من 15 مارس 2020 ولغاية 6 يونيو 2020 كما تقرر إلغاء اشتراط الضمان البنكي أو النقدي المطلوب لمزاولة نشاط التخليص الجمركي والمحدد بمبلغ 50 ألف درهم مع رد الضمانات البنكية والنقدية المقدمة من شركات التخليص الجمركي القائمة حالياً.

وأشاد رؤساء وممثلي مجموعات العمل والتجارة بحرص جمارك دبي عقد اجتماع الربع الأول للمجلس الاستشاري في العام 2020 عن بُعد عبر التقنيات المتطورة للاستماع إلى مقترحات التجار في هذه المرحلة الطارئة و التحديات التي فرضتها الظروف الراهنة على سلسلة الإمداد العالمية..مؤكدين أن جمارك دبي غيرت الصورة العالمية لدور ومهام السلطة الجمركية حيث تعمل جمارك دبي جنباً إلى جنب مع التجار لدعم أعمالهم وتعزيزها وزيادة العائد عليها، مشيدين بجهود الدائرة وتعاملها بمرونة وسرعة عالية لتلبية كافة متطلبات واحتياجات الشركات والتجار من عملاء جمارك دبي ما سيكون لها اثر إيجابي على تخفيف تأثيرات هذه الأزمة وتوفير السيولة النقدية اللازمة لاستمرارية أعمال التجارة مقترحين تمديد المهلة الممنوحة للشحنات الواردة تحت الأوضاع الجمركية المعلقة وكذلك إعفاء تجارة الكمامات والقفازات وغيرها من المستلزمات والمعقمات الطبية من الرسوم الجمركية بشكل كامل خلال فترة جائحة كورونا.

وقال توحيد عبدالله رئيس مجموعة الذهب و المجوهرات أن المحفزات الاقتصادية ستدعم بشكل كبير النشاط التجاري الذي يواجه تحديات الظروف الراهنة عالمياً ..كما أثنت نادية عبد العزيز رئيس اللجنة الوطنية للشحن والإمداد بالجهود المضنية التي تقوم بها حكومة الإمارات في تخفيف آثار فيروس كرونا الاقتصادية على قطاع الأعمال والتجارة مثمنة حزمة المحفزات التي أطلقتها دبي لدعم القطاع الاقتصادي بشكل عام والتجاري على وجه الخصوص.

وأشادت مجموعة سوق دبي المركزي للخضار والفاكهة أعضاء المجلس بالدور الحيوي الذي تقوم به جمارك دبي خلال الظروف الراهنة في تسهيل تجارة المواد الغذائية والتي أدت إلى توفيرها في السوق المحلي وسد احتياجاته من السلع الأساسية مشيرين إلى أن جمارك دبي تعمل على تعزيز سلسلة التوريد للأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر إجراءات وخدمات جمركية ذكية ومبتكرة وأجهزة فحص متطورة للمعاينة والتفتيش.

وأكدوا أن الإجراءات التحفيزية أدت إلى توفير كميات كبيرة من المواد الغذائية التي تباع حالياً بأسعار تنافسية في السوق المحلي.

ومن جانبه قال عبدالله محمد الخاجة المدير التنفيذي لقطاع إدارة المتعاملين أن “جمارك دبي” أسست المجلس الاستشاري ليكون جسراً للتواصل المباشر بين الدائرة وعملائها وتحسين مستوى الخدمات المقدمة إليهم من خلال التعرف إلى آرائهم ومقترحاتهم إزاء هذه الخدمات والوقوف على التحديات التي تعترض قطاعات العمل في تعاملاتها مع الدائرة ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لها وكذلك الاستماع إلى المقترحات التطويرية التي تقدمها مجموعات العمل والتجارة.

و أكد ان جمارك دبي بشكل عام وفي هذه الظروف الطارئة بشكل خاص تحرص على تلبية متطلبات السوق المحلي من السلع الأساسية الغذائية والطبية منوها ان قيمة تجارة دبي الخارجية بالمواد الغذائية بلغت في الربع الأول من العام الجاري نحو 11 مليار درهم ووصلت كمية تجارة الامارة بالمواد الغذائية في هذه الفترة إلى 2.87 مليون طن وهو ما يعكس دور جمارك دبي في دعم حماية الأمن الغذائي في دولة الإمارات.

وتسبق اجتماعات المجلس الاستشاري مجموعة من ورش العمل ضمن مبادرة “الطاولة المستديرة ” وهي إحدى المبادرات التي وجه بتنفيذها قطاع إدارة المتعاملين وذلك لإلقاء الضوء على تطورات التجارة العالمية والقطاعات الخدمية المرتبطة بها والتحديات التي تواجه سلسلة الإمداد في مختلف الظروف.

وتضم جلسات الطاولة المستديرة خبراء من القطاع التجاري وممثلي مجموعات العمل والتجارة للخروج بتوصيات ومقترحات يتم رفعها إلى اجتماعات المجلس الاستشاري الدورية لمناقشتها والتباحث فيها.

وتهدف ورش الطاولة المستديرة إلى إيجاد رؤية استشرافية لسلسلة الإمدادات و الفرص المتاحة لترسيخ دبي محور عالمي للتجارة حيث تحقق المبادرة الأهداف المنوطة بها من خلال رؤية الخبراء لواقع القطاع الجمركي العالمي والخدمات اللوجستية وكيفية الاستفادة من التقنيات المتطورة كالذكاء الاصطناعي و البلوك تشين و أتمتة الإجراءات في تحقيق عمليات نمو في التجارة للتغلب على التحديات التي تواجهها.

وبدوره أكد إدريس بهزاد مدير إدارة اسعاد العملاء على حرص مجموعات العمل والتجارة تلبية الدعوة للمشاركة في هذا الاجتماع مشيراً إلى أن قنوات التواصل المتعددة التي ابتكرتها جمارك دبي للتواصل المستمر مع التجار تدعم سعادة المتعاملين عبر الاستماع إلى مقترحاتهم ومشاركتهم في الخطط الاستراتيجية للدائرة حيث تعتبر جمارك دبي عملائها شركاء لها في النجاح والريادة.