|  آخر تحديث أبريل 17, 2020 , 14:18 م

المسعفة عائشة البلوشي: أفتخر بخدمة وطني وأبكي حين أعود لبيتي فأعجز عن احتضان أولادي


المسعفة عائشة البلوشي: أفتخر بخدمة وطني وأبكي حين أعود لبيتي فأعجز عن احتضان أولادي



تقف بشموخ حين تقول إن حياتي وأولادي فداء للوطن، وتفخر بأنها من أبناء زايد الذين وقفوا في الصفوف الأولى ونذروا أنفسهم لحماية المجتمع من وباء «كورونا»، إلا أنها تتجاوب مع نداء الأمومة والإنسانية الغامرة حين تعود إلى منزلها آخر النهار وتقول بتواضع: «أبكي حين أعود لبيتي فأعجز عن حضن وتقبيل أولادي».

هكذا تلخص عائشة علي البلوشي فني الطب الطارئ في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، طبيعة حياتها في زمن «كورونا»، فما بين التضحية التي ترفع الرأس بها، والأمومة التي تفرض نفسها على مشاعرها تواصل مسيرة العمل لخدمة الوطن وأهله والمقيمين على أرضه بكل ما تستطيع.

ولا شك أن التضحية تتطلب أحياناً أن نمد أجسادنا جسراً كي يعبر الآخرون وهذه طبيعة بعض المهن، فالجندي والطبيب والممرضة والمسعفة كلهم يقفون في الخنادق الأمامية، فمنهم من يدافع عن تراب الوطن، ومنهم من يحمي المجتمع من الأوبئة والأمراض، تركوا أعز ما يملكون خلفهم؛ أبناءهم وأهلهم وذويهم، ونذروا حياتهم لإسعاد الآخرين.

تترك عائشة، التي تعمل في المجال الميداني للتعامل مع البلاغات، خلفها ثلاثة أطفال، أصغرهم عمره ستة أشهر، وتذهب يومياً لنقل المصابين بأخطر مرض شهدته البشرية لغاية الآن «كوفيد 19» خاصة من ناحية سرعة العدوى والانتقال.

تصف حالها حين تخرج من البيت يومياً وحين تعود فتقول: «أتقطع ألماً عند مغادرتي المنزل صباحاً تاركة أطفالي مع جدتهم، وأبكي عندما أعود إلى المنزل في المساء لأني أقف بعيدة عنهم، لا أقدر على احتضانهم وتقبيلهم خوفاً من أن يكون الفيروس قد علق بي أثناء العمل، وإنما أكتفي بتوزيع القبلات الطائرة لهم لأشفي شوقي لهم».

تقول عائشة: «وفرت مؤسسة الإسعاف لنا كل المستلزمات الطبية الكفيلة بحمايتنا، بدءاً من اللباس الخاص والكمامات والقفازات وممر التعقيم الذاتي، إلا أن الحالات التي نتعامل معها هي الحالات المشتبه بها، لأنك لا تعرف إن كان الشخص مصاباً بالفيروس أم أنه مصاب بنزلة برد، وهذا يبقينا على أعصابنا، ولكن مهنتنا إنسانية وتتطلب منا التضحية، وأفتخر بخدمة وطني والإنسانية بشكل عام».


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com