|  آخر تحديث أبريل 14, 2020 , 15:17 م

سفير الإمارات في الصين: الإمارات ستتغلب على تحديات “كورونا” ومبادرات التلاحم أقوى الأدلة


سفير الإمارات في الصين: الإمارات ستتغلب على تحديات “كورونا” ومبادرات التلاحم أقوى الأدلة



شدد الدكتور علي عبيد الظاهرى سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية على أن الإجراءات الإحترازية التي إتخذتها دولة الإمارات لمواجهة تفشى فيروس كورونا كوفيد 19 تعطي أملا كبيرا في تجاوز الأزمة مؤكدا على أن كافة الدلائل تشير إلى أن دولة الإمارات ستتمكن من النجاح، خاصة ونحن نرى الطرق خالية من السكان وسط التزام مجتمعي واضح، رغم تعدد جنسيات المدينة، التي تضم مختلف جنسيات العالم، فضلاً عن مبادرات التلاحم التي تمثلت في التغني بالنشيد الوطني الإماراتي من قبل المقيمين الأجانب.

وأكد السفير  لـ” البيان ” على أن  تعافي مدينة ووهان الصينية من تفشي فيروس كورونا المستجد أنعش الأمل لدى كافة شعوب العالم في إحداث سيناريو مماثل، بعد أن ظل هذا التفشي السريع لهذا الفيروس كابوساً يطارد المدينة على مدار 76 يوماً أغلقت خلالها المدينة بشكل شامل، إلى أن تم رفع هذا الحظر، الإغلاق مؤخراً، ما مثل لحظة تاريخية فاصلة لهذه المدينة. وقال” في دولة الإمارات نرى تحديات مماثلة كتلك التي واجهتها مدينة ووهان، وعلى الرغم من صعوبة الموقف إلا أن الأمل لا يزال موجوداً وقائماً”.

ولفت السفير على أنه من واقع معايشته للأحداث في بكين يؤكد أن الأمل قائم وكبير في أن تساعد الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات تجاوز الأزمة، فكل بلد لديه نهج مختلف، خاصة وأن تجربة مدينة ووهان أثبتت نجاحاً واضحاً، حيث تبنت الغلق الكلي ومن ثم كان تخفيف التدابير الوقائية تدريجياً.

وأشار على أن الاقتصاد في الصين كما هو الحال في الإمارات واجه تحديات كبيرة ولكن النهج الاستباقي قد خفف من التأثير الاقتصادي، كما أن الإجراءات المالية التي طبقتها “وزارة المالية الصينية” لدعم الاقتصاد الصيني بإقرار سياسات ضريبية طارئة، وإطلاق حزم دعم مالي لمساعدة الاقتصاد، وتوفير “بنك الشعب الصيني” لسيولة كافية قد خفف حدة الأزمة.

وقال” كان لهذه الخطة المالية أثر كبير فعال في عودة تماسك وصعود الاقتصاد مرة أخرى في ظل تراجع نمو الاقتصاد بشكل حاد، حيث وفرت هذه الخطة حماية كبرى للشركات والوظائف.، وتشير جميع الدلائل إلى حدوث انتعاش في الاقتصاد الصيني، حيث قفز مؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي (PMI) – إلى 52 نقطة في مارس مقابل أدنى مستوى له على الإطلاق عند 35.7 نقطة في فبراير، وحتى أواخر مارس، عاد 98.6 % من الشركات الكبيرة في الصين إلى العمل، مع عودة 89.9% من الموظفين إلى وظائفهم، وفقاً لبيانات “وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات”، وبذلك يمكن القول أن النهج الذي اتبعته الصين يمنح الأمل للدول الغربية، ولدولة الإمارات حيث أن الإسراع بأخذ التدابير المالية الطارئة من شأنه توفير طوق نجاة من الأزمة ويعطي الأمل بالعودة للانتعاش مجدداً.

ونوه السفير إلى أنه في دولة الإمارات أيضاً، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عن حزمة تحفيز بقيمة 70 مليار دولار من “البنك المركزي الإماراتي” لضمان توفير السيولة في النظام المصرفي، كما كان هناك عدد من الإجراءات لدعم الشركات الصغيرة لضمان تسليم مشاريع البنية التحتية الحكومية، كما تم اتخاذ إجراءات لتخفيف الضرائب  في مختلف أنحاء الدولة.

ومن منظور عملي عندما يتعلق الأمر بالتدابير المباشرة للحد من انتشار الفيروس والتعامل مع آثاره الصحية، يمكن أن تستلهم دولة الإمارات تدابير التصدي للفيروس الناجحة التي طبقتها مدينة ووهان، حيث سارع صناع السياسة الصينيون في التحرك السريع لمواجهة تفشي الفيروس، بإجراءات العزل والتتبع.

ونوه إلى أن خطة العمل من الحكومة الصينية تضمنت الدفع بالمزيد من العاملين في مجال الرعاية الصحية من جميع أنحاء الصين، وتشكيل أكثر من 340 فريقاً طبياً يتكون من أكثر من 42600 عامل في مجال الطبابة من جميع أنحاء البلاد، والذين توجهوا جميعاً إلى مدينة ووهان المدينة الأكثر تضرراً بناءً على تعليمات الحكومة.، وتم بناء مستشفيين في فترة وجيزة لرعاية العدد المتزايد من المصابين، وإغلاق خدمات النقل العام بما في ذلك الحافلات والسكك الحديدية والرحلات والعبارات وإغلاق المصانع والمكاتب والمدارس واستخدام تقنيات مثل منصات وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية لمراقبة الحركة.

 

 

وقال” يتماشى النموذج الصيني مع سبل مواجهة دولة الإمارات القائمة على تطبيق التكنولوجيا لمحاربة فيروس كورونا  بما في ذلك عمل مراكز اختبار للكشف عن المصابين بالفيروس وتفعيل استخدام التطبيقات الذكية للمساعدة في تطبيق حظر التجول واتباع آلية تعقب المخالطين للمصابين، واستخدام طائرات دون طيار لتعقيم الشوارع.

وأضاف ” تتعامل مجموعة 42 العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مع تفشي المرض باستخدام الذكاء الاصطناعي لمنع تفشي الفيروس وضمان وصول الإمدادات الطبية إلى المناطق الأكثر احتياجاً، كما أطلقت الشركة برنامج “الجينوم السكاني” الذي يوفر التنميط الجيني لجمع البيانات اللازمة للباحثين لتطوير علاج للفيروس.

وقال السفير : يتعين علينا توخي الحذر على المدى القصير والمتوسط بعد رفع الحظر، حيث ستكون فترة ما بعد رفع الحظر في كل دول العالم ودولة الإمارات بمثابة فترة تغيير وترقب حذر، كما فعلت الصين، وخاصة على مستوى مقاطعة هوباي ومدينة بكين وتيانجين ومقاطعة خبي شمال الصين فلا يزال الالتزام قائم بإجراءات حذرة ورفع الحظر تم ببطء وبشكل تدريجي ضد أي طوارئ من المستوى الأول ضد الفيروس.

وأشار السفير إلى أهمية التضامن الاجتماعي الإيجابي للصين فقد كان هناك التزام مجتمعي ساحق في محاربة فيروس كورونا من الشعب الصيني الذي دعم جهود الحكومة بشتى الطرق والحماسة والجسارة. ونوه إلى أن الدلائل تشير إلى أن دولة الإمارات ستتمكن من النجاح، خاصة ونحن نرى الطرق خالية من السكان وسط التزام مجتمعي واضح، رغم تعدد جنسيات المدينة، التي تضم مختلف جنسيات العالم، فضلاً عن مبادرات التلاحم التي تمثلت في التغني بالنشيد الوطني الإماراتي من قبل المقيمين الأجانب.

 

 

 

وأضاف ” نجد التصفيق العفوي للجيش الأبيض خط الدفاع الأول من الفرق الطبية التي نالت احترام وتقدير الجميع لما تبذله من جهد وتضحيات مقدرة في سبيل مواجهة الفيروس ومعالجة المصابين، وهذا يثبت ثقتنا في شعب دولة الإمارات، واعتزازنا بأخصائيي الرعاية الصحية، ويؤكد على ثقتنا في نجاعة استراتيجية قيادة دولة الإمارات في إدارة هذه الأزمة.

ولفت إلى أن كل هذه المواقف تدعم روح التلاحم المجتمعي، فنحن محظوظون في دولة الإمارات لأن جميع السكان يظهرون التزام قوي تجاه المكوث بالمنازل، في ظل بلد مسالم ومترابط، حيث تصدرت أبوظبي مؤخراً المدن العربية في “تقرير السعادة العالمي 2020″، كما بلغت أبوظبي المرتبة 35 عالمياً وفق للتقرير الذي تصدره “شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة”حسب استطلاع “جالوب العالمي”. وأشار إلى أن مثل هذا الأساس القوي يوضح ثقة والتزام الناس في دولة الإمارات التماسك المجتمعي والإرادة الجماعية على تجاوز الأزمة كما كان حال الشعب الصيني الجسور، وهو ما يؤكد أن هناك بارقة أمل وضوء يلوح في الأفق بنهاية النفق المظلم.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com