|  آخر تحديث نوفمبر 5, 2019 , 20:10 م

شما بنت سلطان: الابتكار التقني في الاستدامة مصدر لحياة أفضل للإنسان


خلال مشاركتها في "إيمتيك مينا" للتقنيات الناشئة

شما بنت سلطان: الابتكار التقني في الاستدامة مصدر لحياة أفضل للإنسان



 

الشيماء خليف – دبي

 

 

أكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة “تحالف من أجل الاستدامة العالمية”، أن التوظيف الأمثل للتقنيات الحديثة والابتكار في الاستدامة مصدر رئيس لحياة أفضل للإنسان على كوكب الأرض، كما أنه وسيلة للحد من المشكلات التي يعاني منها العالم.

وشددت على أهمية إعادة تقييم كل شيء أنجزه الإنسان، ويعتقد أنه يفيد الحضارة، لمعرفة ما إذا كان يخدم الكوكب فعلياً على المدى الطويل، فانبعاثات الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية تتجاوز حاليًا الكميات التي يمكن أن تتعامل معها الطبيعة، والأنواع الحيوانية التي نفقدها لا يمكن تعويضها، ودعت إلى وقف ما وصفته بالمأساة، متسائلة عن إمكانية الحد من تغير المناخ في السنوات العشر المقبلة من خلال الابتكار والمشاركة.

 

 

جاء ذلك خلال مشاركتها بورقة عمل حملت عنوان “الاستدامة البيئية عبر الابتكار والمشاركة” في مؤتمر إيمتيك مينا للتقنيات الناشئة ضمن أسبوع دبي للمستقبل، وقدمتها خلال جلسة تناولت دور التكنولوجيا في تغيير حياة الناس وأعمالهم، ونظرة الناس عبر السنين إلى التكنولوجيا كوسيلة لزيادة كفاءة الأعمال وتخفيض النفقات، بينما تحتوي على إمكانات لإحداث أثر إيجابي على حياتنا.

واعتبرت أن البشر يميلون إلى الاعتقاد بأن الثروة تؤدي إلى النجاح والسعادة، وتستخدم العديد من الدول الناتج المحلي الإجمالي كوسيلة لقياس نجاحها، ولكن ماهي التكلفة البيئة لنمط حياتنا وهل يستطيع نظامنا النقدي تحمل تلك التكلفة التي نتجاهلها فعلياً، فكل شيء متصل على كوكب الأرض، وجميع الكائنات الحية تتطلب الغذاء والماء، وكلاهما يعتمد على المناخ، علماً أن المحيط الحيوي الصحي مهم لصحتنا وبالتالي بقائنا، ولذلك لا يمكن التظاهر بأننا يمكن أن نكون في صومعة منعزلة عما حولنا في هذا العالم المضطرب.

وحذرت الشيخة شما من  استهلاك الموارد الطبيعية بشكل أسرع من قدرة الكوكب على تجديدها، ما يحرم الأجيال القادمة من العناصر الأساسية اللازمة لوجود صحي، وبينت أنه لنكون قادرين على البقاء باستخدام الموارد المتوفرة لدينا، سنحتاج إلى مساحة إضافية تعادل  1.7 من كوكب الأرض، أما إذا أضفنا عدداً متزايداً من السكان إلى هذه المعادلة، فسينتهي بنا المطاف بسيناريو لا يمكن تصوره.

ورغم الحقائق البيئية القاسية نبهت الشيخة شما إلى أن الوضع قد لا يكون ميؤساً منه إذا كان لدى كل واحد منا استعداداً للمساهمة في وقف تغير المناخ، وهو ما يمكن أن نفعله من خلال الحد من أنماط الاستهلاك وتغيير عاداتنا الشرائية، والتحول إلى اقتصاد دائري تبقى فيه مواردنا ضمن سلسلة القيمة لأطول فترة ممكنة، قبل إعادتها إلى دورة المنتج، وضربت مثلاً على شركات عدة تستخدم ثقافة الاستدامة في أعمالها.

وأشادت بتزايد عدد الشركات الناشئة التي تتصدى للتحديات البيئية، ونوهت بالحاجة إلى مساعدة إضافية لتوسيع نطاق الحلول ودعم البحوث في مجال علوم المواد. وقالت: “إن هناك العديد من التقنيات الجديدة التي يجري تطويرها، ولكن لا يمكننا أن نتوقع من التكنولوجيا أن تحل التحديات بسرعة كبيرة، رغم أن بعضها واعد جداً مثل التقنيات المتعلقة باستخلاص الكربون وحفظه وتخزينه، وأيضاً مشروع تم تصميمه في مدينة مصدر ويقوم به تحالف لبحوث الطاقة الحيوية المستدامة، ويتصدى لأكثر من هدف من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، حيث يتوقع خفض الانبعاثات الملوثة للبيئة الصادرة عن وقود الطائرات النفاثة عبر استخدام الوقود الحيوي.

 

 

ودعت الشيخة شما في ختام محاضرتها إلى إجراء تغييرات جذرية على النماذج الاجتماعية والاقتصادية العالمية الحالية. قائلة إننا نحن بحاجة إلى الحفاظ على الاستدامة وإدراجها في صميم جميع القرارات التي يتم اتخاذها لضمان التنمية المستدامة ومستقبل مزدهر للأجيال القادمة.

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com