بعد أن رفعت علم دولة الإمارات في قلب معرض موسكو الدولي للكتاب، ومثلت الثقافة الإماراتية والعربية ضيف شرف على فعاليات المعرض، ترفع إمارة الشارقة علم الدولة في واحد من أكبر معارض صناعة المعرفة والكتاب في العالم، حيث أعلنت العاصمة الإسبانية مدريد اختيار الإمارة ضيف شرف فعاليات معرض “ليبر” الدولي للكتاب 2019 الذي يقام خلال الفترة من 9 وحتى 11 أكتوبر المقبل بمشاركة أكثر من 450 مؤسسة ودار من 51 دولة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد صباح أمس الأول في العاصمة الإسبانية مدريد، كشفت فيه اللجنة المنظمة للمعرض أن اختيار الشارقة يأتي نظير جهودها الثقافية، ودورها في دعم صناعة الكتاب على مستوى العربي والعالمي، وأكدت اللجنة أن تكريم الشارقة بهذا اللقب يأتي استكملاً لاحتفاء العالم بمشروعها الحضاري الذي قاده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوج الإمارة “عاصمة عالمية للكتاب 2019″ من قبل اليونسكو.
وعقد المؤتمر بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة ماجد السويدي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى إسبانيا، إدواردو لوبيز بويرتاس، مدير عام أرض المعارض في مدريد (IFEMA)، وميغيل باريرو، رئيس اتحاد الناشرين في إسبانيا، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام الإسبانية والعربية.
وتخصص الشارقة في المعرض جناحاً لمختلف المؤسسات والمبادرات الثقافية في الإمارة، تؤكد خلالها رؤيتها في تقديم التجربة الثقافية الإماراتية والعربية في مختلف مراكز صناعة المعرفة في العالم، حيث تتبنى الشارقة مشروعاً يستند إلى الكتاب في تحقيق نهضتها وتواصلها الحضاري من مختلف ثقافات العالم.
وخلال كلمة له أوضح سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب أن الجغرافيا لا يمكن أن تتحرك من مكانها لكن المعرفة تسهم في مدّ جسور التلاقي والتواصل، لافتاً إلى أن حضور إمارة الشارقة كضيف شرف على المعرض يعدّ بمثابة التأكيد على أن الكتاب هو النافذة التي تكشف حجم المشترك بين شعوب العالم وحضارته.
وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب:” عرفنا مدريد من روايات وقصائد أدبائها، وتجولنا في شوارعها، وجلسنا في حدائقها، فالقراءة تجربة عيش وليست مطالعة لعبارات وجمل، خلال حضور الشارقة سنقرأ لوركا بالعربية، وتقرأون المتنبي بالإسبانية، وستفتح الإمارة من خلال هذه المشاركة نافذة للاطلاع على المشهد الإبداعي في دولة الإمارات، حيث سيتعرف الجمهور على أدبنا من خلال 70 كتاباً مترجماً من اللغة العربية إلى الإسبانية، لكتّاب ومبدعين وشعراء إماراتيين وعرب”.
وأضاف رئيس هيئة الشارقة للكتاب:” لطالما كرّس صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أهمية المعرفة والثقافة كمنطلق أساسي للتعرّف على الشعوب، حيث اختار الكتاب ركيزة للنهضة والمعرفة والثقافة باعتباره مشروع حضارة، وهذا ما قاد الإمارة لتحمل اللقب الثقافي الأرفع عالمياً، وتتوج من قبل اليونسكو العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019″.
وختم العامري:” تقود الشارقة في المشهد الثقافي العربي مشروعاً متكاملاً للنهوض بصناعة المعرفة والكتاب، فإلى جانب تنظيمها ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم، فإنها تفتح أبوابها أمام الناشرين من مختلف بلدان العالم للاستثمار في قطاع النشر وتوسيع أسواقها المتبادلة في المنطقة العربية من خلال مدينة الشارقة للنشر أول مدينة حرّة للنشر والطباعة من نوعها في العالم، كل هذه الجهود وغيرها تضعنا أمام مرحلة جديدة من مراحل تعزيز العلاقات المعرفيّة والإبداعية بين المشهد الثقافي الإماراتي ونظيره الإسباني، ومحطة للاطلاع على كنوز الأدب والفن العربي وما قدمه خلال 14 قرناً من الحضارة”.
وبدوره قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى إسبانيا سعادة ماجد السويدي: “إن المشروع الثقافي لدولة الإمارات الذي تشكل فيه إمارة الشارقة مركزاً ومحوراً أساسيا على الصعيد المحلي والدولي، يعد واحداً من الأوجه الحضارية التي تخاطب من خلالها الإمارات مختلف ثقافات العالم وبلدانه، وإن احتفاء العاصمة الاسبانية مدريد بإمارة الشارقة، ما هو إلا احتفاء بالثقافة الإماراتية وتكريم لكل أدبائها ومثقفيها”.
وأضاف السويدي: “تقود دولة الإمارات تحت رؤية قادة الدولة وحكامها جهداً ثقافياً كبيراً يشكل اليوم نافذة عالمية للاطلاع والتواصل مع الثقافة الإماراتية والعربية، ويعبر هذا الجهد عن رسالة الدولة الداعيّة إلى تعزيز القيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب، وبناء حوار حضاري مثمر مع مختلف بلدان العالم يتبني ثقافة السلام والخير والمحبة”.
وأردف “إن اختيار إمارة الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019 ومن قبلها عاصمة للثقافة العربية والإسلامية يأتي تتويجا للدور الجلي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجهوده ومساهماته في دعم وتعزيز المعرفة والثقافة والحوار بين الثقافات والسعي لثقافة عالمية”.
بدوره توجه إدواردو لوبيز بويرتاس بالشكر لإمارة الشارقة على قبولها التكريم بصفة “ضيف شرف” على “ليبر”، وقال: ” إنه من دواعي سرورنا أن نحتفي بإمارة الشارقة، التي تعد مركز صناعة المعرفة والكتاب في الشرق الأوسط، وراعية مشروع نهضة حضاري تقوم أساساته على الكلمة المقروءة”.
واضاف: “يشكل اختيار الشارقة لهذا اللقب في دورة مدريد من “ليبر” فرصة أمام حركة صناعة النشر الإسبانية والأوروبية بصورة عامة، يمكن من خلالها بناء علاقات عمل مشترك وتعاون مثمر مع سوق الكتاب العربي كله، لما تمثله الشارقة من حاضنة وراعية لكبرى الجهود الثقافية العربية والإماراتية، سواء على مستوى النشر أو التأليف أو الترجمة، وغيرها من قطاعات صناعة الكتاب”.
وتتحضّر الإمارة العاصمة العالمية للكتاب للمشاركة في الحدث من خلال جناح خاص تم تصميمه ليعبّر للجمهور عن جماليات الهندسة المعمارية والفنية التي تتسم بها الشارقة، حيث خصصت لمشاركتها في الحدث مجموعة متكاملة من الفعاليات والندوات والجلسات الثقافية والأدبية والفنية التي تستضيف فيها نخبة من الأدباء الإماراتيين والعرب الذين سيقدمون تجاربهم أمام الجمهور الإسباني طيلة أيام الحدث.