قصة قصيرة للكاتب نبيل حريبي الكثيري

دخل النجم السينمائي الشاب سليم حمدي مكتب شركة السراب للإنتاج الفني وتوجه مباشرة نحو مكتب السكرتيرة الزجاجي والذي يقع في منتصف نهاية الصالة بجانب باب مكتب صاحب الشركة المنتج الاستاذ فكري السكري وبعد إن اخبرها عن صفته وعن سبب وجوده أخبرته بان المنتج يوقع في تلك اللحظة عقد مع البطلة التي ستؤدي دور فاتن حمامة في مسلسل عمر الشريف وعليه الانتظار قليلاً.

قامت معه وأجلسته على إحدى الأرائك الموجودة علي يسار مكتبها وبعد أن جلس سألته عن مشروبه المفضل وعادت بعدها إلى مكتبها واتصلت بالتلفون الداخلي بفراش المكتب وطلبت منه إحضار المشروب على الفور.

بعد ذلك بقليل دخل شخص بشوارب كبيرة ومعه شاب لديه نفس مواصفات النجم سليم حمدي تقريباً في الشكل والجسم واللون وأتجهوا نحو السكرتيرة.

بعد وصولهم إليها عرف صاحب الشوارب عن نفسهً قائلاً بصوت عالي ” أنا الأستاذ عصفور البهلوان أكبر صانع للنجوم في الوطن العربي وهذا الشاب هو الفنان حسين حسني الذي سيكون نجم المستقبل ولن يستطيع أحد الوقوف في طريقه ونحن نريد مقابلة المنتج الأستاذ فكري السكري من اجل توقيع عقد دور عمر الشريف وهو شاباً.

رحبت بهم السكرتيرة وأخبرتهم بما أخبرت به النجم  سليم حمدي وقامت من مكانها وصحبتهم معاً وأجلستهم على الأريكة التي بجانب الأريكة التي يجلس عليها النجم الشاب سليم حمدي وأخبرتهم بأنهم سينتظرون قليلاً لبعد مقابلة الأستاذ السكري للفنان النجم سليم حمدي وسألتهم عن مشروبهم المفضل وعادت إلى مكتبها مرة اخرى.

دخل الفراش وهو يحمل المشروب وأثناء قيامه بوضعه على الطاولة امام النجم سليم حمدي قال حسين حسني لصانع النجوم بصوت عالي ” مش يمكن النجم سليم حمدي جاي برضه للدور نفسه الذي انا مرشح له.

رد البهلوان بصوت عالي قائلاً له: ماتخافش ماحدش حياخد دور عمر الشريف وهو شاب منك وإلي حيحاول يعمل كده حأفرمه وحيكون دا أخر يوم في عمره لأنني سأفرق رصاص مسدسي الموجود تحت في عربيتي على رأسه ورأس إلي يتشدد له بس خليك شجاع وأنت بتتكلم مع المنتج ولا تتنازل عن مليون جنيه مقابل الدور اللي حيرفعك للقمة أمال أنت فاكر إيه ده دور الفنان العالمي عمر الشريف مش شارع شريف.

سأل الفراش صانع النجوم ونجم المستقبل عن مشروبهم وبعد ذلك أنصرف وعندها وجه صانع النجوم كلامه للنجم سليم حمدي قائلاً له:” ممكن يافنان نخش على الباشا المنتج إحنا الأول، الله دنا أفتكرتك مش أنت إلي عملت دور كومبارس في الفيلم الساقط إلي مش فاكر اسمه ده، عموماً إحنا مش محتاجين الإذن منك فهذا نجم المستقبل حسين حسني سيوقع عقد دور البطولة في مسلسل عمر الشريف، أنما أنت شكلك جاي تشحت دور وألا إيه.

لم يرد النجم سليم حمدي على ذلك الإستفزاز الصريح وإن كان قد بدأ يشعر بالتوتر بسبب الوضع الذي لا يحسد عليه.

أكمل عصفور البهلوان قائلاً” هيا يانجم تعال نخش دلوقتي عشان نشوف مراتك فاتن وهي بتوقع العقد، دنا عصفور البهلوان واللي ما يعرفنيش يسأل عني في المكان الذي ما يتسماش يلا يافنان.

في تلك اللحظة فتح المنتج باب غرفته وخرج ومعه النجمة الشابة نادية رشاد التي ستؤدي دور فاتن حمامة وهم يضحكون وهو يقول لها ” ألف، ألف مبروك ياأنسة نادية على المجد الذي ينتظرك بعد أن تؤدي دور فاتن حمامة، ياواد يا محروس هات الشربات عشان نحتفل “.

” الفضل كله لك يا أستاذ فكري وأنا سعيدة لأنني سأودي دور بطولة في أول عمل للشركة وأشكرك على ثقتك الغالية بي.

أثناء ذلك وبالصدفة نظر المنتج ناحية النجم سليم حمدي فوجده جالساً فأتجه ناحيته وهو يمد يديه ناحيته ويقول له ” أهلاً، أهلاً يا فنان يانجم النجوم أنت جيت في الوقت المناسب، أزيك يا نجم عامل إيه ده أنت واحشني قوي والأن تعال لأعرفك على الفنانة نادية رشاد التي ستقوم بدور زوجتك فاتن حمامة في المسلسل الجديد لأنني اخترتك لتقوم فيه بدور عمر الشريف وهو شاباً تعالي يانادية.

صرخ عصفور البهلوان قائلاً ” حيلك، حيلك على جثتي الكلام ده مش حايحصل ومحدش حياخذ دور عمر الشريف غير نجم المستقبل حسين حسني.

” أنت مين أنت يا زفت الطين، أنا المنتج هنا وكلمتي هيا اللي حتمشي, مين حسين حسني إلي جايبه معاك ده إلي بيسمعك بيقول انك جايب معاك حسين فهمي ولا حسن حسني يلا اطلع بره أنت وهو ومش عايز أشوف وشكم هنا بعد كده قال نجم المستقبل قال.

” أنت بتقول إيه؟ دا أنا الأستاذ عصفور البهلوان أعظم صانع للنجوم هو أنت عشان معاك قرشين الله يعلم جايبهم منين أول ما جيت تشطح جيت تنطح وعايز تتعالى على أسيادك، ماشي خليكم هنا خمس دقائق وراجع لكم وساعتها حنشوف كلمة مين هي إلي حتمشي.

أتجه عصفور البهلوان نحو الباب وصرخ الفراش قائلاً” امسكوه دا مجنون ومعاه مسدس في العربية لما أنفذ بجلدي وركض نحو الباب وركض بعده المنتج والنجمة نادية والسكرتيرة وهم يصرخون وحاول النجم الشاب سليم حمدي اللحاق بهم ولكن عصفور البهلوان يقوم بمساعدة حسين حسني بالإمساك به لمنعه من الهرب وهو يقاومهم.