بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في جدّة أمس، مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الانتصارات التي حققتها القوات الشرعية بدعم من التحالف العربي على ميليشيات الانقلابيين، وسبل دعم اليمن والحفاظ على استقراره، في وقت نظم المئات من أبناء الجالية اليمنية ببريطانيا تظاهرة كبرى مؤيدة للتحالف العربي في اليمن ظهر أمام السفارة الإماراتية في لندن رافعين شعارات حملتي »شكراً مملكة الحزم« و»شكراً إمارات الخير« وصور قادة السعودية والإمارات.

وعقد خادم الحرمين الشريفين في الديوان الملكي بقصر السلام اجتماع قمة مع الرئيس اليمني والوفد المرافق له، جدد خلاله الملك سلمان التأكيد على دعم المملكة الكامل للجمهورية اليمنية وحكومتها الشرعية، وحرصها الدائم على أمن واستقرار اليمن ومساعدة شعبه الشقيق. وتناولت القمة جملة الاحتياجات الملحة للشعب اليمني في هذه الظروف لتجاوز التحديات التي يمر بها في جوانبها الإنسانية والتنموية والإعمار والبناء.

وفي بداية اللقاء، هنأ خادم الحرمين الشريفين، الرئيس هادي بعودته وحكومته الشرعية لمدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن ومزاولة مهامهم، معرباً عن أمله في أن يتحقق لليمن وشعبه الشقيق الأمن والاستقرار. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية »سبأ« أن الملك سلمان قال إن المملكة مع اليمن على الدوام، وستظل كذلك محبة للشعب اليمني وداعمة له على مختلف المستويات. وأكد أن أمن اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والخليج.

وقال مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية محمد علي مارم لـ»البيان« إن القمة السعودية اليمنية استعرضت مجمل تطورات الأحداث في اليمن في ظل عمليتي »عاصفة الحزم« و»إعادة الأمل« والانتصارات التي حققتها القوات الموالية للحكومة الشرعية وسبل تحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني.

وأضاف المارم أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قدم لخادم الحرمين الشريفين شرحاً لما تشهده مختلف المحافظات من آثار وتداعيات الحرب الهمجية، التي شنتها ميليشيات الحوثيين وصالح الانقلابية وتجاهلهم القرارات الدولية.

وقال المارم إن القمة تطرقت لمرحلة ما بعد تحرير العاصمة صنعاء، والجهود التي تبذلها دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لتثبيت الشرعية والأمن والاستقرار في اليمن، مشيرة كذلك إلى أن الرئيس هادي اطلع خادم الحرمين الشريفين على نتائج اجتماعاته في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنها لقاءاته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من قادة وزعماء العالم ونائب وزير الخارجية الأميركي، ورؤساء المنظمات الدولية العاملة في المجالات الإنسانية.

بدوره، أعرب الرئيس اليمني عن بالغ شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، ولإخوانه قادة دول التحالف، على وقوفهم الدائم إلى جانب الشعب اليمني وحكومته الشرعية، وتقديم كل أشكال العون والمساندة بما يحقق لليمن الأمن والاستقرار. وأشاد بجهود المملكة ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني وشرعيته في المحنة التي يمر بها، والتي كان لها الدور المحوري والفاعل مع دول التحالف في تحقيق النجاحات والانتصارات التي يسعد بها الشعب اليمني تباعاً في مختلف محافظاته ومناطقه.

ونقلت وكالة »سبأ« عن هادي القول: »مثلما كانت الفرحة تعم عدن ومقاوماتها الباسلة وأبناءها قاطبة بالتحرير، فبشائر الفرح اليوم تتجدد أيضاً في مآرب وجزيرة ميون وباب المندب والمخاء، وصولاً إلى تعز والحديدة وباقي مناطق اليمن«.

وأشاد الرئيس اليمني بقرار الملك سلمان دعم الشرعية في اليمن، وقال إن »عاصفة الحزم« حملت معها بشائر الخير وبذور السلام الحقيقي والأمن للشعب اليمني في وطن يتوق للعدالة والمساواة والحكم الرشيد، بعيداً عن الإقصاء والتهميش والنزعات الفئوية والمناطقية المقيتة.

وفور انتهاء القمة، توجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والوفد المرافق له إلى الرياض التي سيبقى فيها يومين، قبل أن يعود الوفد الرئاسي اليمني إلى العاصمة المؤقتة عدن للإشراف على العمليات العسكرية وترتيب الأوضاع الداخلية في اليمن، حيث تعمل الحكومة الشرعية على مواصلة زياراتها التفقدية الميدانية، على خطوط التماس بين الجيش والميليشيات، ومتابعة التدريبات العسكرية المكثفة التي تجري على قدم وساق استعداداً لخوض المعركة المفصلية لتحرير العاصمة صنعاء بعد تحرير كامل منطقة تعز والانطلاق منها ومن مأرب إلى صنعاء.

في الأثناء، أقامت الجالية اليمنية في بريطانيا وقفة شكر أمام سفارة الدولة في العاصمة البريطانية لندن لشكر الإمارات وقيادتها على جهود استعادة الشرعية ومحاربة الإرهاب الحوثي وإعادة الإعمار في اليمن.

وتجمهر العشرات من أبناء الجالية اليمنية في بريطانيا ظهر أمس أمام سفارة الإمارات وحملوا شعار: »شكراً إمارات الخير«، و»شكراً مملكة الحزم«، وشعارات مؤيدة للتحالف العربي في اليمن، وردد المتظاهرون الشعارات المناوئة لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح وما يقومون به من أعمال قتل ودمار وإرهاب في اليمن.

وبين المشاركون أن »كل شبر في اليمن يقول : شكراً الإمارات«، وذلك بعد كل ما قدمته الإمارات العربية المتحدة. مؤكدين أنه »لولا الدعم السخي الإماراتي لمحافظة عدن لما تمكنت من استعادة عافيتها بعد الحرب الظالمة التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية«.

وقال فراس اليافعي، رئيس حملة »شكراً إمارات الخير« إن »حملتنا نظمت الوقفة أمام السفارة الإماراتية في لندن لتقديم الشكر والعرفان لدولة الإمارات التي قدمت الشهداء للحفاظ على أهل اليمن، وجئنا هنا لنؤكد شكرنا للرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية رافعين الأعلام السعودية والإماراتية وصور حكام البلدين تعبيراً عن شكر الشعب اليمني لما قدمته دول التحالف العربي لإنقاذ بلادنا من إرهاب ميليشيات الحوثي والمخلوع«.

وقال فواز حنبلة، أحد منسقي الحملة في بريطانيا لشكر السعودية والإمارات: »إننا بوقفتنا هذه نقدم رسائل شكر وتأييد للإمارات والسعودية وكافة الدول التي شاركت في التحالف العربي لدعم اليمن«. مضيفاً القول: »جئنا نحمل رسائل شكر ودعم لعاصفة الحزم، التي لولاها لقضت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع على الجنوبيين وأنهونا من الوجود«.