أدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والسلطان عبدالله بن السلطان أحمد شاه ملك ماليزيا الصديقة مع جموع المصلين صلاة الجمعة بجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي.
وألقى خطبة الجمعة الدكتور فاروق حمادة، المستشار الديني بديوان ولي عهد أبوظبي فبعد أن حمد الله عز وجل وأثنى على نعمه.. ذكر الآية الكريمة.. ” قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ “.
وقال كلمتين لهما قيمتين إنسانيتين تؤذن بمجتمع جديد هي القوة والأمانة، أما القوة.. المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف، وأساسهما : القوة البدنية لمجتمع صحي والقوة الروحية وهي قيم المجتمع.. والقوة الفكرية وهي مؤشر لعقول سليمة تبني مجتمعا متقدما مزدهرا وهذه القوى الثلاث تقوم عليها الحياة وتستمر، فالمجتمع الصحي الذي يقوم على القيم السامية والفكر المستنير قادر على أن يبني ويتصدر الحضارة الصاعدة، ويولد حضارة جديدة، ويرث الحضارة القائمة وأصحاب هذا العمل هم الأبرار الاخيار وهم بجوار الرحمن فقد صلحت نفوسهم وأفكارهم وأعمالهم وامتدت أياديهم إلى بني البشر بالخير والعطاء والبذل.. ” إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون “.
وأشار إلى أن للأبرار منزلة رفيعة عالية ومكانة عظيمة سامية يرفع الله تعالى ذكرهم ويكتب أعمالهم ثم يجعلها في عليين.
أما الأمانة فهي جوهر مقومات الحياة وهي من ضرورات العيش بين الناس وقد حملها الإنسان عن ربه .. ” إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا ” وشيوع الأمان والأمن والاستقرار في المجتمعات سبيل حيوي لتقدمها وازدهارها وتطورها في جو من الألفة والتسامح والتعايش السلمي.
واختتم الدكتور فاروق حماده خطبته بالدعاء أن يرحم الله المسلمين والمسلمات وأن يتغمد الفقيد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يحفظ دولة الإمارات من الفتن وأن يديم عليها الأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين وأن يوفق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ونائبه وحكام الإمارات وولي عهده لكل ما فيه خير البلاد والعباد.